الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 3rd November,2003 العدد : 35

الأثنين 8 ,رمضان 1424

قراءة في العدد الماضي!!
أبو تراب الظاهري
إعداد :اللجنة

مع وزارة الثقافة والإعلام (2)
أنقذوا مكتبة أبي تراب الظاهري
في العدد الماضي تحدثنا عن قضية نعدها من أولويات الشأن، أو الهم الثقافي في بلادنا والمتعلقة بنشر، وانتشار «الكتاب السعودي».. ووعدنا بطرح قضية من قضايا الثقافة أسبوعياً أملاً في أن تكون من خلال هكذا الطرح، الإسهام في وضع أفكار لا تستبعد أنها نوقشت من قبل الهيئة التي شكلتها الوزارة.. ودورنا هنا دور المذكر، لأن الذكرى تنفع المؤمنين.
قضية هذا الأسبوع ربما كانت حلماً من أحلام المثقفين قبل أن تضم الثقافة إلى الإعلام.. وإسناد أغلب المناشط إليها مثل «الأندية الأدبية.. وجمعيات الثقافة والفنون».
هذه المناشط على تعددها كانت وما تزال تعمل دون خطوط عريضة، أو خطط تنسيقية لتوحيد الجهود القائمة على أفكار أفراد محدودين هم رؤساء الأندية والجمعيات بحيث تتجمع هذه الجهود، وتتجانس، وتتناغم.. وهذا لن يحدث إلا بوجود، أو إنشاء «مرجعية» واحدة تلم شتات الأفكار الفردية المتعددة التي قد يوجد بينها نوع من «التضارب»، فالثقافة نشاط جماعي مدروس من خلال هذه «المرجعية» لتحقيق الأهداف» المشتركة!!
وهذه «المرجعية» التي ندعو إليها تتمثل في إنشاء ما يمكن أن يسمى «اتحاد الأندية والجمعيات الأدبية الثقافية» بحيث تتخذ إحدى صفتين، أو شكلين:
(1) إما ان يكون هذا الاتحاد له شخصيته الاعتبارية ماليا او ان يتم انتخاب رئيسه ومجلس إدارته من خلال جمعية عمومية تتكون من كل أعضاء الأندية والجمعيات الثقافية.. بحيث يكون هذا الاتحاد مسؤولا عن وضع خطط المناشط المنبرية من محاضرات وندوات، وغيرها مثل إصدارات الكتب.. وان توضع كل سنة خطة محددة، يترك أمر تنفيذها فيما بعد للأندية والجمعيات التي تناقش في نهاية السنة ما تم تنفيذه، وما لم يتم تنفيذه.. ويخضع النادي أو الجمعية المقصِّرة لمعرفة الأسباب التي قادت لهذا التقصير لتلافيها في السنة التالية.
وأن يكون من ضمن صلاحيات هذا الاتحاد ترشيح الرموز المناسبة لتمثيل المملكة في المناشط الثقافية العربية، والإسلامية، والعالمية.
على ان تتحدد مدة مناسبة لمنصب رئيس الاتحاد، وليس ادارته.. يتم بعدها انتخاب رئيس، ومجلس إدارة جديدين.
والمهم انه بعد إنشاء هذا الاتحاد تسعى الوزارة بأن تكون له مكانته خارج المملكة بحيث يكون عضوا في الاتحادات العربية التي كنا نحضرها في الماضي مجرد «عضو مراقب» لا يبدي رأيا ولا يشارك في موقف.. ناهيك بأن يكون له موقف.. لأن الاتحادات سواء العربية منها، أو غير العربية، لا تقبل في عضويتها الا اتحادات لها شخصيتها الاعتبارية في بلادها.. وهذا الرأي هو ما نميل إليه حتى لا يخضع للرسميات.. والتحرك الروتيني البطيء الذي تسيره أوراق «الصادر والوارد» وما يتخللها من زمن ضائع!!
(2) ان يكون هذا الاتحاد مجرد إدارة من إدارات الوزارة، كما كان الحال حين كان للأندية الأدبية إدارة ضمن إدارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وهذا ما لا نميل إليه.. والأسباب معروفة للجميع!!
مكتبتا الطاهر.. والظاهري
في خبر قصير في عدد سطوره.. كبير بمحتواه.. وهو ان «مكتبة الملك فهد الوطنية» بالرياض اقتنت مكتبة الأديب، والناقد العراقي الراحل «علي جواد الطاهر» تغمده الله بواسع رحمته.. هذه المكتبة التي تحتوي على «4600» مادة من الكتب، والمراجع التراثية والحديثة، والأبحاث والدراسات والأعمال الأدبية من الشعر، والروايات.
ونحن في الوقت الذي نهنئ فيه «مكتبة الملك فهد الوطنية» بهذا المكسب الأدبي الذي حققته بعد سلسلة من المفاوضات والمتابعات استمرت لأكثر من عامين.. في الوقت نفسه نحب ان نلفت النظر إلى مكتبة العالم الموسوعة الشيخ «أبو تراب الظاهري» الذي رحل عنا إلى الدار الآخرة قبل أكثر من عام تغمده الله بواسع رحمته.. والتي تحتوي على «16000» مادة من المصادر والمراجع، والمخطوطات النادرة الأصلية منها والمصورة والتي جمعها من المغرب، واليمن، ومصر، وغيرها.. ويغلب على هذه المصادر والمراجع أغلب ما يتعلق بالعلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية التي كان الشيخ «الظاهري» متبحراً فيها.. وقد أوصى ان تكون هذه المكتبة في متناول الباحثين، والدارسين.. ولأن ولده «محمداً» هو الوارث الوحيد فقد سمعنا انه يسعى جاداً لبيعها، ربما بثمن بخس.. والكارثة أننا سمعنا من أحد الذين يعرفون سيرة هذا الولد انه أخذ من مكتبة أبيه مصحفاً كريماً مخطوطاً بماء الذهب.. وسافر به إلى الأردن لبيعه.. لكننا لا نعلم أباعه أم لم يوفق.. وموقف ابن الشيخ «الظاهري» الذي عانى منه في حياته يضعنا أمام موقفين:
الأول: ألا توجد لدينا أنظمة صارمة تمنع خروج آثارنا ومخطوطاتنا من داخل المملكة.. وإذا صح ما روي لنا من ان ابن الشيخ «الظاهري» أخرج نسخة المصحف الشريف النادرة التي أشرنا إليها من المملكة.. فكيف حدث هذا؟
إن دول العالم كلها لا تمنع خروج بعض آثارها، وتراثها فحسب، بل تعاقب فاعله، لأنه يرتكب جريمة خطيرة.. تتمثل في المتاجرة بعقل الدولة التاريخي، والحضاري، والفكري!!
والثاني: الخشية على هذه المكتبة/ الثروة من تبديد وعبث هذا الولد الذي يهمه الحصول على المال بأي صورة من الصور.. وبخاصة ان وصية الشيخ «الظاهري» تنص على انه جعلها وقفا للدارسين والباحثين.. فلماذا لا تبادر «مكتبة الملك فهد الوطنية» لاقتناء هذه المكتبة التي تحتوي «16000» كتاب، كما أشرنا فتحقق بذلك وصية الشيخ «الظاهري».. وتحول دون عبث وتبديد ابنه لها؟
سؤال نرفعه لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لاتخاذ ما يراه مناسبا لحماية مكتبة الشيخ «الظاهري» بتنفيذ وصيته.. وضمها لمكتبة الملك فهد الوطنية.
السلسلة!!
أسهم الصديق «خالد احمد اليوسف» ليس بموضوع عنوانه «السلسلة» مما يجعل القارئ يتصور انه سيتحدت عن «سلسلة الألباني» الشهيرة عن الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وغير الصحيحة، التي تعد من أبرز وأصدق الكتب التي يرجع إليها في الأحاديث النبوية الشريفة.
لكنه فاجأنا بحديث عن «السلاسل الأدبية في بلادنا».. ونحن نرى ان الكتاب في بلادنا كالجرح الكبير المزمن.. وان الحديث عنه كمن يصب «البنزين» على هذا الجرح!!
والصديق «اليوسف» ممن يعتد برأيهم في مجال الكتاب، فقد اهتم به رصدا، وتوثيقا من خلال «الببلوغرافيات» التي قام بها، فقدم خدمة لا تنسى، لأن الكتاب عقل، وذاكرة الشعوب.. وشعوب لا تعنى بالكتاب، وترعاه، هي شعوب بلا عقول.. وشعوب فاقدة الذاكرة.
وقد كان من ضمن ما تحدثنا عنه في الأسبوع الماضي قضية الكتاب السعودي، نشرا، وانتشارا وهو حديث يلتقي مع ما أشار إليه الصديق «اليوسف».. ولعل وزارة الثقافة والإعلام تتابع ما تنشره الصحافة من أفكار للاستفادة منها.. لعل.. لعل.. لعل!!!!
الاحتفاء.. بالخويطر
كانت الشخصية المحتفى بها في العدد الماضي دكتورنا الغالي «عبدالعزيز الخويطر».. وهو رمز من رموزنا الإدارية، والأدبية.. وأحد رواد نهضتنا التعليمية، على مستوى «التعليم العام».. وعلى مستوى «التعليم العالي» وزيراً.. لهذا ندعو الله ان يمنحه العافية والقدرة والوقت ليسجل لنا تجربته الثرية الطويلة التي عاشها في حقل التربية والتعليم، التي ستكون دون شك مصدرا موثقا مؤصلا يحتاجه الباحثون، والدارسون.. والخويطر قبل كل ذلك «عَلَمٌ على رأسه نور».
وإن كنا سعداء بهذه السنة الحميدة التي سارت عليها «المجلة الثقافية» إلا ان لنا رأياً سبق أن نشرناه إن هذه السنة الجميلة نتمنى ان تكون وثيقة أكثر عمقاً من أسلوب «الطرح الصحافي» الذي يحكمه عامل الزمن الذي لا يرحم، ولا يريح.. ومع ذلك فإن الشهادات التي نشرت لمن عرفوا «الخويطر» عن كثب، وتعاملوا معه تعكس جانباً من جوانب التوثيق الذي يحقِّق بعض ما ندعو إليه.. وليس لنا إلا ان نردد قول الشاعر «أبي الحسن بن محمد التهامي» 361 416ه:
ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلِّب في الماء جذوة نار
وهذا الاستشهاد يأتي اعتذاراً عن واقع الصحافة، وطباعها بحيث لا تستطيع إرضاء كل القراء امثالنا .. وإذا كان الرضاء هو مطلب كل طموح، إلا انه يبقى مستحيلاً.. فرضاء النفس والناس، غاية لا تُدرك، ولا تتحقق كما تقول الحكمة.. ربما لأن الرضاء قد يوقف الطموح والسعي للمزيد، والمزيد.. ووقوف الإنسان عن السعي الدؤوب مثله كمثل الماء إذا توقف تحول إلى ماء آسن، فاقداً قيمته، وعذوبته، وفائدته!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved