الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 3rd November,2003 العدد : 35

الأثنين 8 ,رمضان 1424

من يحيى السماوي إلى عثمان الصالح:
أرفع صحف قلبي لكم
الشيخ عثمان الصالح

* المجلة الثقافية علي سعد القحطاني:
بعث الشاعر يحيى السماوي من استراليا رسالة مؤثرة للأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية رسالة مؤثرة تحمل مشاعر صدق ووفاء ودعاء للمربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح وكان مما جاء فيها:
أخي الحبيب أبا بدر حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جدْ عليَّ سيدي الأخ والصديق، بوضع رسالتي المرفقة، على طاولة أستاذنا الشيخ عثمان الصالح، واسمح لي أيها الحبيب بأنْ أُنيب فمك عن قلبي، فتغرس لي قبلة في روضة جبينه، ولك الفضل والامتنان والسلام.
وقال الأستاذ بندر بن عثمان الصالح ل«المجلة الثقافية»: إنه تلقى مكالمة هاتفية من استراليا من الشاعر يحيى السماوي، وبكى في الهاتف عندما كان يحدثني وتساءل قائلا: كيف يغيب رجل مثل هذا عن المجتمع السعودي فأعانكم الله على هذا الغياب بسبب المرض..
الجدير بالذكر ان الشيخ عثمان الصالح سلمه الله يتلقى الرعاية الطبية بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بعد العملية الجراحية التي أُجريت له بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
وفيما يلي نص الرسالة:
سيدي الشيخ الأديب المربي الجليل عثمان الصالح حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في آخر مرة قبّلت فيها يَدَيْ أمي، استنشقتُ عبيراً لا أعذب منه.. فامتلأت روحي بعافية لم أعهدها، على رغم الخراب الذي عمَّ جسدي..
ومع أن أمي كانت أضعف من أن تقوم إلى الصنبور، وأشك في أنها كانت تمسِّدُ يديها بغير ماء الوضوء فإنَّ راحتيها بقيتا ناصعتين كمرايا عروسٍ قروية.. وأكثر ظني، ان تلك النصاعة، وذلك العبق، كانا نتيجة تلك العادة الحميدة والطيبة، وأعني، عادة بسط يديها بالدعاء الجميل، وهي تتوسل إلى رب العزة والجلال، أن يزخَّ على المؤمنين أمطار العافية، وأن يجعل أرغفة الفقراء، أكثر اتساعاً من الصحن والمائدة..
حتى وأنا أُمرِّغُ وجهي بليل عباءتها، فإنَّ يديها، كانت تفتح لي شبابيك صباحات مبللة بالطمأنينة والحبور، وبندى الأمل.
وعلى رغم جفاف طين ذاكرتي، فإنني لا زلت أتذكر وصيتها لي، يوم حزمتُ أمري على نصب خيمتي في وطن مستعار فقالت، وهي ترشُّ حولي طاسة ماءٍ: يا بني، الحياة وطن.. وأظنها قالت ما معناه، انه لا الصوتُ، ولا الضوء أكثر سرعة، من سرعة وصول دعاء المخلوق إلى مولاه الخالق.
***
** هأنذا الآن سيدي، أرفع صحن قلبي، قبل يديَّ، إلى مَن لا يسأل سواه، راجياً منه سبحانه، ان يجعل من العافية، مصطبحاً لكم وغبوقاً، وأن يُسِرَّ بسلامتكم من العارض الصحّي، قلوب محبيكم، وأن يُضيء بوجهكم خيمة الأبجدية، انه نعم السميع المجيب.
دمتم سيدي في رعاية الله وحفظه، وبارك كلَّ القلوب التي توضَّأت بنور الصلوات وهي تدعو الله سبحانه، أن يزيد بستان عمركم خضرةً وظلالاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


تلميذكم
يحيى السماوي
أستراليا 18/8/1424هـ.

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved