Culture Magazine Monday  03/09/2007 G Issue 214
فضاءات
الأثنين 21 ,شعبان 1428   العدد  214
 

وجوه وزوايا
بربارا
أحمد الدويحي

 

 

صادف أن وجدت في قاعة أحد الفنادق نخبة شابة من أدبائنا، الغالبية منهم جاءوا من مدن المملكة المتنوعة، يحلقون حول المستشرقة (بربارا ميخالوك) المستشرقة بولندية الأصل، وهم جميعاً كانوا ضيوفاً في معرض الكتاب الذي شهدته مدينة الرياض.

ليلة أدبية جميلة عشتها، شعرت أني وجدت أصدقاء جدداً، حفي اللقاء بهم والتواصل معهم، لكن ما أبهرني تلك الليلة، سهولة كسر الشكليات والحواجز الوهمية في حوار تعددت مصادر المعرفة فيه، حوار لا نجرؤ على كسر قيوده الوهمية بسهولة، وقد شكلتنا الثقافة الأحادية، ونجحت المتشبعة من مناهل الثقافة العربية والإسلامية المتنوعة في كسر قيوده.

أصغي لها وهي تتحدث، وأتخيل جيوش المستشرقين والباحثين يجوبون دول شمال إفريقيا، تعينهم مؤسسات الثقافة والتواصل الحضاري بالضرورة، وتبقى مصر واليمن من الدول في عالمنا العربي، ينشد الباحثون الغربيون فيها مرادهم، ويحققون إنجازاتهم العلمية والبحثية. وستظل الجزيرة العربية مكاناً وعالماً مهماً لهم، ومهماً لنا أن نعرف رأي الآخر بنا مهما كان قاسياً ومتجرداً، وقد حالت بيننا وبينهم حزمة من الأوهام، ونحن نعود إذا شئنا إلى ما دوّنته الباحثتان (الليدي آن بلنت) والأخرى (قريدت بل) عن شمال المملكة، كأدبيات تشكل جزءاً من تلك النظرة، وتلك النظرة المذهلة والدهشة في آن، جعلتني أعرف كيف أنهم؛ أي الآخر، يروننا من نوافذ متنوعة من الرباط إلى جاكرتا؟ فنّد تلك الرؤية حياة مستشرق هولندي، عاش ثلاث سنوات في مكة، وصاهر أهلها قبل قرون، والآن هناك جامعة تحمل اسمه وتدرس جزءاً من حياته بيننا، وتأتي ترجمة (الأساطير الشعبية لقلب جزيرة العرب)، أحد مؤلفات شيخنا الرائد عبدالكريم الجهيمان المهمة، خطوة مهمة من قبل مستشرق روسي (فبتالين نعوم كين)، لكسر ذلك الحاجز الوهمي، حينما يسود العقل والتبصر.

بربارا شابة جذابة في العقد الرابع، واحدة من نجاحات معرض الكتاب، تحتد وتنتزع اسماً أدبياً من ورقة تاريخ الأدب العربي، تعيب محاورها حينما يعوزها الكلام، لقد كان أكثر نبلاً وانفتاحاً منك، وقد عاش عصراً متقدماً على عصرك...!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة