الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

عبد الحفيظ الشمري في عمل روائي جديد:
(جرف الخفايا) جهر بالإشارة وتتويج للغة الإفصاح السردي

عن دار الكنوز الأدبية ببيروت صدرت حديثاً رواية بعنوان (جرف الخفايا) تأليف الزميل عبد الحفيظ الشمري، هي الرواية الثانية للمؤلف، حيث سبقتها رواية (فيضة الرعد) قبل نحو عامين.
وتدور أحداث رواية (جرف الخفايا) في تضاعيف مدينة عربية يتأصل فيها الخفاء وتنتهج أسلوب السرية والغموض والتعتيم والتكميم والحد من صور البهاء وتكاثر صور الصمت.. حتى ان القارئ يقف على صور بانورامية متكاملة عن (الخفاء) الذي يتلبس الشخوص، في وقت يحاول فيه أبطال العمل تحديداً أن يكونوا أكثر جرأة في رسم تفاصيل هذا الخفاء حينما ينبروا للتفتيش على صديقهم (صقر المعنى) الذي فقد في ظروف غامضة جداً كعادة المختفين في أي بلد عربي.
تكون حالة هذا الاختفاء ل(صقر المعنى)، ومحاولات البحث عنه فرصة مناسبة لأن يطوف الأصدقاء أرجاء المدينة المعتمرة دائماً وشاح الفضيلة المقنعة والمنقبة والمبرقعة، ليسرفوا في وصف واقعها المر، وليحاولوا جاهدين أن يفتشوا عن أسباب وجذور هذه القضية الغامضة على الرغم من وجود مثبطات كثيرة تعترض سبيل محاولاتهم.
(جرف الخفايا) للشمري لوحة متعددة الألوان رابطها الأساس هو صراع القبح والبهاء والخفاء مع الوضوح في وقت تسفر فيه هذه التقاطعات والمقاربات عن مفارقات مدهشة تؤكد أن للخفاء شأناً عظيماً في هذا الجرف وجُرُف أخرى في أماكن كثيرة من هذا العالم، بل نرى الكاتب قد أخذ على عاتقه مهمة الإشارة إلى مواطن مكانية وزمانية تستدعي الكثير من الصور المعبرة، إذ لا تخلو فصولها من تذكير بمآل المدينة المثالية إلى الفناء ليحل مكانها هذا المسخ المشوّه للمدينة التي يقال عنها عصرية تعيش أزمات كثيرة أولها مأزق الهوية.
في الرواية بعد استشرافي يسير مرحلة الواقع الآني الذي تعيشه المدينة العربية دون تحديد معين لهوية الشخوص والمدن الواردة في الرواية، بل هي تكوين جريء يحافظ على لغة الإبداع السردي ولا يسرف في نقل الحكاية بهيئتها المألوفة، لنرى فصول العمل وقد تجسدت ببناء استنطاقي يحرر المقولة من ربقتها بوسائل كثيرة منها استخدام الرمز الذي يسقط على الأحداث والمواقف في وقت تتفاعل اللغة مع معطيات السرد لتكوّن بعداً تأثيراً متميزاً يحقق معادلة المتعة والفائدة معاً.
تقع رواية (جرف الخفايا) في نحو (220 صفحة) من القطع العادي صمم غلافها الفنان علي شمس الدين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved