الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

مطالعات
عبدالحفيظ الشمري
في عمل روائي جديد:
إبراهيم شحبي يصف (السقوط) الأسري روائياً..
يقدم الروائي إبراهيم شحبي شهادته السردية الجديدة (السقوط) من خلال رؤية استشرافية لواقع الحياة الاجتماعية والحياتية، فهو يرثي واقع المرأة من خلال هذه الرحلة التي تكبدتها البطلة، تلك التي لم تكف أبداً عن سرد العشرات من القصص والأحداث معتمدة أسلوب التبسط والإيجاز في عرض هذه الأحداث اليومية، فحينما أصبحت تعاني ألم الضياع، وتجني ثمار الخديعة التي أوقعت بها، لفرط ما ساومها الرجل (أمين) الذي تحمله المسؤولية الكاملة بل إنها لم تقف عند حد هذا الرجل الذي تقول عنه: إنه سبب ضياعها إنما ذهبت أبعد من ذلك نحو أهل القرى الذين بدلوا حياتهم، وهؤلاء المدرسين والأئمة والواعظين .. بل تعدته إلى الممارسة الاجتماعية التي صنعت من المرأة واقعاً مخيفاً لم تجد حرجاً في أن تصفه بأبشع الصفات.
(الرواية) .. بين الذاكرة واللغة
تراوح رواية (السقوط) لإبراهيم شحبي بين سرد واقعي للأحداث الأليمة وبين لغة تستنطق دهشة المقاربة بين الإنسان ومحيطه الذي صنعه بنفسه ولم يستطع أن يتعامل معه.
الذاكرة لدى (الراوية البطلة) تفيض بالعديد من الحكايات والقصص، فالذاكرة التي تتوالى بها تفاصيل هم المرأة.. لم تعد شائخة كما عهدنا في بعض الصور المكررة في الحكاية الاجتماعية، إنما وجدناها شابة يافعة تعرض وبتلقائية واضحة مأساتها مع (أمين) ومع فعاليات المجتمع الأخرى.. هؤلاء الذين يظلون حسب زعمها أنهم متورطون في حكاية عذابها، فيما تسترشد لغة الخطاب في الرواية بما يضيفه الكاتب (شحبي) من مقاربات وإسقاطات تعالج الكثير من المواقف والعثرات التي وقعت بها هذه الأنثى.
شهادات أنثوية مريرة وأليمة
يعتمد الروائي إبراهيم شحبي من خلال روايته (السقوط) على الذاكرة التي تعيد العديد من القصص والمواقف ليحصيها معتمداً في هذا السياق على رحلة (البطلة) في أعماق المجهول الذي جعلها تدين لأمين بهذه الحالة التي تحولت إلى مجرد كابوس مؤذٍ لا يزيد المتأمل فيه إلا فجيعة وألماً.
يعتمد السرد على هذه السلسلة من المقولات التي تصوغها المرأة ليضعها الكاتب على هيئة مشاهد إنسانية معبرة تسبق بعنونات منتقاة تستشرق حالة الألم ونتائج الشقاء الذي تمر به هذه المرأة التي يظهر أنها تُحمّل كل من حولها نتائج علاقتها بأمين.. بل نراها في مواقف كثيرة شاهدة ماهرة ومتمرسة على عصرها الذي تفتق عن أهوال وأخطار محدقة، فلم تعد للقرى بعض براءاتها: (القرى تسابق الزمن.. تخلع أرديتها الريفية، وترتدي المدنية بأشكال مختلفة مما جعلها تتخلى عن كثير من القيم الروحية الحميمة (الرواية ص 42) فهي هنا تقيم جدلية التحول الذي ترى أنها دفعت ثمنه غالياً من حياتها وبراءاتها التي تعصف فيها أنواء المجهول في قرى مسخ، مشوهة.
في نهاية السرد يضع الكاتب (إبراهيم شحبي) نهاية أشد قسوة حينما يتخلق من رحم المعاناة (مازن) ابنها من (أمين) حيث توحي هذه القصة المأساوية بما هو أقسى، فحينما أثمرت شجرة الغواية في أحساء (زهور الساعي) لتخلق مشهدية قلقة تظهر فاجعة إنسانية تعد واقعة تاريخية في خطابنا الإنساني الحديث.
إيماءة
* السقوط (رواية)
* إبراهيم محمد شحبي
* الطبعة الأولى 1424هـ 2004م
* تقع الرواية في (120 صفحة) من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved