Culture Magazine Monday  03/09/2007 G Issue 214
نصوص
الأثنين 21 ,شعبان 1428   العدد  214
 
نص
لن أنساك أيتها الحبيبة
فايز بن ظاهر الشراري

 

 

مدينتي الرياض.. أشعر بحنين يجذبني إليك دائماً.. محبتك تأصلت في نفسي وتمكنت من جوارحي.. أذكرك دائماً وأذكر تلك الذكريات الجميلة التي لا تغيب عن ناظري وعن وجداني.

أذكر تلك الأيام وتلك السنين الجميلة التي عشتها فيك.

كيف لا أذكرك يا مدينتي الغالية وقد ولدت على أرضك وعشت طفولتي بين أحضانك وتعلمت في مدارسك!

لن أنسى بيتنا الذي احتضنني مع أمي وأبي وإخوتي، ولن أنسى ذلك المستشفى الذي شهد ولادتي، ولن أنسى مدرستي الجميلة التي درست فيها.. لن أنسى أولئك المعلمين الذين غرسوا في نفسي حبهم قبل حب العلم. ولن أنسى ذلك الحي الذي كنت أسكن فيه، ولن أنسى أولئك الجيران الذين سكنوا معنا في ذلك الحي الجميل الهادئ الذي تغمره طيبة وأصالة ساكنيه، ولن أنسى كل من عرفتهم من خلالك، ولن أنسى شوارعك وأحياءك الجميلة.

لن أنسى تلك المشاريع الضخمة التي كانت دليلاً على مدينة حضارية وتنموية قادمة بقوة.

حبك يا مدينتي قصيدة أرددها في نفسي دوماً ولتلك القصيدة أكثر من عنوان وكل عنوان يحمل في طياته رمزاً من رموز العشق واللهفة.

قصيدتي يا مدينتي أنشدتها جوارحي قبل لساني ورددتها كل نبضة من نبضات قلبي الممتلئ بحبك وعشقك الذي لا ينتهي.

مدينتي الرياض.. ستبقين حباً يفيض بذكريات السعادة، وستبقين حنيناً يجتذب مشاعري إليك دائماً.

مدينتي المحبوبة لم أصل بعد إلى مستوى الوصف الذي أريده لأعبّر لك عما في نفسي من حب وحنين، ولكن تلك السنين التي عشتها على أرضك وتحت سمائك قد تعينني لأن أقول لك إنني جزءٌ منك وإن أبعدتني عنك الأيام والظروف، فحبك باق في نفسي.. ماذا أقول لك يا مدينتي وكيف أستطيعُ وصف حبي لك؟!

أعتقدُ أن تلك الشهادة الجامعية التي حصلت عليها في اللغة العربية غير قادرة لأن تعينني على الوصول لوصف أريد إيصاله إليك، فحبك أبلغ من الكلام.. مدينتي العزيزة أعدك بأن حبك الكبير سأذكره لزوجتي ولأبنائي.

(ولو أنني لم اتزوج بعد!!) ولكن حينما يكتب الله لي الزواج في المستقبل - بإذن الله - ويرزقني الأبناء سأحكي لزوجتي ولأولادي عن مدينة تركت لها في نفسي حباً لا ينتهي وذكريات سعيدة أتمنى أن تعود.

فلك مني يا مدينتي كل الحب وكل العشق.

مدينتي الحبيبة ينتابني شعور الغبطة تجاه كل من يسكنك الآن. ولكنني سأظل موعوداً بلقائك، وقد تكون تلك الزيارات المتقطعة والخاطفة التي أقوم بها من فترة لأخرى من أجل رؤيتك ورؤية شواهد ذكرياتي فيك بمثابة البلسم الذي يخفف عليّ ألم فراقك.. أعدك يا مدينتي بأنني سأبقى جزءاً منك يحن إليك دائماً.. سلمت يا رياض المجد ودمت رمزاً لبلادنا.

fauz11@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة