الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

هؤلاء مرُّوا على جسر التنهدات
رائد الفضاء العربي المسلم الأول 2-2
بقلم/علوي طه الصافي

الثالثة: تجربة المعيشة داخل المركبة نفسها مع ستة أشخاص من ثلاث جنسيات مختلفة كل واحد يعمل في مجال مختلف عن الآخر، وكل واحد له اختصاصه، لهذا كانت رحلة (ديسكفري G51) من أنجح وأفضل رحلات الفضاء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية!!
كثيرون اعتقدوا بعدم استمرارها نظراً لوجود ثلاث جنسيات مختلفة فيها، لكن العكس كان صحيحاً، فقد كانت الحالة النفسية عالية جداً، وكان التعاون بين أفراد المركبة كبيراً جداً.. وقد طُلِب مني، ومن زميلي الفرنسي (باتريك بودري أن نقوم بمهمات خارج نطاق تدريبنا.. مهمات مفترض أن يقوم بها اميريكيون بحكم حساسيتها الأمنية في المركبة نفسها.. . لقد طلبوا مني أنا شخصياً القيام بمهمات لها حساسية أمنية في المركبة ليس لسريتها فحسب، بل لتأثيرها وخطورتها على المركبة كلل.. منحونا صلاحيات شخصية.. وكانوا يطلبون مني مساعدات كثيرة في أمور مهمة لا تحتاج إلى مجاملات.. وقد عملنا كطاقم وأصدقاء كنا جميعا طيارين متعاونين دون مشاكل.
الرابعة: لم يكن أكثر الناس يعتقد بوجود فريق من العلماء السعوديين على هذا المستوى، وهذا ما شهدت به وكالة الفضاء الاميريكية.. لقد اشترك الفريق العلمي السعودي في مفاوضات التجارب العلمية.. كانت مفاوضات عنيفة مع الوكالة، وكان تقدير العلماء في الوكالة كبيراً جدا، لقد ذهلوا بقدراتنا في وضع برنامج، وصيغة التجارب، وتدريبنا عليها، وتنفيذها، واستخراج المعلومات منها في فترة لا تزيد عن شهرين تقريباً.. وهذا وحده يعطيك أروع مثل عن (الاستعداد الفطري والعلمي) لدى علمائنا الذين لا تتعدى نسبتهم 5% من العلماء الموجودين في المملكة.. وكل سنة يزداد هذا العدد، وتزداد المجموعات العلمية، ويوجد علماء عديدون في جميع أنحاء المملكة، وهم قادرون على القيام بهذه المهمة وأكبر منها.. وهم ليسوا في (جامعة البترول والمعادن سابقاً حالياً جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومركز أبحاثها فقط، بل في جميع جامعات المملكة، وفي مركز العلوم والتكنولوجيا، لديهم قدرات وثقافة علمية ممتازة.. فالفريق العلمي السعودي كان من بين أفراده علماء من (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن)، ومن (مستشفى الملك فيصل في المنطقة الشرقية)، ومن مؤسسات ومنظمات علمية سعودية.
ولا أنسى دهشة أحد الأصدقاء السعوديين المثقَّفين حين قال لي: إنه ماكان يعرف أنه يوجد بالمملكة مثل هذه المجموعة من العلماء السعوديين الذين استطاعوا تنفيذ برنامج علمي كهذا البرنامج في هذه الفترة القصيرة!!
* هل يمكن تقدير عدد العلماء السعوديين المتخصصين في مجال الفضاء؟
الشيء الذي يجب أن نعرفه هو أن التجارب العلمية في وكالة الفضاء الأميركية لا تحتاج علماء معينين في تخصص واحد.. بل تحتاج إلى صناعيين، رجال صناعة ومخترعين، لأن الفضاء سوف يكون فيه صناعات مختلفة في المستقبل.. وهناك مدن فضاء تبُنى.. ونأمل أن تسهم المملكة ليس عن طريق إرسال رواد فضاء من العلماء والعسكريين، أو غيرهم، بل بالمساهمة في (المدن الفضائية)، والاستفادة من البيئة التي يوفرها الفضاء، بيئة انعدام الوزن بحكم السرعة التي تسير بها المدن الفضائية، والمركبة.
نأمل اشتراك المملكة في المستقبل عن طريق علمائها، وهذا ليس لمجرد الدعاية للمملكة كما يتصور البعض، بل هي الحقيقة، لأن المملكة استطاعت بخططها التنموية تحقيق خطوات علمية كبيرة.. وتأكد أنه لا يعمل إلا ما يجب أن يُعمل، سواء كلَّف العمل ريالاً أو مليوناً.. أقول هذا الكلام لأن إرسال رجال فضاء في المستقبل سوف يكون أمراً عادياً.
* شيء طبيعي أن يحلم الإنسان على الأرض.. فهل حلمتَ في نومك، وأنت في المركبة.. وهل هناك اختلاف في أحلام الإنسان على الأرض، وأحلامه في الفضاء؟
لم أحلم في الفضاء وأنا نائم.. كنتُ أحلم وأنا في حالة الصحو.. حلمتُ أحلاماً، وعيناي مفتوحتان.. حلمتُ وأنا أشاهد من شباك المركبة منظر (الكرة الأرضية)، ومنظر (شروق الشمس وغروبها).. هذه المناظر كانت بالنسبة لي أحلاماً!!.
أما بالنسبة لأحلام النوم، فقد كنا ننام بعد إرهاق وتعب شديدين، نتيجة العمل المتواصل (16 17) ساعة، فننام نوماً عميقاً لا أحلام خلاله.
حلم واحد حلمت، لكن تفاصيله ضائعة مثل أشياء كثيرة يزدحم بها عقلي.. وقد سألتُ باقي رواد الفضاء عن ذلك فأجابوني بأن عملية تذكر تفاصيل مشاهداتنا في الفضاء تتحقق بعد ستة شهور على الأقل (والآن مضت سنوات على هذا اللقاء.. فهل استطاع تذكر تفاصيل الحلم الذي كانت تفاصيله ضائعة لدى سموه؟) فأنا إلى الآن لا أشعر أنني نزلتُ من الفضاء.. وإن شاء الله بعد زيارتي للولايات المتحدة، ومقابلة الرئيس الاميريكي (ريجان) حينذاك (ونادي الصحافة الدولي)، لإعداد دراسات تحليلية في الصحافة الاميركية في نيويورك، وبعد المقابلة التليفزيونية، والراحة مع العائلة بعض الوقت، بعد هذا كله سوف أبدأ في كتابة الكتاب الذي أشرتُ إليه ضمن إجابتي السابقة عن أحد أسئلتك، وسوف أعمل ملفاً واحداً يشمل جميع التغطيات التليفزيونية في خارج المملكة (في جميع دول العالم)، وفي داخل المملكة.. وسوف نضعه في أشرطة منسَّقاً، ومرتباً، إضافة إلى التغطية الإعلامية التي تمت، وسوف نوزِّع منها على المهتمين، والأصدقاء لحفظها للأجيال القادمة لتكون مرجعاً (هل يعتبرنا سموه من أصدقائه فيزودنا بنسخة من هذه المشاريع.. أم أن العمل فيها لما ينته بعد؟).
* ما التغييرات التي أحْسَسْتَ بها، وأنت في المركبة بالنسبة للأكل والشرب.. هل تغيَّر طعمهما.. أو أحسست ببعض تأثيرهما على المعدة مثلاً؟
لدى بعض أفراد المركبة بحث عن تغيُّر طعم الأكل، بعضهم شعر بهذا التغير، وهو تغير بسيط.. المطلوب في المركبة للشخص (2700) وحدة حرارية بحكم ما يبذله من مجهود عقلي وجسماني.. في المركبة تحس بعوارض تعب الفضاء مثل (الدوخة)، و(الدوار) والشعور بأن رأسك منتفخ، والسوائل التي تصعد من أسفل الجسم إلى أعلاه، وتخسر 10% من السوائل تقريباً لعدم الحركة، وضيق المكان.. كانت فترة حرجة نوعاً ما، لكن كنا نعمل، ونبلع الألم!!
أنا شخصياً كنتُ في اليوم الأول في المركبة صائماً، وتعبتُ كثيراً من فقدان السوائل من جسمي التي لا تعوَّض إلاَّ عن طريق شرب الماء، لقد أعطوا للرواد أدوية لمساعدتهم على مقاومة مثل هذه العوارض، كما تساعدهم على النوم.. أنا شخصياً لا أحب الأدوية من صغري، وصممت على عدم استعمال أدوية إطلاقاً لأنني أردت أن أعيش التجربة بكل أبعادها الطيبة والسيئة.. بعض الزملاء أخذوا أدوية قبل الانطلاق!!
من آثار الرحلة التي ما زلتُ أحسها في بعض الأحيان أثناء نومي في سريري في المنزل، وصحوي من النوم ضوء مثل ضوء (فلاش) الكاميرا على جفوني، وهذا يرجع لمشاهدتي للشمس عند طلوعها، وكيفية تكوُّن ألوان الطيف). كانت الأرض فوقنا طول الوقت تقريباً، وكانت المركبة تطير على شكل عمودي، أو أفقي، أو على الخلف، أو إلى الأمام.. وكانت الشمس حين تطلع تتكوَّن مع طلوعها خطوط على شكل شبه نصف دائري بجميع الألوان، البرتقالي، والأحمر، والأزرق.. فالشمس تطلع بسرعة، مثل القنبلة تنفجر أمام عيني، هي ثوان لا يتصورها العقل!!
* هل يعني هذا أن الشمس كانت أقرب إليكم من الأرض؟
بالعكس، لكن سرعتنا اتجاه الشرق، لأن طيراننا كان من الغرب إلى الشرق، ودوراتنا تطلع 28.5 درجة، فوق خط الاستواء جنوباً.. كانت المركبة تسير دون أن تغيِّر مسارها.. كانت تسير بخط مستقيم.
* هذا يعني أنك تنام على رأسك أحياناً؟
في اليوم الثالث، نمتُ بشكل أن رأسي تحت، ورجلي فوق، لمدة ثماني ساعات.. ويوجد فيلم كامل يجيب عن هذه الأسئلة.. فأنت تحس حين تمد يدك أنها تطير في الهواء، وأنها مفصولة عنك، فلو لم تحرِّكها لما أحسست أن لك يداً.. وقد عشت نصف يوم وأنا أمشي على سقف المركبة.. وزملائي الآخرون كل واحد يعيش بطريقته الخاصة.. فمنهم من يمشي فوق، ومنهم من يمشي تحت!!
لقد استعملت جميع الأجهزة مقلوبة، وأكلتُ طعامي مقلوباً.. وقدَّمتُ ما هو مطلوب مني من أعمال مقلوباً.. في الأيام الأولى حين تشرب الماء تخشى أن يسقط الكأس من يدك، ولو فكرت في قلبها، وسقطت من يدك فإن الماء يبقى داخل الكأس، كأنَّ الكأس مغلقا، حتى الماء إذا ضُغط على الكأس، فإن كرة من الماء تطلع من الكأس بحيث تستطيع أن تشربها، وهي في الهواء!!
* قلت في إجابتك: إن الإنسان في المركبة يفقد سوائل.. هل يعني هذا أنه يكون في حاجة إلى كمية كثيرة من السوائل لتعويض ما فقده؟
نعم.
* أكثر من الأكل مثلاً؟
في المركبة تحتاج إلى كمية من السوائل، لا أستطيع أن أقول لك عن عدد اللترات التي يحتاج إلى شربها كل فرد.. كل ما أستطيع قوله: إن أي سائل تشربه في المركبة، تتخلَّص منه بعد نصف ساعة!!
* كيف تتم عملية التخلص من السوائل، وعلى أي صورة من الصور مع ضيق المركبة؟
بطريقة طبيعية حيث توجد (دورة مياه).
* وما حجم اتساع دورة المياه هذه لستة أشخاص، ولمدة سبعة أيام؟
ظلت دورة المياه تعمل طوال الرحلة، بعكس رحلات المكوك السابقة التي كانت تتعطَّل عن العمل في اليوم الثاني من الرحلة فيضطر الروَّاد إلى التصرف بطريقة تلقائية.
* ما الطريقة التلقائية.. وكيف تتم عملية التخلص مما تحتوي عليه دورة المياه من نفايات؟
السوائل يُلقى بها خارج المركبة، أما غير السوائل فيحتفظ بها للعودة إلى الأرض.. بالنسبة لجميع النفايات في المركبة كانت عملية علمية متفوقة!!
حدث في اليوم السادس، أو السابع، أن النفايات كادت تطفح، والمخازن امتلأت، وكل شيء وصل إلى أعلى حده.. فلو زادت الرحلة يوماً، أو يومين، فإنها سوف تكون مشكلة، وعملية صعبة!!
* لماذا لم يتم التخلص منها بإلقائها خارج المركبة كالسوائل؟
كان في الإمكان عمل ذلك، لكنه لم يتم حفاظاً على البيئة الخارجية!!
* رفضك للأدوية المساعدة في المركبة، وعند الصعود، في الوقت الذي استعملها غيرك من زملاء الرحلة، مما قد يشكل خطراً عليك، أو يسبب مضاعفة من معاناتك.. هل يمكن تفسير موقفك بأنه نوع من التحدي الذاتي.. أو إنها الرغبة في إثبات قدرة الإنسان العربي المسلم على الاحتمال بصورة تتفوق فيها على الآخرين؟
صدقني إنه لم يخطر ببالي شيء من هذا.. لكن الإنسان يحاول القيام بدوره كاملاً، وأن يؤيد مهمته على الوجه المطلوب.. كنَّا نحاول الاستفادة من كل ما صادفناه، وأن نعود بخبرة كبيرة.. أنا كموظف كان المطلوب مني أن أقدِّم تقريراً متكاملاً، لهذا لم أستعمل أدوية، أو أي شيء آخر، مع العلم أنهم كانوا ينصحوننا باستعمال الأدوية، ورئيسنا في البرنامج أيضاً كان ينصحنا بذلك!!
* عدم الاستماع لنصيحة رئيسكم في البرنامج.. ألا يعد خروجاً عما يمكن أن نسميه أوامر قيادية، ملزمة، يجب تنفيذها؟
هي نصائح، وليست أوامر، أوتعليمات مُلزمة يجب الانصياع لها، لأن تأثيرها ليس له نتائج خطيرة على المركبة، أو الأمن.. وأنا شخصياً فضَّلت أن أعود بتقرير متكامل هذا التقرير الذي لن يتم إذا لم تكتب عن خبراتك الطبية، والصحية خلال رحلتك.. ولن يتم ذلك في اعتقادي بشكل صحيح وموضوعي تحت تأثير الأدوية.
وقد قدَّر الدكاترة السعوديون موقفي.. وكتبتُ تقريراً مفصلاً، ودقيقاً، وأنا في المركبة، عملتُ عليه أبحاثا كثيرة..لم نفهم بعد لماذا تعب الفضاء، أو مرض الفضاء.. وأهم الأسباب كانت صعود السوائل التي كان يفرزها جسم الإنسان، من أسفل الجسم إلى أعلاه، إلى الرأس؟!!
* ولماذا تتصاعد السوائل التي يفرزها الجسم من الأسفل، إلى الأعلى إلى الرأس، وليس العكس؟
لعدم وجود جاذبية تضغط على الجسم إلى أسفل.. حتى فقرات الظهر تتباعد فيطول جسم الإنسان.. أنا زاد طولي 2.5 سم في الرحلة!
* هل استمرت هذه الزيادة في طولك بعد العودة إلى الأرض، من جاذبية الأرض؟
لم يستمر، فبعد عودتك إلى الجاذبية بثلاث، أو أربع ساعات يعود إلى طبيعته، وقد عاد طولي إلى طبيعته.
* هل تتصوَّر أنه لو طالت الرحلة عن السبعة أيام، سوف يزيد طول الإنسان أكثر من 2.5 سم؟
الأمر يخضع للتجربة العلمية العملية.. فالعلم لا يقوم على التصورات، والتخمينات والظنون.
* وبالنسبة للوزن.. هل يزيد وزن الإنسان في الفضاء؟
يحس الإنسان أنه ثقيل، وبعض الصور تحت الوجه كانت تنتفخ لأن السوائل تصعد إلى أعلى.. لهذا قبل الدخول إلى مجال الكرة الأرضية بتسع ساعات، رتبنا المركبة.. وكان كل فرد من أفراد الطاقم قد ملأ أربع علب ماء (12) أوقية، وهذا شيء كان مقرراً.. وقد شربناها لنعوض السوائل التي فقدناها في الرحلة.. وحين تعود إلى الأرض لا تحس أنك شربت هذه الكمية من المياه كلها، لأنها توزَّع أسفل الجسم بفعل (الجاذبية).. بعض الأفراد شعر بالدوخة فأعطوهم بدلة تُلبس على الرجلين مثل الطيار الحربي، للمحافظة على الدم بأعلى الجسم، حتى لا ينزل من الرأس!!
* هل تفكر بالصعود مرة ثانية إلى الفضاء؟
لاشك أفكر في هذا.. وأتمنى أن أقوم بدورة في الفضاء من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، وتكون مدتها أطول قليلاً من الرحلة الأولى.. وأتمنى أن يصعد إلى الفضاء كثير من علمائنا.. وطيَّارينا ليحصلوا على خبرات علمية وانطباعات متفرقة، لأن لكل شخص انطباعاته التي تختلف عن الآخر.
* هل كان لصفتك كأمير، وحفيد البطل الملك عبدالعزيز أثرها في نظرة الآخرين إليك من جانب الذين من حولك؟
ربما كان ذلك في البداية، لكنني كسرتُ هذا الحاجز من الأسبوع الأول بالاندماج معهم، والتكيف مع عالمهم، وطباعهم، وطريقة حياتهم، دون أن أتخلى عن تقاليدي، وما يمس ديني.
لقد كانوا يتوقعون أن آتي إليهم، ومعي حاشية، ومرتدياً الزي العربي كالبشت (العباءة) وأستعمل سيارة فخمة روز رايز مثلاً ، وهذا ما لم يحدث!!
* ما السؤال الذي لم نسأله.. وكنت تتمنى أن نسألك عنه؟
لقد غطّت الأسئلة كل شيء، وأجبتُ عنها جميعاً.. أتمنى أن يتم حوار موسع عند بداية الدراسة في إحدى الجامعات.. يهمني جداً أن أقابل طلبة الجامعة، وطلبة المدارس، لأنني أرى أن مستقبل الوطن في طلابه.. وأتمنى أن أسمع أسئلتهم، وأجيب عنها.
* ألم تتمن وجبة طعام معينة، وأنت في المركبة؟
تمنيت وجبة سعودية معينة هي (الكبسة)، وكذلك (الهمبورجر) وتحققت هذه الأمنية أول يوم من عودتنا، حيث أكلت (الهمبورجر) في كاليفورنيا، وأكلت الكبسة مساء في هيوستن، وقد أعدَّ أخي فهد بن سلمان بنفسه.
في نهاية الحوار الشيِّق في رأيي الشخصي أود أن أشير إلى نقطة مهمة.. وهو أن هذا الحوار جاء بعد أن أجريت مع سموه لقاءات متعددة في الصحافة والتلفازات.. لهذا اشترط عليَّ ألا أسأله سؤالاً سبق أن سئله.. وكان اشتراطاً قاسياً، لأنني لم أطلع على كل اللقاءات التي أجريت معه.. وبخاصة ما كان باللغة الانجليزية التي يجيدها. ولأنه من شباب (التحدي).. فقد كان عليَّ أن أثبت له أن روح التحدي ليس لها علاقة بالسن.. وأن في إهاب من تخطوا مرحلة الشباب روحاً لا تقصر عن روح الشباب.
لهذا حين سأله الصديق الكبير العزيز على نفسي الأمير (خالد الفيصل) الذي كان معنا بمشاعره أثناء إجراء الحوار عن انطباعه، رد عليه بالانجليزية (فانتاستيك) مما أثلج صدري.
ونقطة أخرى فقد أعد هذا الحوار يشكل جانباً من جوانب ذكريات رحلة سموه الفضائية الشخصية التي لم يكتبها بعد.. أملاً في أن يجد فيها إلى جانب (المتعة النفسية) جوانب من (المتعة الذهنية)!!.


alawi@atsafi.com
ص ب (7967) الرياض (11472)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved