مَلايينُ الَّذينَ نُحِبُّهم كانوا (سَواسيةً)
بِلا قَلْبِ
كَأَسْنانِ الذئابِ الكاشِراتِ لَنا
بِلا ذَنْبِ
تَساَويْنا
إِذَنْ: ما الَفْرقُ بَيْنَ الكُرْهِ وَالحُبِّ؟!
(فَواحِدةٌ بِواحِدَةٍ)
وَكانَ (البادئُ الأَظْلَمْ)!!
(وَمَنْ أَنْذَرْ)
(فَقَدْ أَعْذَرْ)!!
(شُهوُد عَيانِنا) ماتوا
وما ماتَتْ قَضيّتُنا
وما كُلُّ الذي (قد ماَت فاتَ) وما نَسيناهُ
فَنَحْنُ لَنا مع التاريخِ ثَأْراتٌ مُهادِنةٌ
وإِرْثٌ ليس تَحْجُرُهُ الوَصيَّاتُ
وهاماتٌ مُعانِدةٌ
وَوَجْهُ لا تَموِّهُهُ الحَضاراتُ
على (كِسْرى)
و(قَيْصَرَ) والَّذين (تَكَيْسَروا) و(تَقَيْصَروا) من بَعْدِهِمْ فينا
نُحِبُّ النَّاسَ حينَ يُحُّبنا الناسُ
ونَسْخَرُ من ضَغائنهمْ
وَ(أَعْرابيُّنا) لا يعتريهِ بِعُقْدَةِ البَغْضاء وِسْواسُ
بعصرٍ أُدمِنَتْ فيه العداواتُ
وإن لم يَمْتَلِكْ من هذه الدنيا سوى فأسِ
يظل مكابِرَ الرأسِ
ويحتطب الأماني الغر من صحراء وِحْدَتِهِ
بلاَ يأس
ليشعل ناره في ليل وحشته
سنا تهفو لهالته الفراشاتُ
ويقصده الذي أضنت مطاياه المسافاتُ
وشق عصا ترحله المشَّقاتُ
إذ انتفضت ليالي البرد واستعوتْ
بطون الرّحّل الغرثى المجاعاتُ
ونام (الحي) فانتبذت كلابُهُمُ
جحور الدفء في الوادي
وأخرى تحت أروقة البيوت القابعاتِ
بمن بها تحت الصقيع (المربعانيِّ)
و(بات محلق الأعشى)
على النار التي (شبت لمقرورين يصطليانها) جودا ومكرمةً
تفضل أيها الضََيْفُ
على الرحب الذي تبغيه والسَّعَةِ
تجيء بك الليالي أم تجيء بك النهاراتُ
فما لبيوتِنا باب نُوارِيُهُ
بوجه العابرين دياَرنا
و(ابن السبيل) ومن
بهم تتفرق السُّبُلُ
ولا حَتَّى شبابيكُ
نُطِلُّ عليك منها سائلينك: ما الذي تَبْغي؟
كذا نَحْنُ
من الأقوام نَفْتَرشُ التَّرابَ
ومِنْ سَماءِ الله نَلْتَحِفُ
أناس هكذا عشنا
ومن قبلُ
ومِنْ بَعْدِ اخْتِراعِ ا لباب والشُّبِاكِ
والمدنِ التي عتباتُها لغريبِها تقِفُ