الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

قرار التعيين يتفاعل..!!
لو أصرّ المعينون (الموظفون) على الانتخاب.. لغيرت الوزارة رأيها
* الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:
قرار تعيين أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية الذي أعلنته وزارة الثقافة مؤخراً وفعلته والأعضاء معاً بشكل سريع تمثل في انتخاب الرئيس (العضو المعين) ونائبه وعدد من المسؤولين.. أقول لم يمضِ هكذا دون رقيب أو حسيب.. وهذا ما ينبغي إذ إن الحوار البناء الواعي والملتزم بضوابط التأدب والرقي هو بلا شك دليل عافية وظاهرة صحية نتمنى أن تسود بنزاهة مسؤولة.
.. هنا في هذا الاستطلاع السريع يأتي الدكتور عبدالله الغذامي ليؤكد أن في حياة الثقافة مواقف رمزية لا بد أن نخطو باتجاهها بشجاعة وصدق مهما كلف الأمر.. إلى جانبه المسؤول الدكتور علي الخضيري الذي لامس موضع الجرح بعناية فائقة وحرفية دقيقة .. فإليهما..
***
(1400هـ).. انتخاب!!
بداية يقول د. الغذامي إن الانتخاب ليس أمراً خارقاً أو مستعصياً إذ إن العواد في 1396هـ 1976م كان يمثل إحدى المجموعتين العموميتين آنذاك.. إذ يقول: كما تعلم أنا جئت نادي جدة مع فريق عبدالفتاح أبو مدين عام 1400 منتخبين من جمعية عمومية عقدت هناك وقبلها كانت هناك جمعيتان عموميتان عام 1396هـ (1976م) وكان فيهما العواد ومجموعته.. ثم كما تعلم مرت فترة تعطلت فيها اللائحة الانتخابية.. وعلى مدى الخمس عشرة سنة الماضية تكلمت أنا كثيراً في مقالات ومقابلات وفي تصريحات صحفية عن ضرورة العودة إلى تفعيل اللائحة ودعوت إلى الانتخابات وتكرر ذلك كثيراً حتى إنني قلت مرة في تصريح صحفي: إنه آن الأوان أن نقرأ الفاتحة على الأندية الأدبية وذلك بسبب تعطيل الانتخابات وهذا في زمن المرحوم الأمير فيصل بن فهد، وقد حاول بعض القوم أن يشوا بي ويوغروا صدر الأمير على تصريحي ولكن الأمير - رحمه الله - تعامل مع الموضوع بنبل رفيع وارسل إلي رسالة بخط يده ما زالت موجودة عندي فيها عتاب رقيق وتضمنت ثناء وتقديراً لي مع عتابه النبيل حول ذلك التصريح.. فرددت عليه برسالة خطية ارسلتها إلى فاكس مكتبه، شرحت له فيها أنني أهدف من ذلك التذكير بشرط الانتخاب كل أربع سنوات، فما كان منه إلا أن هاتفني وقال كلاماً كريماً وأكد اهتمامه بالأندية الأدبية وبما يخدمها.
وحدث بعد فترة أن ذهبت إلى نادي الرياض الأدبي وقابلني صديقنا الأديب الشيخ عبدالله بن إدريس على الباب وقال لي سامحك الله على ما قلت علينا.. فقلت له: إنني داخل الآن لأقرأ الفاتحة فضحك وضحكت وما زلت أتذكر هذه الأجواء الكريمة في التعامل مع الرأي النقدي وأتمنى لو أن الصديق الدكتور عبدالعزيز السبيل صار مثلهما في انفتاح صدره للنقاد..
وهو سيسمع منا ومن غيرنا الكثير والكثير من اليوم وصاعداً، ولا بد أن ننتظر منه مثالاً لقبول النقد والترحيب به.. لكنني سأظل أقول له إن كنت قد طالبت بالانتخابات على مدى خمسة عشر عاماً وهو يعلم ذلك، فإنني لا أمانع أن أمنح الوزارة الفضل في أن تسبقني، وأرجو أن يتم سبقها بأن تفعل والفعل غير الادعاء ونحن لا نريد لثقافة بلدنا إلا النجاح، وإذا خفنا عليها من الفشل ورأينا بوادر تهدد مستقبله، فإن واجبنا أن نتكلم.. وكلامي لا تكتمل مصداقيته إلا بمصاحبته بالفعل، ولهذا ألزمت نفسي بمقاطعة الأندية الأدبية والامتناع عن الدخول إلى أي نادٍ تكون إدارته معينة.. وسأظل أنتظر اليوم الذي تنتصر فيه الثقافة على البيروقراطية ويعود لنا زمان الانتخابات، ولا بأس أن نعود سبعاً وعشرين سنة إلى الوراء..!
وعن رأيه في الأسماء التي تم تعيينها لعضوية عدد من الأندية الأدبية أجاب د. الغذامي قائلاً: لا يمكن أن أخوض في الأسماء لأن المبدأ في الأصل مبدأ خاطئ وبعض الأسماء لي معهم علاقات صداقة وثيقة وعريقة مثل الدكتور محمد الهدلق، فصداقتي معه تمتد إلى 40 عاماً في خارج المملكة وفي داخلها، وكذلك الدكتور عبدالعزيز المانع والدكتور عبدالمحسن القحطاني بيني وبينه 30 عاماً من الصداقة.. وكذلك الدكتور عبدالعزيز السبيل، وتعرفون مكانته عندي.. ولكن الصداقة شيء وكلمة الحق شيء آخر.. وكما قال أحد الأئمة إن أبا محمد صديق لنا وهو يقصد ابن حزم الظاهري ولكن الحق أصدق..!
وأنا أقول للأصدقاء جميعهم إن كلمة الحق فوق الصداقة، وإن كنت قلت في زمن الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - إنه قد حان أن نقرأ الفاتحة على الأندية الأدبية، فإنني أقول للأصدقاء إنها لحظة صدق لو تصرفتم معها بأسلوب يضمن حقوق الثقافة ومستقبل الثقافة، لكان هذا شيئاً عظيماً تسجلونه كموقف رمزي.. وأنا أعرف أن مقاطعتي للأندية ليست عملاً سهلاً على نفسي ولكن في حياة الثقافة هناك مواقف رمزية لا بد أن تخطو باتجاهها بشجاعة وصدق.. ولنتذكر شيئاً واحداً وهو لو أن كل واحد منهم رفض التعيين حينما تمت مفاتحته به وأصر على الانتخابات لتغير كل شيء، وصرنا اليوم أمام موقف ثقافي يحتم على الوزارة أن تغير رأيها.
***
اللائحة... القضية - الإشكالية
أما د. علي الخضيري رئيس اللجنة الثقافية بمجلس الشورى.. فيرى أن على وزارة الثقافة أن تواكب المتغيرات التي تدفع باتجاهها الدولة ومؤسساتها نحو مجتمع مدني راقٍ، إذ يقول: في الواقع كنا نتوقع من وزارة الثقافة والإعلام أن تواكب المتغيرات الجديدة في توجه الدولة لإنشاء مؤسسات المجتمع المدني واختيار اعضائها بالانتخاب كما تم بالنسبة إلى هيئة الصحفيين وكما هو حاصل في الغرف التجارية والمجالس البلدية.. لكنا فوجئنا بأن الوزارة تعود للأسلوب القديم في التعيين رغم وجود قاعدة مهمة للانتخاب وهي اللائحة الحالية للأندية الأدبية التي تنص في المادة 20 على انتخاب أعضاء مجلس الإدارة في الجمعيات العمومية لأن هذا التعيين في رأيي سيشكل أو سيخلق في الوسط الثقافي نوعاً من عدم التوافق والحساسيات بين الأدباء.. بينما لو تم الانتخاب فإنه سيرضي الجميع مع التقدير للذين تم اختيارهم، فهم أهل لما اختيروا له لكننا نتكلم عن المبدأ الذي كفلته لائحة الأندية الأدبية.. ومما علمته أن السبب في التعيين هو تعديل اللائحة التي تنقصها بعض الضوابط وكان بالامكان تعديل اللائحة بقرار من الوزير خلال أيام، ومن هنا يتبين أن هذا المبرر غير مقبول ما دام التعيين لمدة أربع سنوات.. والسؤال هو هل سيظل الأدباء أربع سنوات حتى يحصلوا على حقهم الانتخابي الذي تكفله اللائحة؟!
وهل هم أهل من غيرهم كالصحفيين مثلاً..؟ بلا شك ليسوا كذلك فهم من أبرز طلائع المجتمع.. والمأمول من الوزارة أن تعيد النظر في هذا القرار وأن تهيئ الأجواء المناسبة للأدباء لأن يبدعوا وينهضوا بالحركة الثقافية دون أي اشكالات بين الأدباء..!
هذا إلى جانب أن الأديب لا ينبغي أن يعين بقرار من الوزير وليست مهمة وزارة الإعلام عندما نقلت إليها الثقافة أن تهيمن على الحركة الأدبية وتوجه الأدباء إلى ما ينبغي أن يقوموا به، فالأندية ليست فروعاً للوزارة كما يبدو من هذا القرار!
وكنت أتمنى من الأخوة الأدباء بشكل عام أن يكونوا في مستوى الحس الثقافي والأدبي الذي يحملونه وألا يفرح احدهم بأنه قد عين في مجلس لأن زملاءه سينظرون اليه مهما كانت مكانته نظرة الموظف التابع لوزارة الإعلام.
إنني أعود وأؤكد اختلافي مع الذين يرون أن هذا القرار قرار مرحلي لأن المرحلية لا تعني 4 سنوات.. كيف نضيف سنوات إلى سنوات في عدم الحراك الأدبي.. ثم ما المبرر أمام هذه السنوات.. هل سنقدم خلالها امراً خارقاً لا نستطيع أن ننجزه في شهور؟!
الأمر لا يتجاوز استكمال لائحة قائمة، وهذه اللائحة أقرها الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - منذ 30 عاماً، وإذا قارنتها باللوائح الأخرى كلائحة هيئة الصحفيين وغيرها فإنها لا تختلف كثيراً.. لكن يبدوا أن قرار الوزارة كان قراراً مسبقاً، ولم يحسنوا ايجاد المبررات له.
والحق أن الصديق الدكتور عبدالعزيز السبيل رجل مثقف وواعٍ ومرن لكن يبدو أن القرار هو قرار معالي الوزير وليس قرار سعادة الوكيل..
ختاماً المأمول من وزارة الثقافة هو أن تعيد النظر في هذا القرار وتستجيب لرغبات الأدباء والمثقفين المتمثلة في الانتخاب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved