الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

ريناد
*روضة الجيزاني الرياض:
أصوات عالية وتحايا متداخلة وأسئلة تلحقه هنا وهناك وتلك الأرفف والكتب المرصوصة تغدو وكأنّها مساحات مسافات لا تحتمل سوانا أنا وهو ووجه ريناد الطفولية حكايا وتفاصيل تمنحك الدفء وصوته الذي يتسلل عبر تلك الأصوات يحبس أنفاسي فأذهب بعيداً عنه عن وجه ريناد أهرب من ألم السؤال ووجع الطريق.
أما هو تجذبه عبارات المديح تصدح إلى ذاكرته، وتلك الوجوه تنتظره ترمقه بنظراته الحادة وإطراء يأتيه عبر هاتفه الجوال ما شاء الله نشاط ملحوظ وتواجد بارز على الخارطة الاجتماعية .. عبارات تختلط بخطوط قسماته الحادة تستقيم رغم خطوطها الاجتماعية .. عبارات تختلط بخطوط قسماته الحادة تستقيم رغم خطوطها المتعرجة .. تمتد المسافات بيننا ووجه ريناد يلحقنا يرمقنا يأخذنا إلى حقيقة لا يعرفها ولا يقرأها سوانا .. دقائق تأخذنا إلى فرح زائل فرح يحرق ماضيه ويحرق حاضري بلهيب الأسئلة .. صوت ريناد يتسلل عبر أحاديثنا يسقط عن ذاكرته تلك الأماني وتحجب عنه تلك الأصوات خطوات تفصلنا عن بعض تتباعد خطواتنا ويحاول هو أن يستعيد صوابه يحدث نفسه يا حقيقتنا المدهشة محطة بؤس وانتظار وأنا بدونه قصة بلا ملامح عارية بلا عبارات وتلك الكتب خرافة تشمل التساؤلات في عينيه المسكونتين بملايين الآهات والرعشات.
ويغدو وجه ريناد حكاية توقد رحيل المسافات بيننا يعيدنا إلى حقيقتنا الموجعة بحذر يثير أحزاناً ومخاوف ظلت بعيدة ليتها تدرك أننا في هذه اللحظات ولدنا بشرا وحين تبعد خطانا تنقلب أمامنا كل المفاهيم.
وتضيق تلك المسافات تصبح متاهات مألوفة .. نظرات ريناد تشقني إلى نصفين وأرى المكان غيمة سوداء، أسلاك شائكة تحيط بي وأهرب مرة أخرى تأخذني قدماي إلى حيث أريد شيئاً سحيقاً يصرخ داخلي يلحقني وفي أعماقه تتصاعد عبارات ظل يرددها لم يكن يعرف أن ذلك الحب سيصبح حكاية شامخة لا تتكسر مع مرور الزمن لم يكن يدرك أن تلك الحكاية سوف تلحقه مدى الحياة.
وأواصل السير معه بخيبة وحسرة وتلك الوجوه تتغامز علينا تحاول أن تفصلنا عن بعض .. أحمل كتبي وأستمر في ترك المكان أواصل الهرب من جديد وخطواته تبعد عني تمتد وسط الجموع وعلى الجانب الآخر ألمح وجه ريناد يأخذني إلى حيث أريد ولا يريد ترتعش قدماي تسقط روايات جمعتها من بين يدي تتمزق أطروحاتي وسط حرارة اللقاء ووجع الطريق.
نواصل السير وأظل وراءه على الجانب الآخر من المقعد وجه ريناد يسرد أحاديث وتفاصيل عن والدتها وأخواتها الصغار تفاصيل تأخذني عبر أحاديثها هنا وهناك أحاول أن اقترب منها ألمح وجهها وجه أشعر برغبة شديدة لاحتضانها لاحتضانه .. تطول المسافات وذلك الشارع الطويل المزدحم بالعربات أراه لأول مرة دنيا جديدة ويراه هو واقعاً خاوياً من كل شيء إلاّ وجه ريناد .. وأظل في المقعد الخلفي لا أراه ولا يراني وجع مدهش يطبق علينا وصيحاته المحبوسة عبارات تخترق جسدي.
تأخذنا المسافات إلى حيث لا نريد هذه المرة .. إلى حقيقة لا يعرفها سوانا أودعه ووجه ريناد يسرق منا لحظات فاصلة بين الحقيقة والمستحيل ونظراته تفتت قلبي بعنف تأخذني إلى حيث أهجر المكان والزمان ووجه ريناد .. وجهه؟


Rawda-123@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved