الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th October,2005 العدد : 125

الأثنين 29 ,شعبان 1426

خليل الفزيع:
نحتاج إلى مؤسسات مدنية للإشراف على العمل الثقافي

* الثقافية - عبدالله السمطي:
الأديب خليل إبراهيم الفزيع من الأسماء الأدبية الرائدة بالمنطقة الشرقية، مارس الصناعتين معا: صناعة الإبداع، وصنعة الصحافة، وقدم عدداً من الإصدارات القصصية والشعرية. في حواره مع «الثقافية» تحدث عن تجربته الإبداعية، وعن الدور المنتظر لوزارة الثقافة، وطالب بإنشاء مجلس أعلى لرعاية الآداب والفنون، وإنشاء مجلات ثقافية، ورابطة للأدباء. الفزيع تطرق أيضا لمسؤوليات النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، ولفت إلى أن أبوابه مفتوحة للجميع، ولا يملك الحق في رد أي مثقف عن المشاركة في أنشطته، لكن هذا لا يمنع من توجيه النقد الهادف البنّاء للنادي في إطار الحوار الهادف والصريح.. وهذا نص الحوار:
* مارست الكتابتين معا: الإبداعية والصحفية، أيهما استفاد من الآخر؟
- بدون شك، بداياتي الصحفية استفادت من بداياتي الإبداعية، وكان هذا الإبداع سلاحا لي من حيث التعاطي مع الإعلام، خاصة الإعلام المكتوب، لكن طبيعة العمل الإعلامي لم أستفد منها في تحرير عملي الإبداعي، عندما أصبحت مسؤولا عن أكثر من مؤسسة إعلامية في قطر والمملكة، ومعظم ما أنتجته من إبداع كان خارج العمل الإعلامي زمنيا، بمعنى عندما أترك العمل الصحفي ينشط الفعل الإبداعي، وأعتقد أن العمل الإعلامي والإبداعي على صلة وثيقة بالمثقف.
* هل ثمة من أسباب حفزتك للتحول من كتابة القصة القصيرة إلى الشعر؟
- لا أعتبر أني تحولت، هذا تحول لأنني لا أزال قاصا بالدرجة الأولى، وتعاطي الشعر بالنسبة لي كان قديما، وإن لم أنشر ما أنتجته من شعر. في الحالتين.. كنت أكتب الشعر ولا أنشره، وكان اهتمامي بالقصة القصيرة كأداة من خلالها أعبر عن وجهات نظري ما لم أستطع القول بالشعر، وبالمناسبة أجد أن كتابة القصة القصيرة أصعب من الشعر، لذا فاتجاهي للشعر لم يكن جديدا، وإن كان النشر بالنسبة لي بدأ متأخرا.
* هل ترى أن هناك مرحلة أدبية ناقصة هي تلك التي لم تعبر عن مرحلة الطفرة؟
- على المستوى الشخصي، في سنوات الطفرة كنت غير موجود بالمملكة، حيث كنت أعمل في قطر. مثل هذه الأحداث الضخمة لا تكون لها الاستجابة الإبداعية فورية، وإنما تأتي لما تتركه هذه الأحداث من آثار على المستوى الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي. لا شك أن هذه الفترة قد أثرت في حياتنا بشكل أو بآخر، وظهرت في نتاج بعض الأدباء من كُتّاب القصة القصيرة والرواية.
* ما نصيب كتاباتك من الرؤى النقدية، ما موقف النقاد من تجربتك؟
- أعتقد أن النقاد احتفوا بتجربتي القصصية، وأعطيت أكثر مما تستحق؛ ربما لأنها ظهرت في وقت قَلّ فيه التعاطي إنتاجيا مع الفن السردي، وهذا جعل بعض النقاد يهتمون بهذه الأعمال القصصية، ولا شك أنني استفدت مما وجه لها من نقد استفادة كبيرة، وفي هذا المجال ظهر كتاب نقدي عني بعنوان: (خليل الفزيع وعالمه القصصي) اشتمل على ببليوجرافيا لأكثر من 60 كاتبا من الداخل والخارج، كتبوا عن (الفزيع) من تأليف وإعداد: جاسم علي الجاسم، وهناك كتاب: (الفزيع بين الأدب والصحافة) للدكتور محمد الصادق عفيفي.
* كيف ترى مستقبل الثقافة السعودية بعد إنشاء وزارة الثقافة والإعلام؟
- هناك عدة قواعد يمكن ترسيخها لتحريك الساكن في المشهد الثقافي في بلادنا، واهتمام هذا المتلقي بالتنوع الثقافي أدبا وفنا يعطي مؤشرا إيجابيا على حرص المثقفين ووزارة الثقافة والإعلام على وضع استراتيجية ثقافية تستجيب لمتطلبات المرحلة، وتساهم في إنعاش الحركة الثقافية في بلادنا، وعلى المثقفين مسؤولية أكبر مما على وزارة الثقافة والإعلام في هذا المجال؛ لأن دور الوزارة هو دعم أي جهد يقوم به المثقفون، ولا يمكن أن نلقي بكل العبء على وزارة الثقافة والإعلام.
إن تدعيم الفعل الثقافي لا يتم بمجرد الأمنيات والتمني، بل لا بد من وجود مؤسسات مدنية تتولى الإشراف على العمل الثقافي من خلال جمعيات أو رابطة أو مجلس أعلى لرعاية الآداب والفنون، على أن تختص بفروع الثقافة المختلفة، مثل رابطة للأدباء والفنانين، والتنوع في التشكيل الثقافي. ولا بد من إنشاء مجلات ثقافية جديدة لا ترتبط بوزارة الإعلام، بل ترتبط بهذه الجمعيات أو الاتحادات التي ستكون عند قيامها مدعومة من قبل وزارة الإعلام والثقافة، مما يعني ألا يكون هناك إشراف مباشر على هذه الإصدارات.
* يتردد أنك تستعد لإصدار روايتك الأولى؟
- كتبت الرواية من خلال روايتي: (النخلة وهمس الجبل والبحر) حيث نشرت على حلقات في مجلة ( الجيل )، لكن لم يقدر لها الظهور بعد في كتاب؛ لأنها تحتاج إلى إعادة نظر.. وفي اعتقادي أن الرواية ما لم تضف جديدا إلى الفن السردي في بلادنا فلا ضرورة لنشرها.
* أخيراً.. هل أنت راضٍ عن أداء النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية ؟
- لا شك أنَّ النادي الأدبي مؤسسة ثقافية عملاقة في المنطقة الشرقية، استطاع أن يخدم الأدب في المنطقة من خلال أنشطته المنبرية، وإصداراته وملتقاه الأسبوعي للشباب، وموقعه على الإنترنت.. وهذا النادي ملزم بتغطية منطقة شاسعة تمثل ثلث المملكة من حيث المساحة، مع أن ميزانيته لا تزيد عن ميزانية أي نادٍ في محافظة صغيرة، وهو مسؤول عن 13 محافظة، وهذا سبّب ضغطاً على ميزانيته، فلم يستطع بسببها إنجاز جميع مشاريعه الثقافية؛ لذلك فهو يتعرض لنقد مستمر من بعض المثقفين الذين يجهلون آليات العمل في هذا النادي، ولم يطلعوا على لوائحه الداخلية التي وضعتها الجهات المسؤولة، ولذلك هم يطالبونه بأكثر من طاقته. والأولى من هذا النقد المتواصل هو حضورهم ومشاركتهم في أنشطة النادي، وإبداء ما يرونه من ملاحظات بشكل مباشر، وأبوابه مفتوحة للجميع، ولا يملك الحق في رد أي مثقف عن المشاركة في أنشطته. لكن هذا لا يمنع من توجيه النقد الهادف البنّاء للنادي في إطار الحوار الهادف والصريح، بعيدا عن التشنجات والانفعالات التي لا تعود بتحقيق أي هدف.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved