الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

بعد صدور ملف 40 عاماً من أجل «ماهو آت»
قراءات أخرى في مسيرة الدكتورة خيرية السقاف
كثيراً ما نقرأ ومن خلال القراءة نتعرف على شخصيات لكتاب او أدباء دون أن نقابلهم، ويتركون في نفوسنا اثراً كبيراً، وتتكون بيننا وبينهم جسور وروابط محبة، خاصة عندما نجد أن ذلك الكاتب او الأديب يمثل ويعكس القيم والأخلاق والفضيلة والدين وصور من حياة المجتمع، ويتولد لدينا شوق لمقابلتهم والتعرف عليهم ونحن أمام نموذج غني عن التعريف. إنها الأديبة والكاتبة والشاعرة والمرأة السعودية التي شاع اسهما في البلاد العربية وغير العربية، جمعت بين الأدب وفلسفة الحياة في كتاباتها منذ نعومة اظفارها.
كتبت عن مدينة السعادة وهي طفلة صغيرة، وكتابتها آنذاك تشبه مدينة أفلاطون المدينة الفاضلة نسجتها من خيالها الواسع وعبقريتها وسماحتها وبراءة طفولتها وطيب قلبها ورقة مشاعرها، وحسن تربيتها، وسلامة أفكارها وحواسها، نشأت على الفضيلة والحنان، فهي كالأم الحنون على اولادها، انها الأم العطوف على طالباتها، حريصة عليهن أشد الحرص واكثر من حرصهن على انفسهن، تمنيت ان التقي بها لاتعرف على كنه شخصيتها، هذه الإنسانة الفاضلة، انها تمثل عبقرية وابداع المرأة السعودية المحافظة على القيم الأخلاقية والاجتماعية والخلقية والدينية، جمعت الفضيلة والحكمة.
وتشاء الأقدار أن اواصل الدراسات العليا في جامعة الملك سعود، وكان لقائي الاول معها اثناء فحص المقابلة، فكانت تسألني اسئلة منطقية، حينها تكونت لدي فكرة انني امام انسانة ذات خبرة ومعرفة وعلم واسع، كانت تتحدث باتزان وثقة وهدوء، وسرعان ما ربطت بين هذه الشخصية وشخصية الكاتبة القديرة التي اقرأ لها واتابع كتابتها ومقالاتها الأدبية، وفيما بعد عرفت انها الدكتورة الفاضلة (خيرية السقاف)، ومن حسن حظي واعتزازي وفخري بأنني اصبحت احدى طالباتها، ومن خلال المحاضرة الاولى معها وجدت ان ما تكتبه ينطبق على شخصيتها واخلاقها الفاضلة. فهي تعطي اكثر مما تأخذ.
يسرقنا الوقت في المحاضرة حتى تكاد الجامعة تخلو من الطالبات، وهي تعطي ولا تبخل في العلم والمعرفة، وتنسى نفسها، فهي بحر في علومها ان سألناها اجابت ببلاغة وبراعة، لم يقتصر علمها على اللغة العربية فحسب، بل ان سُئلت بالتاريخ اجابت، وبالفقه عرفت، وبالقرآن علمت، وبالفصاحة اوجزت وابدعت، وبالتربية اتقنت، وبالذوق احسنت، وبالفضيلة ترفعت، وبالادب ابدعت، وبالعلم والمعرفة جمعت.
كنت انتظر محاضرتها الأسبوعية بفارغ الصبر، لاتعلم منها أمورا كثيرة في العلم والأدب والحياة.
ان قلت عنها خبيرة لمعرفتها بتفاصيل الحياة ودقتها فهي كذلك، وان قلت عنها اديبة لما تتمتع به عن ذوق رفيع وإحساس مرهف، فهي كذلك، وان قلت عنها مربية لا تبخل علينا بنصحها وارشاداتها فهي كذلك، وان قلت عنها اكاديمية تربوية فهي كذلك، عرفت سيكولوجية الإنسان من الولادة حتى الممات. تقابل الإساءة بالاحسان. وأستاذة يشار اليها بالبنان بشهادة الأغلبية، بل وجميع طالباتها، عرفت بحسن تعاملها، حقيقة لا اعرف من اين ابدأ؟ وكيف انتهي؟
لقد علمتني كيف أبحث وأتبحر في البحث، وارتقي بتفكير سامٍ بكل تواضع ورحابة صدر. علمتني الأسلوب العلمي الصحيح، كانت تدلل على كلامها بقوله تعالى وقول المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم. تقدم ابحاثها الى طالباتها وتناقشهن بها، فانظري الى كم وصل بها الإيثار والتضحية كما قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } فتخيلوا هذا العطاء اللا محدود. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على محبة الله لها، لان الله سبحانه وتعالى إن احب عبداً ارسل ملائكة يدعون له بالقبول ويقول: اشهدوا انني احببت عبدي فلانا فادعوا له قبولا في الارض.


هيام محمد الحندي
الدراسات العليا جامعة الملك سعود


****
من تميز الدكتورة خيرية السقاف (وهو متعدد الجوانب) أن الكتابة عنها سهلة وصعبة.
سهلة لأن الله حباها بالعديد من المواهب والصفات فالكتابة عنها سهلة ميسرة والكاتب حيال ذلك سيختار أيها شاء.
وصعبة لأن الكاتب نفسه سيحتار فيما يختار والشخصية قامة طوعية وقد تكون أدوات الكاتب دونها بكثير...
وأنا هنا سأتحدث عنها من خلال جانبين لأنني عرفتها من خلال طريقين:
الأول: كالآخرين من خلال نتاجها الفكري المنشور وعملها في الجامعة عميدة مسؤولة وأستاذة تفعل دور عضو هيئة التدريس المنشود. التدريس خدمة المجتمع.
الثاني: من خلال زوجها الأستاذ الدكتور الباحث العالم الزاهد يحيى بن جنيد حيث جمعني به العمل على طاولة اجتماعات واحدة طول ثلاث سنوات من خلال إحدى اللجان، فكان، وكنت مريدا ودارسا لا زميلا، ويوم أكرمني بعرض مشروع دار المواجب العربية عبر كتاب (نجاحات من الصحراء عليها).
وما تبع ذلك من فائدة اهتدى بها معد الكتاب واسترشدت بها الدار، فكانت كتابتها عن شخص في هذا العمل ليس وساما لي فحسب بل دليلا ومرشدا وموجها وكان مع ما كتب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله أغلى وأثمن ما حظي به الكتاب وكاتباه والدار و صاحبها أما الجانبان في شخصية الدكتورة خيرية فهما:
الجانب الإنساني والريادي في شخصيتها يتضح الأول من خلال هذا الكم من الرسائل التي ترد إلى زاويتها من قرائها حيث علمت من أكثر من قارئ أنها كتبت عن شأنه بشكل عام كي تبتعد عما قد يتطرق إلى الذهن ويستعمله كثير من الكتاب في استعراض رسائل قرائهم. ثم طريقة العرض بعد ذلك في نصح وتوجيه يهتديان دائما بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي بهذا من القلائل في هذا المجال، فيشعر قارئها أنه أمام رسالية فذة تحتاج إليها الأمة، ويريد الكثير منها الوطن.
والجانب الريادي فيتمثل في أولويات كثيرة منها ما اشتهر ك(الكتابة التي تكتب قبل وجود القارئات) والعميدة الكاتبة ووكيلة (العميدة) الأولى وأول مدير تحرير لصحيفة يومية و... و... ثم إن القريب منها يدرك تماما تفانيها في خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم والشفاعة لهم مالا وجاها في نكران للذات وإيثار لا يوجد إلا في نقاء يوجد في زمن ندرة الأنقياء وإني عبر هذا المنبر أدعو لتكريمها على المستوى الإعلامي والحكومي من خلال الصحافة ومن خلال الجامعة فهي حرية بهذا وأهل لذاك ولا نريد أن نقول لها في زمن الجحود عذرا فلقد انشغلنا بك عنك.

عبدالله الزامل
وزارة التربية والتعليم

***
وما زال الصمت ينقر فمي! دون حراك..
وكأني بي: عاق، وكأني بكم: تفقهون!
زاوجت بين كل الصباحات كي أكتب.. عن ضوء..
استنهضت المعصية على العجز.. كي أكتب عن تاريخ..
فالحديث عن والدتي الشريفة خيرية بنت إبراهيم السقاف أطال الله في عمرها..
هو ضرب من تقصير وصعوبة..
كيف لي ذلك..، وقد انحاز بداخلي كل نبض وأكسجين نحو ما هو أشمل من القدرة..
وتماوج بصدري ألف معنى وحب..
فهي الأم التي نسجت من جلها ما يمنحنها ضوء المضي..
وهي المعلمة التي ضربت بعصا الحرص.. أن الإنسان.. إنسان بالموقف..
وهي الداعية التي سلحتنا بأن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله..
وأن الإسلام: أساس كل ركض وتحصيل..
اعتذر عن هذه (التوطئة)..!
فتراص الأحرف لن ولم يمنحني.. معنى أستطيع من خلاله إعلان رأي أو إحساس.. واختزال حركية اللغة.. أقل قدرا كوني سأطرح من خلالها رأيي كلاما عنها..
أسأل الله أن يغفر لها.. ويديمها بعزها.. وأن يجعلني لها قرة عين يوم يقوم الأشهاد.. ويسمعها مني أطيب النداء يوم الثناء..
اللهم.. اشكر لها جهادها.. ولا تضيع لها اجتهادها.. وأرض عنها رضا تحل به عليها جوامع رضوانك..

حيدر الجنيد
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved