العضو المثالي د. حافظ المغربي *
|
الدكتور أحمد البدلي، أنا لم أسعد حقيقة؛ وذلك لعمري القصير في التدريس بجامعة الملك سعود والذي لا يتعدى السنتين، أنا لم أسعد حقيقة ولم أشرف أن أكون قريبا أكثر من هذا الرجل الذي يمثل صورة حقيقية لعضو هيئة التدريس خلقا وعلماً وسلوكاً، وسعدت بالجلوس مع هذا الرجل مرة أو مرتين، فاكتشفت فيه أبوة غامرة في التعامل وحبا كبيراً، وكأنك تعرف هذا الرجل منذ سنوات. وكل ما أود أن أركز عليه من خلال هذه الشخصية أن هذه الشخصية بحق تعتبر شخصية ريادية في تخصصها، فهو واحد من الأسماء المعروفة في تخصص اللغة الفارسية، وتخرج على يديه من كبار الأساتذة الذين هم ملء السمع والبصر الآن في المملكة العربية السعودية.
ومن الغريب أنه أستاذ لا يختلف عليه اثنان، فكل تلاميذه يقدرونه ويرون فيه صورة مثالية للأستاذ الجامعي، كما قلت قبل ذلك خلقا وعلما، ونحن اليوم بقدر سعادتنا بالاحتفاء به مكرّما في قسم اللغة العربية بقدر حزننا على أن يفارقنا هذا الأستاذ الكبير بعد هذا العطاء الممتد من أستاذ جامعي قدير، ولكنها إرادة الله ثم إرادته هو، ولعل في ذلك تفرغا علميا مثمراً؛ فالعمل الجامعي مهما كان الأمر يعد مطحنة لأعضاء هيئة التدريس، خاصة في ظل طلاب لا يقبلون كثيراً على العلم ولا يحبون الدرس ويتفرغون لصوارف أخرى.
والأستاذ الجامعي يظل في حيرة أمام البحث العلمي من جهة وأمام رغبته هو في أن يكون معلماً. بصراحة شديدة يقتات من التدريس ما يقيم أود أسرته، فدائماً عضو هيئة التدريس يكون بين نارين، إما أن يكون موظفاً وإما أن يكون باحثاً متفرغاً، وهذه معادلة صعبة أن يجتمع في الأستاذ نهيمان؛ طالب علم، وطالب مال، وأتمنى للدكتور أحمد البدلي أن يوفقه الله في القادم من أبحاثه العلمية التي تثري الساحة الثقافية، كما عودنا.
* الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|