الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

من لُباب الكتاب لمقام القلم
عبدالله بن عبدالرَّحمن الزَّيد
بمثابة إعادة للبيان الأول
هي واحدة من المَهَمّات الثّقيلة التي لاتحتمل: أَنْ تُفَسِّر مالا يُفَسّر، أو أَنْ تَنْدَلِقَ شرحاً بين يدي إحدى البَدَهِيَّات، وبرغم ذلك، أو برغم معرفتي وإدراكي لتبعات ذلك أجدني مُلْزماً بأن أضطلع بشيء من تلك المهمة، من أجل عيني المتلقي أولاً، ثم من أجل ألا يقرأ أحد هذه الزاوية بشيء من التسطيح أو سوء الفهم!، ومن الطّبَعي ألا اشترط حتماً أنَّ المتلقي الكريم قد اطلع على الحلقة الأولى، ولكني أفترضه سلفاً.. المسألة تتعلق بأن عديداً من الاحبة المتلقين فَهِمُوا هذه الزاوية على أنها (عرض) لكتاب، والحقيقة لاتمت الى ذلك بأي صلة لسببين:
الأول: ان مهمة هذه الزاوية هي بالتحديد الإشارة الى الكتاب والدعوة الى قراءته، وما أسجله عن فصل من فصول الكتاب إنما هو للتحريض والتشجيع على الاطلاع على الكتاب وعلى القراءة بعامة..
والآخر: ان عرض الكتاب أي كتاب لايتم بهذه الطريقة، ولا بهذا الاسلوب، وإلا لكان ذلك ابتساراً وظلماً، وإجحافاً في حق الكتاب؛ ذلك لان العرض إنما هو اختزال، وتقديم بانوراما شاملة عن الكتاب قد تغني عن قراءته أو على الأقل تمنح المتلقي اختصاراً لكل فصل من فصوله.
إذاً ما أُقدمه، وما اقوم به في هذه الزاوية انما هو ضد العرض تماماً، وضد أن يكتفي المتلقي بالزاوية عن قراءة الكتاب قراءة وافية شافية مثرية مغنية.
والمحصلة الكبرى من كل ذلك هي كما أشرت إليه في الحلقة الأولى الالتزام بالقراءة ومشاركة المؤلفين المبدعين عالمهم وتجلياتهم الفكرية والأدبية.. وإحياء القارىء الذي أَمَتْناه بين جوانحنا.
ولو كانت المسألة كما تصوّرها بعض الأحبة لكنت دون شك أقوم بخيانة جبانة للكتب التي أشير اليها ولمؤلفيها، نعم.. إن ذلك لكذلك..
أتنصل الآن من هذه المهمة المُتْعبة قبل ان يعلق أحد الأحبة، أو أحد المتلقين، ويجلد هذه اللحظات بهذا الشكل :(يا ابن الحلال.. ولماذا أنت منفعل الى هذا الحدّ؟ لقد جئت كلك مرة واحدة.. الامر لن يصل الى مستوى الخيانات، والجبن، والتخلي عن الحرف).!!
أنتشل ذاتي الآن من هذا المشهد وأسرع، وأدخل نفسي بفروسية لاتخفى قائلا:ً
(وبهذه المناسبة، مناسبة الاشارة الى الكتب، والتحريض على القراءة والعرض، والاختصار، والاختزال، والتلخيص اتمنى على المتلقي فعلاً الا يكتفي بالعروض والملخصات وانطباعات الكتّاب عن المؤلفات، وانما عليه حقاً أن يباشر بنفسه وعقله وحسه وعينه الاطلاع والقراءة، من أجل أن يُكَوِّنَ هو رأيه الخاص، وانطباعه الشخصي، لا أن يتعود على استنساخ آراء الآخرين، وترديد مقولاتهم.. إنّ ذلك في الواقع لايليق لا بالكتاب ولا بالقارىء، ولابمنطق الثقافة والرأي والموقف.
طبعاً... لن يعلق أحدٌ الآن..)
** فاصلة:
الصديق : سليمان الصقير:
شكرا ياحبيبي
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved