الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th October,2005 العدد : 125

الأثنين 29 ,شعبان 1426

صالونات الروّاد الجدد.. خروج على النمط
* الثقافية: عبد الحفيظ الشمري:
درجت صالونات الثقافة والأدب على اقتفاء سماحة الفكرة وفضفاضية الرؤية التي تشيع دائماً إمكانية أن يكون لكل أديب ومثقف صالونه الخاص بصرف النظر عن كونه أديباً متخصصاً.
فرغم أن تجربة الصالونات الثقافية قد تكون طويلة، وهي امتداد لمجالس العلماء، والفقهاء، إلا أن هذه المجالس نحت في اتجاهات عدة، فكان الفكر هو معولها الأهم في هذا السياق المعرفي، حيث درجت طروحات رواد هذه الصالونات على تناول القضايا الأدبية التي تتفاعل بشكل يقبل الجدل، وتتعدد الرؤى وتصبح الطروحات والنتائج غير ملزمة.
صالونات رواد الأدب الحديث أضحت متسقة مع تفاعل المعرفة، فقد عرفت الصحافة نشوء هذه الصالونات، مثل صالون آل مدني، والأنصاري تلاها في هذا السياق قيام مثل هذه الصالونات من أمثال صالون الأديب الراحل عبدالعزيز الرفاعي يرحمه الله والذي ورثه تنظيماً وإعداداً الأديب أحمد محمد باجنيد، وندوة أو أحدية الدكتور راشد المبارك، وإثنينية عبدالمقصود خوجة، وثلاثائية الدكتور محمد بن سعد بن حسين، وندوة المشوح، وملتقى محمد السيف، ومنتديات وصالونات أخرى.
فلو قمنا بإعداد دراسة ميدانية معمقة سندرك أن الأدب والثقافة هي المحرك الرئيسي في مثل هذه الصالونات والمنتديات، والندوات..
حتى وإن اختلفت مثل هذه اللقاءات تظل السمة البارزة هي وجاهة المناسبة.. تلك التي يعدها هذا الأديب أو ذاك دون أن تكون هناك مقاربات حقيقية تأذن بقيام نقد موضوعي لمثل هذه المنابر، فالنقد قد يطول مناهج الطرح، وتوجهات الرواد، والمشاركين في مثل هذه الملتقيات التي يغلب عليها البعد التنظيري والتناول الانطباعي، وطرح القضايا العامة.
ويغلب على مثل هذه اللقاءات في هذه الصالونات الأدبية، والثقافية التقليدية أيضاً، حيث يرى المتابع أن جل المشاركين في هذه اللقاءات الأسبوعية يطرحون ما لديهم من منظور محافظ، بعيد جميع الصور نحو ربقة التقليدية التي ترفض قيام أي وجهة نظر جديدة، فضلاً عن هذا وذاك فإن جملة المترددين على مثل هذه الصالونات هم ممن يحملون النزعة ذاتها، لتصبح هذه المشاركات والمداخلات هي من قبيل العموميات، والانطباعات.
ولم نلحظ أي بوادر لقيام صالونات أخرى تكون في الاتجاه الآخر وقد لا تكون بديلة عنها، لأن المرحلة الحالية تتطلب قيام لقاءات حوارية جديدة تحمل روح العصر، وتفصح عن رغبة أجيال جديدة تبحث ذاتها من خلال هذه الطروحات المنبرية..
الجيل الجديد من الأدباء، والمثقفين يستعيضون عن مثل هذه الصالونات بمتابعاتهم الدائمة لما يستجد من طروحات لا سيما ما له علاقة بالأنشطة الأكاديمية، والمنابر الرسمية من أمثال الأنشطة المنبرية للأندية، والجمعيات، وما قد يقدم من نشاطات تعد بشكل دوري.
فلو قامت صالونات جديدة ستكون تياراً آخر من تيارات الوعي المعرفي، ومن أبرز الفعاليات الثقافية والأدبية المرشحة لمثل هذه الملتقيات والصالونات من أمثال الناقد الدكتور عبد الله الغذامي، والأديب الأستاذ عبد الله جفري، والأديب عبد الله مناع، والأديب الأستاذ حمد القاضي.
فهؤلاء لديهم تاريخهم الرائع، وجهودهم المميزة في المجال المعرفي والأدبي، وستجد شريحة كبيرة من المتلقين ما تريده من صور جديدة لمثل هذه الملتقيات، والندوات.. وستكون هذه المطارحات خروجاً عن النمط والمألوف الذي درجت عليه الذائقة منذ عقود.
فكيف نتصور (صالون الناقد الغذامي) حينما يكون موجهاً نحو أبعاد معرفية تأخذ من النقد الأدبي ذريعة، ومحوراً للتواصل الفاعل.
خطورة الأمر، وصعوبة تفاعله بما يكون في مدى تقبل المتلقي للطروحات جميعها لأن الوارد في مثل هذه التجارب هو ملمح الإقصاء، أو الاجتثاث.
فحينما ننظر إلى مثل هذه التصورات ندرك نزعة الإلغاء لمثل هذه المنتديات القائمة، حتى وإن كانت من خلال مقالات متواضعة.. فهناك من يمتهن رغبة الإقصاء والتدمير لكل ما هو قائم.. بل قد يكون إلغاء لجهود جيل كامل من المثقفين والأدباء الذين قامت على أكتافهم منظومات ثقافية ما زالت تسهم في صياغة ثقافتنا ووعينا، وهذا ما يرفضه هؤلاء الأدباء والمثقفين الذين نتأمل فيهم الاستجابة لمثل هذه المطالبات الواقعية التي ستثري مشهدنا الثقافي، هي صورة تكاملية لما يعتلج في هذه الصالونات التي تبحث عما هو جديد لا سيما حينما يكون حضور رواد هذه الصالونات من الجيل الجديد الذي يبحث عن إجابات مقنعة لما يدور في هذه اللقاءات بعيداً عن المصادرة أو الإلغاء لمثل هذه الجهود، فليتنا نرى صالوناً لأحد هؤلاء ليكون مكملاً لرحلة هذه الصالونات التي مازالت تثري المشهد الثقافي لدينا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved