الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 3rd November,2003 العدد : 35

الأثنين 8 ,رمضان 1424

عالم بلا سيادة
الدول بين المراوغة والمسؤولية

تأليف: برتران بادي، ترجمة: لطيف فرج
القاهرة: دار الشروق، 2002
الدكتور برتران بادي أستاذ بجامعة باريس، ومفكر سياسي استراتيجي معروف على المستوى العالمي من خلال كتاباته. وفي مؤلفه الجديد «عالم بلا سيادة» يطرح موضوعه المحوري حول مسيرة «السيادة» تاريخياً، ويلقي الأضواء على الأوضاع المستجدة على المسرح العالمي بعد انتهاء الحرب الباردة والثنائية القطبية، وهذا يساعد على تصور الوضع العالمي المتعدد المراكز. ويتطرق البروفسور بادي الى نشوء وتكون مبدأ السيادة في أوروبا أثناء القرون الوسطى، وأثناء القرن السادس عشر وكيف وضع الأساس الفكري كل من الفلاسفة «بودان وجروتيوس وكانط». وفي القرن السابع عشر توحد مفهوم السيادة في أوروبا، ثم انتقل مفهوم سيادة الحاكم الى مفهوم سيادة الجماعة السياسية «أي الشعب».
ومنذ قرن مضى أصبح المفهوم هو المبدأ الأسمى للقانون الدولي الذي يشترط بأن تمتلك كل دولة سلطة مطلقة، غير محدودة مستقلة عن الآخرين، تسن قوانينها كما يحلو لها ولا تقدم حساباً لأي دولة أخرى، ليس من حق أي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى. ولكن هل مبدأ السيادة مبدأ مطلقاً؟
يبين البروفسور بادي أن التاريخ حتى يومنا هذا ليس في الواقع إلا تاريخ أشكال وأنواع من التدخلات في شؤون البلدان الأخرى، وتاريخ نزاعات وحروف مترتبة على هذا التدخل. ويجري بادي تحليلا بديعا لما يجري بعد انتهاء الحرب الباردة والثنائية القطبية، ويستعرض ما جرى في البلقان والقوقاز وفلسطين والعراق، حيث تتخذ الولايات المتحدة القرارات منفردة. ويبرز الانتقاص من سيادة الدول الحادث الآن، من جراء الاتفاقات الدولية الموقعة منذ انشاء الأمم المتحدة والبنك الدولي والنقد الدولي، والعولمة الاقتصادية والحركات الدينية والعرقية عابرة الأوطان، والمنظمات غير الحكومية، والشركات متعددة الجنسيات واقتصاد السوق والتقدم التكنولوجي والمعلوماتي، ومن جانب المهاجرين، والاتحاد الأوروبي، واتحاد جنوب شرق آسيا ومنظمة التعاون الآسيوي. وفي هذا المؤلف، يجري البروفسور بادي دراسة نقدية لعملية تكون مجتمع مدني عالمي قائم على شبكات الاتصال والاعلام والمعلوماتية والمنظمات غير الحكومية والتي تخلق تدريجيا ظروف مواطنة عالمية تتجاوز الدول. إن النظرة الشاملة التي يلقيها بادي على المشهد العالمي، والتي يرسمها للحياة الدولية تتجسد في قوله:«نحن وسط المخاض، بين عالم من دول في طريقها الى الزوال، وعالم متعدد المراكز في سبيله الى التحلق». كيف نستعد لزوال الحدود؟.
يقع الكتاب في «299» من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved