الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

الفن النسائي حضور (سريع الذوبان)

*محمد الخربوش:
مع أنني لست مع الرأي الذي يصنف الفن التشيكلي إلى رجالي ونسائي ومع إيماني العميق بوجود الفوارق والقدرات التي يختص بها كل طرف دون الآخر إضافة إلى المعطيات السيكولوجية والبدنية والإجماعية والثقافية التي تتفاوت هي الأخرى لدى طرف عن الطرف الآخر أيضا والتي تساهم بدورها في إعطاء مساحة أكبر حضوراً أفضل متى ما وظفت بعضها أو جميعها في خدمة المنتج سواء لدى الرجل الرجال أو المرأة التي أراها، ومن وجهة نظر شخصية تكون أكثر دعماً وسنداً للرجال عندما يبدأ المخاض لإنتاج إبداعه الفني وبالتالي تقديمه للساحة.
ومن هنا فإنه شئنا أم أبينا يوجد لدينا تصنيف واقعي من خلال هذا الكم الهائل من المعارض التشكيلية النسائية التي تتعرض هنا أو هناك إضافة إلى المسيمات التي تطالعنا مثل المعرض الأول للفتيات أو المعرض النسائي أو الواعدات أو الموهوبات التي تصب في خانة المرأة.
واقع الحال يؤكد هذا النوع من الفن الخاص بالمرأة مع العلم بأن الإبداع هو الإبداع سواء كان رجلا أو امرأة، ويظل في النهاية جهداً وعطاء إنسانيا بحتا بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الديانة أو الوطن أو الثقافة إلا أن هذا المنتج يكون متأثراً بدرجة أو بأخرى من خلال الانتماء والهوية والتراث والولاء والثقافة والبيئة وغيرها من ملامح تؤثر بشكل و بآخر، كما أسلفت على العمل إلا أن كل ما أشرت إليه من عوامل مختلفة قد يتلاشى دورها في وقتنا الحاضر أو الزمن القريب الذي يليه نظراً لهذه الهجمة الشرسة (للعولمة) بمعناها الواسع التي جاء اندفاعها عبر كل هذه التقنيات، وهذا الانفتاح الفضائي والسباق الإعلامي الرهيب لتحيل العالم أجمع إلى قرية صغيرة واحدة بعد أن تذيب كل الفوارق الاجتماعية والسلوكية والثقافية وأنماط الحياة وسبل العيش.
قد أكون أسهبت قليلا مع العولمة وحكايتها الطويلة وخرجت عن نص البداية لأعود إليه مرة أخرى مؤكداً أن الفن التشكيلي النسائي إن جازت التسمية موجود وحاضر في كل المحافل الا أن هذا الحضور دائماً يكون سريعاً وعاجلا فما تكاد تلوح في سماء التشكيل أمراؤه مبدعة إلا سرعان ما تختفي وتذوب في هذا العالم الكبير.
خلاصة القول: إن العنصر الإبداعي التشكيلي النسائي موجود، ولكنه قد يختلف عن عطاء الرجل لظروف فنية ونفسية واجتماعية وجسدية وعوامل أخرى ترجع الغلبة للرجل في أغلب الأحوال لست منحازاً إلى الرجل، ولكن هذا الأمر واقع عايشته من خلال متابعة ومن خلال عملي في هذا المجال، وقد أدركت بما لايدع مجالاً للشك أن المرأة لديها عطاء ولديها إبداع ولديها القدرة على مجاراة الرجل في عطائه وإبداعه لكنها أي المرأة ومن خلال ما تقدمه من أعمال يلاحظ أنها لاتزال بحاجة ماسة إلى زيادة جرعات الثقة بالنفس وزيادة التواصل مع جديد هذا المسار، وزيادة الثراء البصري والإكثار من التجريب والمحاولات التي تؤكد مقدرتها واستعدادها للتواصل مع هذا العطاء الإنساني الجميل، أما ما نلاحظه منذ فترة وهو تعاقب الأسماء التشكيلية النسائية وحضورها الأولي القوي سواء في المعارض المختلفة أو وسائل الإعلام فإن كل ذلك لايزال وبكل أسف فقاعات سرعان ما تزول، أتمنى ألا يفسر ذلك بأنني ضد عطاء المرأة في هذا الجانب أو أنني ممن يقلل من حضورها وتألقها لكنني في الوقت نفسه أتمنى أن نرى عطاءات تشكيلية نسائية حاضرة في كل المساحات وكل الأزمنة!! شكرا لكم أنتم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved