الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

شاخ الزمان
*محمود الدليمي:
شَاخَ الزمانُ.. هَنيئاً أَيّها الخَرَفُ
مُرَقَّعٌ وَجهُهُ.. يَختاطُهُ صَلَفُ
شاخَ الزمان.. مُرُوءاتُ الرّجالِ بِهِ
تَنَافَضَت من يَدَيهِ وهيَ تَرتَجِفُ
تُضاجعُ الظُّلمَ أخداناً بيارِقُهُ
وَتَحتَها يَشهَقُ الفُرقانُ والشَّرَفُ
مَا عادَ يُحسَبُ مِن أَخطائِهِ عَدَدٌ
أو عادَ يُقرَأُ في قَامُوسِهِ أَسَفُ
وَعَادَتِ الأعصُرُ الوُسطى.. وقد مَرَدَت
فيها الشياطينُ.. إلا أنَّها صُحُفُ
حُرُوبُهُا رَقَدَت شَيئاً وَحِينَ صَحَت
صَحَت وَصُهيُونُ في أَجفَانِها يَقِفُ
فَاضرِب على الكَفِّ كَفّاً.. ما عَمَى سَلَفٌ
عَن جَهلِهِ ، ما عَمَى عن عِلمِهِ الخَلَفُ
عُدنَا وُقُوفاً على أَعتابِ غُربَتِنا
كَأنّنا في سوى أَوطاِننا نَقِفُ
تُذَمُّ في ذِمَّةِ الإرهابِ سِحنَتُنا
وَتُهمةُ النخلِ أن يَخضَوضِرَ السَعَفُ ؟
مَن أَخطَأَت سُرَفُ الغازينَ أضلُعَهُ
داسَت حَناياهُ من أقلامِهِم سُرَفُ
يَكَادُ يَلعَنُ فيها الحِبرُ مَوضِعَهُ
عَلَى الكِتابِ.. وَيَدمَى حَيثُ يَنذَرِفُ
حُرِّيَّةٌ ذَبَحَت مِليارَ أُضحِيَةٍ
قُربانَ طِينٍ عليهِ الغَربُ يَعتَكِفُ
لأنَّنا مِن رَسُولٍ لا يُبُيحُ لَها
تَزوِيجَ كَلبٍ بِكَلبٍ ، ثَارَتِ الجِيَفُ
يا رَحمَةَ العالَمِينَ اليومَ يَرفُضُها
مَن لَيسَ في قَلبِهِ مِن رَحمَةٍ نُتَفُ
يَسوؤُنا أَن تُساءَ الأنبياءُ وَلَو
كانَ المسيحَ الذي عن دِينِه ِانحَرَفوا
ما أَنكَرُوا النورَ إلا مِن عَمَايتِهم
لا يَألَفُ الشيءُ شيئاً عنهُ يَختَلِفُ
أأنكَرُوهُ حَبيباً وهوَ تَعشَقُهُ
بِفِطرَةِ اللهِ في أَرحامِها النُّطَفُ؟
البِشرُ في وَجهِهِ.. والحَقًّ فَي فَمِهِ..
والبُرءُ مِن يَدِهِ.. والمَاءُ يُرتَشَفُ
قَدِ انكَشَفنا وَكُنّا تَحتَ قُبَّتِهِ
بنا الشَّواهِقُ في الآفاقِ تَلتَحِفُ
يا سِيرَةً هَزّت الدّنيا وَقَد ثَقُلَت
هزاً تَساقط فيه الظُّلمُ والسَّرَفُ
كَم لِنتَ جَنباً لِمَن لا يَعرفونَ وَلَم
تَقُلْ سوى : رَبِّ غَفراً عَلَّهُم عَرَفُوا
حَلِمتَ حَتى تَرَكتَ الحِلمَ مُضطَرِباً
يَكادُ كالطَّودِ بالجُهَّالِ يَرتَجِفُ
هانَت على رَبهِّا دُنيا تُنَالُ بِها
وَلا تُنالُ بِزلزالٍ فَتَنخَسِفُ
فَدونَ عِرضِكَ أعراضُ الأُلى شَرُفُوا
مِنّا.. وَدُونَكَ لا عِرضٌ ولا شَرَفُ
حتّى العُصاةُ هُنا مِن حَولِكَ انتَفَضُوا
صَحابَةً.. كَتِفاً يَحتَثُّهُ كَتِفُ
فَأنتَ عِزَّتُنا ، لَم نَبغِ مُنصَرَفاً
عنها.. أَعَن عِزَّةِ الدّارَينِ مُنصَرَفُ
لَن نَقبَلَنَّ مَعاذِيرَ المُسيءِ لَها
إلا عَناقِيدَ مِن عَينَيهِ تَنقَطِفُ
أغَاظَ مَن يَبَسَت في العُهرِ عِفَّتُهُم
أَن لَم نَزَلْ مِن عُيُونِ الطُّهرِ
نَغتَرِفُ حارُوا بِنا لَو نَفَونا من مجرَّتِنا
لَسَابَقَتنا لَها الآياتُ والسَّلَفُ
وَأَنّنا حَيَّةٌ باللهِ أُمَّتُنا
وَأَنَّ أَحمدَ فيها الياءُ والأَلِفُ
قُلْ جَرِّبوا غَيرَ شَيءٍ إنَّ غَيرَتَنا
سَدٌّ عَلى دِينِنا مَا صَابَهُ تَلَفُ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved