Culture Magazine Monday  03/12/2007 G Issue 225
الملف
الأثنين 23 ,ذو القعدة 1428   العدد  225
 

الأديب القاص عاشق عيسى الهذال يقبع دائماً بين أطراف المعادلات، لنراه وقد صاغ من الروح المرحة، والنقد العفوي قطبي الرسالة الإنسانية التي ظل يرتكز عليها عطاؤه على مدى عقود.

فالنقد لم يكن بمفهومه الاستنطاقي الممنهج في نظرية، أو رؤية أو قراءة إنما هو بمكاشفة عابرة لا تخلو من الطرفة التي يريد فيها تخفيف الموقف، والوصول إلى الحقيقة بأقصر السبل، فالهذال دائماً ما يتقن هذا الفن الجريء، لنراه وقد ...>>>...

** وهي كلمة السر بين أبي عبد السلام وصاحبكم، فبعد زيارته (اليتيمة) - ربما - لعنيزة بضيافة الراحل الكبير عبد الرحمن البطحي، وبمعية علمنا الكريم فهد العريفي (رحمهما الله)، وفي منزل الوالد - حفظه الله - دار حديث حول (موقق) - القرية الجبلية الوادعة - حيث اجتمعت ذكريات المارين بها والمنغرسين فيها، وباتت (موقق وراعيها) فاتحة الكلام وخاتمته بين الأستاذ ومحبه الذي يحتفي معكم به، رغم أن جذور (عاشق ...>>>...

(الساخر) دائماً حتى وإن تمادى الألم الملامس للوجدان (النبيل) في فعل النقد قصة وحكاية ومقالة .. (عاشق الهذال) الحاضر بروحه المرحة، ونظرته الصادقة وتعليقه الذي لا يخلوا من رسالة حاذقة.

(عاشق) لا يكف عن توجيه نقده بروح المحب للحياة، فهو عادة ما يغلف سهام أسئلته المستفهمة بيقينيات صدق لا مراء فيه، فهو لا يفلسف الحياة بما يريد.. تماماً مثلما يفعل حينما يناجز الأشياء نقدها من منطلق الدفاع عن الذائقة، ...>>>...

- مواليد مدينة حائل عام 1355هـ الموافق لعام 1934م

- تلقى علومه الأولى في طفولته على أيد بعض المشايخ والمقرئين في مدينة حائل حتى باتت حالته آنذاك مزيج بين رغبة في الحياة وصبر على المكابدات.

- أنهى مراحل علومه الأولية عام 1367هـ، ليقرر الرحيل إلى مكة المكرمة ليلتحق بعد الإعدادية بمعهد المعلمين.

- تخرج في معهد المعلمين في مكة المكرمة عام 1375هـ

- انتقل إلى الطائف بعد تخرجه ليعمل معلماً فمديراً ...>>>...

في مرحلة دراستي الثانوية بحائل كنت أطالع في كتاب اسمه العصامي لعاشق بن عيسى الهذال ولم أكن أعلم بأن هذا الكاتب من حائل وفي ذات يوم دار حديث في الرياض عن المعنيين بالقصة وروادها فسألني أحد الحضور من المتحدثين عن القاص عاشق الهذال الحائلي فعادت بي الذاكرة إلى العصامي بعد أن فوجئت بأن الهذال صاحب العصامي إنما هو من حائل ومن أوائل المشتغلين بالأدب.

لم يكن عاشق وهو (أبو عبدالسلام) وهذه كنيته ...>>>...

قلة هم أولئك الذين يحملون على عواتقهم هموم المجتمع بصبر ومثابرة وتحمل أستاذنا عاشق الهذال. فقد تصدى لإدارة فرع جمعية الثقافة والفنون في وقت لم يكن أي من أفراد المجتمع يدرك معنى الثقافة ويعي دورها أو يؤمن بأهمية الفنون إلا النزر اليسير ممن أتيحت لهم فرص الاتصال بالمجتمعات الأخرى الأكثر تقدماً فالتف حوله عدد محدود من مثقفي المنطقة وانطلق بنحت في الصخر ويتحمل التبعات التي كانت تترتب على ما ...>>>...

الكاتب والقاص عاشق عيسى الهذال عرفته مبدعاً فذاً تواصل مع المشهد الثقافي والأدبي منذ عقود، فكان مثالاً يحتذى به في مزية الصبر والكفاح، وتحمل المشاق في مسيرته الأدبية، لأن الظروف التي مر فيها الجيل السابق لم تكن سهلة أو ميسرة إنما هي مزيج بين التضحية والجد، فمن المهم لدى عاشق الهذال ومجايليه في تلك المرحلة أن يقدموا كل ما لديهم من عطاء يتسم بالتضحية والوفاء للمنجز الإبداعي الذي ظل ينتظر ...>>>...

للمرء من اسمه نصيب.. هكذا الأديب عاشق الهذال أكد حقيقة متداولة بعشقه الكبير للكتاب حيث الكتاب خدينه منذ نعومته وبداياته الأولى كما علمنا؛ فقد كان يقتطع من قوت بطنه قوتاً لفكره وعقله. ومكتبته تكاد تكون بحسب علمي المكتبة الأولى في منطقة حائل بما تحويه من نوعية نادرة وعدد كبير. وأجزم بأن أبا عبدالسلام يجعل المكتبة في مقدمة بناته؛ لتشكل إضافة رائعة لأعضاء الأسرة، إلا أنه يبيحها صبيحة كل خميس ...>>>...

عرفته بعد أن عاد إلى حائل وطنه الأم، وبالأخص بعد أن تفرغ من العمل الرسمي عندما تقاعد ورأس فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل، بعد أن شغل قبل ذلك مدير الشؤون المالية والإدارية بكلية المعلمين بحائل وقبلها مدير العلاقات العامة، وقبلها مدير العلاقات الخارجية بوزارة المعارف ومدير العلاقات العامة بشؤون الموظفين، وقبل ذلك كان مدرساً بالمرحلة الابتدائية ثم مديراً للمدرسة، هذه الوظائف التي شغلها ...>>>...

ما عرفت الرجل شخصياً؛ فقد شغلتني الدراسة الصعبة والطويلة في جدة عن الالتحاق بمواكب حائل الإبداعية ورجالاتها المبدعين عن قرب، ولكني عرفته من خلال كتاباته، وكتابات الآخرين عنه، وعرفت كم هو وفيٌ لوطنه الكبير، ومن ثم مسقط رأسه الذي عاد إليه بعد رحلة عمل طويلة خارجه، قدم فيها عصارة علمه وخبرته وروحه الفنان المبدع لكل من جلسوا أمامه طلاباً في مقاعد العلم والمعرفة.

ذلك هو الأديب عاشق الهذال.. ...>>>...

من النادر أن نجد قاصاً في هذا الوقت مهتم بشؤون البيئة والحفاظ عليها، بل أصبحت قصص البيئة من كلاسيكيات القرن السابق. إلا أن عمر الهذال لم يهدأ له ضجيج وكان من أبرز المساهمين، إذا لم يكن من مؤسسي كتابة القصة القصيرة تجاه البيئة.. ويتضح ذلك بتجل في نصوص الهذال عن حب الطبيعة خصوصاً عن مدى قوة الترابط بين حائل والمحافظة عليها، إلا أن هذا لم يكن مانعاً لأن يكتب الهذال القصص الرومانسية بلغة ...>>>...

التقيته في منزل صديق الجميع الأستاذ فهد العلي العريفي -رحمه الله- قبل ثلاثين عاماً، وذلك أثناء عمله بوزارة المعارف بالرياض، وكنت وقتها أعمل بمكتب رعاية الشباب بحائل وسريعاً ما ألف بعضنا بعضاً.

ومع بداية عام 1400هـ انتقل عمله إلى إدارة التعليم بحائل في الوقت الذي كنت أعمل هناك.. وبعد أشهر قليلة كانت زيارة صاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- إلى حائل فشكل سمو أمير المنطقة ...>>>...

كنا طلابا نرتاد المكتبة، وكان للأديب القاص عاشق الهذال حضور مميز في إدارتها، وكان وجوده في ذاكرة الإبداع القصصي - ولا يزال - يثير الهيبة في نفوسنا حيث نقرأ قصصه الواقعية التي تعالج قضايا المجتمع، وننهل من حكاياته التي تتشكل من مفردات واقعنا الإنساني البسيط المطمور في ثنايا التحولات الاجتماعية التي لا تكف عن التناثر.

وظل عاشق هذا الرجل المهيب وفيا للثقافة، مواظباً على العطاء السردي، شريكا ...>>>...

عرفت الأستاذ (عاشق الهذال) في مجلس الوالد منذ ما يزيد عن عقدين من الزمان، واطلعت على نتاجه الأدبي وقصصه الجميلة في تلك الفترة، لكن معرفتي بأبي عبد السلام توطدت في السنوات الأخيرة، وأصبحت زيارتي له في بيته تزاحم أهم مواعيدي عندما يحملني الشوق إلى مدينتي الحبيبة حائل.

في كل زيارة أجد أبا عبد السلام - كما عهدته دائماً - مضيفاً كريماً ككل الحائليين، ومحدثاً بارعاً، تشعر وأنت تنصت للغته ...>>>...

عاشق الهذال.. عاشق الكلمة الجميلة المؤثرة في حياكة (القصة) المروية من تراث الآباء والأجداد ذات النسق الاجتماعي المتناسق لتلك الحياة الرتيبة في منابت الصبا والتي يستدعيها لنا في (قصصه)؟!..

وكأنه وهو يرويها لنا لتبرز حائل على شاشة الذاكرة متجسدة بشخوصها وناسها مفعمة بتلك الحميمية والإلفة والمحبة المتأصلة داخل الوجدان؟!..

إنه يكتب بلغة جميلة وسهلة.. يكاد المرء أن يراها ماثلة في كل مكان بل ...>>>...

رأيته للمرة الأولى أثناء انعقاد مؤتمر علمي في كلية المعلمين بحائل.. رجل ضئيل الحجم.. كبير الهيبة في عيون من حوله كبروا أو صغروا، وحين سألت: من هو؟ قيل لي.. هذا هو عاشق الهذال.

وبقيت لعاشق الهذال صورة غائمة في الذهن حتى تلاقت خطانا مرة أخرى حين جمعتنا جمعية الثقافة والفنون وهو رئيس لفرعها في حائل لتتوطد علاقة إنسانية رفيعة مع عقل جميل، ونفس هادئة نبيلة، يكللها حضور إبداعي بسيط يميز كتبه ...>>>...

* حوار - عبد الحفيظ الشمري

الكاتب عاشق الهذال عُرف منذ عقود بمداومته على مشروعه القصصي الذي يستظهر حقيقة البيئة المحلية التي تكتنز في أعطافها الكثير من الصور المعبرة، والقصص الطريفة، والمواقف العظيمة، فكان القاص عاشق الهذال مثالاً يُحتذى به في نشر الثقافة البيئية من خلال الأعمال الأدبية، فكان مشروعه الأدبي إضمامة من المؤلفات القصصية؛ منها: (قصص من البيئة)، و(الكلب والحضارة)، و(دلال ...>>>...

إنه قامة باسقة من قامات الأدب في وطننا، قرأنا له مع الجيل العريق من كبار أدباء الوطن تنوعاً من الأعمال الأدبية ولكنه تميز بأدب القصة القصيرة، وصور بقلمه الفذ وأدبه الاجتماعي اختلاف الأجيال في مراحل زمنية متفاوتة، وما تخلل تلك المراحل من عادات وموروث وثقافة تدرجت من البسيط إلى الأكثر تركيباً، كما صور بأدبه التغيرات الاجتماعية بين طرفي البساطة والتناقضات من خلال مجموعات من القصص القصيرة لها ...>>>...

الأديب القاص عاشق عيسى الهذال ظل لعقود من العطاء الإبداعي مواظباً على المعاني الحقيقية للتواصل الإنساني الذي يسند التجربة، ويؤصل لها في الذات والوجدان، لنراه وقد جمع حوله العديد من المريدين والأحباب الذين يتقاطعون معه دائماً بالهم المعرفي، وبالوجود الإنساني على نحو جميل يعكس ما لدى هذا الجيل الذي يمثل (الهذال) فها هم بعض أحبته، ومجايليه يذكرونه بما فيه من خلق رائع، وتواصل مفيد وتواضع جم وها هم ...>>>...

عاشق الهذال رجل المبدأ، والفكر والثقافة والأدب، فهو الذي يمزج المشاعر الإنسانية بالعطاء الأدبي لتولد هذا الحضور المثالي رجل عاصر التجارب الأولى لميلاد الثقافة، حيث ظل يسهم بقلمه من خلال المقالة والقصة ويتواصل مع المجتمع من منطلق إنساني فريد يؤكد قدرة عاشق الهذال على البذل والعطاء وإنكار الذات. ...>>>...

هنا سأشكر الجزيرة (المجلة الثقافة) والقائمين عليها مرتين.. مرة لهذا الوفاء للثقافة بتكريم رجالاتها في حياتهم خلافاً للعادة العربية التليدة، وأخرى لهذه اللفتة لعاشق الهذال تحديداً، وهو الرجل الذي لا ينشغل بأدب الأضواء، أعني الأدب الحديث، حينما اقتصر اهتمامه على التراث تقريباً، وهو ما أسقطه من حسابات الكثيرين من سادة الثقافة ودهاقنتها، إذ لم يحفلوا بريادته في جيل كان بالكاد يفك الحرف.. فلقي من ...>>>...

عاشق الهذال الرجل النموذج، فهو الذي نحت في الصخر، وقدم مع زملائه ومجايليه تجربة أدبية مميزة رغم الصعاب، فقد توهج (الهذال) في كتابته الأدبية عن البيئة، فأنتج العديد من القصص الشيقة التي هي المراحل الأولى لقيام المشروع الثقافي لدينا. ...>>>...

الأديب والقاص (أبو عبدالسلام) ملء السمع والبصر فهو الذي قدم عطاؤه الأدبي على هيئة عوالم سردية شيقة عن البيئة، حيث أورد الطريف من القصص، والجميل من القول، وامتازت تجربته الإنسانية بالتواصل الحميمي على نحو علاقته المميزة مع صديق الجميع الراحل فهد العلي العريفي، رحمه الله. ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة