Culture Magazine Monday  03/12/2007 G Issue 225
ذاكرة
الأثنين 23 ,ذو القعدة 1428   العدد  225
 

حديث الكتب
البؤساء والمعدمون وحرفة الأدب (1-2)
محمد بن عبدالله الحمدان

 

 

إن صدور الكتب الثلاثة التالية أسماؤها:

1 - أدباء في ضائقات مالية، عبدالله الجعيثن 1417هـ.

2 - شعراء ماتوا جوعا، صالح الغفيلي 1422هـ.

(أهداه لي مشكوراً الأستاذ حمد الداود)

3 - من دنت إليه الدنيا فرفعته، ثم دالت عليه فوضعته، حنان بنت عبدالعزيز السيف 1422هـ.

جعلني أعود لمكتبتي ومكتبة قيس - والعَوْد أحمد - أفتش في رف أثير لديّ، جعلت عنوانه (موضوعات صغيرة، فيها كتب نادرة أو طريقة أو ذات طبعات قديمة)، وفيه الموضوعات الآتية (وكل موضوع فيه عدة كتب):

1 - اللحية .

2 - محمد إسعاف النشاشيبي.

3 - هارون الرشيد.

4 - رباعيات الخيّام.

5 - الآفات الأربع .

6 - أسامة بن منقذ .

7 - قصص شعبية قديمة.

8 - الغطاوي والألغاز .

9 - جواهر الأدب، طبعاته.

10 - المعدة والأكل.

11 - تسلية وثقافة وفكر.

12 - في الشعر الجاهلي.

13 - مصارع الخلفاء والأعيان.

14 - البؤساء والمعدمون.

15 - الشيهاب في الشيب والشباب.

16 - الألعاب للعربية.

17 - الشوارد: عبدالوهاب عزام.

18 -مطالع البدور.

19 - السماع والغناء.

20 - على السفود.

21 - عبدالله القصيمي.

22 - حلبة الكميت.

23 - حديقة الأفراح.

24 - الديارات.

25 - الوسم وسم الإبل وغيرها.

26 - المالكي بين مؤيديه ومعارضيه.

27 - الطرائف الأدبية.

28 - كتب عن المرور.

29 - كليلة ودمنة.

30 - نفحة اليمن.

31 - العذب الفائض.

32 - عن العمامة.

33 - كتب بدون نقط.

34 - لماذا.. ولأن.

35 - الفرق.

36 - أدبيات الشاي والقهوة والدخان.

37 - ليلالي سطيح.

38 - الأجوبة المسكتة.

وسيكون حديثي اليوم عن موضوع (البؤساء والمعدمون)، وفيه إضافة غلى الكتب الثلاثة المتقدم ذكرها - مايلي:

1 - (إمام البؤساء محمد إمام العبد) من مصر، جمعه محمد محمد عبدالمجيد، طبعة قديمة بدون تاريخ، جاءت في 111 صفحة، مطبعة الترقي، بمصر، جاء في مقدمة الكتاب أنه عاش بائسا ومات بائسا، وكان يلقب نفسه في حياته (إمام البؤساء ورئيس حربهم)، والسائد في شعره الأنين والشكوى، وهو مع ذلك خفيف الروح، ولأن لونه أسود فقد أجاب من سأله عن سبب امتناعه عن الزواج بهذا البيت:

أنا ليل وكل حسناء شمس

فاجتماعي بها من المستحيل

ولقصر قامته فقد قال لمن سأله عن سبب شد عنقه بربطة حمراء:

(ليعرف الناس أين ينتهي جسمي، وأين يبتدئ الراس؟)

2 - (البؤساء في عصور الإسلام).. (كتاب أدبي علمي عمراني اجتماعي)، (محلَّى بالصور ورسوم علماء الدنيا وفلاسفة الإسلام)، ألفه محمود كامل فريد، طبع على نفقة علي حسين، مطبعة التقدم بمصر، عام 1925م (1344هـ)، صفحاته (152).

أورد المؤلف في مدمته هذه الأبيات:

على البؤساء في كل موطن

سلام الله ما خفقت سواكن

وألف تحية في كل وقت

لهم تهدى وإن بعدت مساكن

فكم لاقوا من الدهر الرزايا

وبلوى نبهت منهم بواطن

إليكم معشر القراء أهدي

عظات بينت كُنه المعادن

كرام حالهم في الدهر بؤس

وهم أصل السعادة إن تقارن

وقال المؤلف إنه يعتبر نفسه واحداً من البؤساء.

وفي ذكر مصادر الكتاب قال إنه اطلع على كتاب قديم، يرجع تاريخه إلى القرن الثالث الهجري، رسم فيه مؤلفه جماعة من النوابغ الأعلام ممن نالهم البؤس، ثم عرّف البؤس، وذكر أنواعه وعدّ فضائله ومساوئه، ثم ذكر - بإسهاب - من هم البؤساء، وأتى بأسماء ورسوم 21 تعيسا من تعساء الشقاء وحلفاء الفقر، منهم سيبويه (وأخويه ومنها نفطويه الذي دعى عليه)، ومنهم ابن زريق البغدادي صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها:

لا تعذليه فإن العذل يولعه

قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه

ومنها البيت المشهور:

أستودع الله في بغداد لي قمراً

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ومنهم الأبيوردي، وهو الذي يقول في قصيدة:

وسرحة برى نجد مهدلة

أغصانها في غدير ظل يرويها

وقد أوردتُ له في كتابي (صبا نجد.. نجد في الشعر والنثر العربي) عدداً من القصائد (البالغة 40 قصيدة) عن نجد وصباه وشيخه وخزاماه (وغضاه)، حقق ديوانه د. عمر الأسعد، ونشره في مجلدين ضخمين، طبع عام 1395هـ، الجزء الأول في العراقيات (680 صفحة) والثاني بقية العراقيات والنجديات (400 صفحة)، وفي مكتبتي مخطوطة لنجدياته، وحقق د. محمد الربيع تلك النجديات عام 1403هـ.

ثم أورد مؤلف (البؤساء في عصور الإسلام) أسماء ورسوم بؤساء الحظ، 15 بائساً.. منهم: ابن عفيف اسلدين التلمساني، من شعره هذا البيت:

لا تُخْف ما فعلت بك الأشواق

واشرح هواك فكلنا أعشاق

وعدّ من هؤلاء.. ابن حزم الأندلسي صاحب أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، عفا الله عني وعنهما وعن جميع القراء والمسلمين، وصاحب أبي تراب رحمه الله.

3 - (الشاعر عبدالحميد الديب) حياته وفنّه د. عبدالرحمن عثمان في 300 صفحة طبع 1968م (1387هـ)، من شعره:

نهاري ما نوحه بين مسجد

غراراً، وإما في الطريق تسكع

وقال أحمد حسن الزيات عنه وعن الكتاب: (ولعل حظه العاثر المتخلف لم ينهض به في حياته وبعد مماته إلا مرة واحدة، تلك المرة هي التي أتاح له فيها قلم صديقه د. عبدالرحمن عثمان، فخلد ذكره بهذا الكتاب القيم...).

4 - (أدب المعدمين في كتب الأقدمين)، جمع وتحقيق سالم الدباع 1391هـ، تقديم هاشم الطعان، مطبعة اللواء، بغداد 238 صفحة، يشمل نصوصاً طريفة نادرة من شعر ونثر من أدب المعدمين.

ومن طرائفه اخترت لكم هذه الأبيات (لبعض المشايخ):

دخلت البيت أطلب فيه خبزا

فجاءوني السندات الدقيق

وقالوا قد فنى ما كان فيه

فأظلم ناظراي وجفّ ريقي

وأنسيت القضايا إذ رواها

جرير عن مغيرة عن شقيقِ

وتاح محابري وبكى كتابي

ولم أعرف عدوي من صديقي

إذا فني الدقيق فقدت عقلي

فوا حزنا لفقدان الدقيقِ

وفي الكتاب تسعة عشر باباً هي:

طرائف الأعراب، طرائف النساء، المفلسون، الحفاة، العبيد، أهل المهن والحرف، العراة، الجائعون، العطشى، الرعية، طفولة بائسة، الكدية، أدباء ونبهاء، أزمة أكواخ، تفاوت الأرزاق، البحث عن الموت، أمنيات، ذم الناس والزمان، فقراء.

أما طرائفة ونوادره فإنها بالمئات، فقد أحصيت منها مائة طرفة، ما بين شعر ونثر، حتى صفحة (62) (صفحات الكتاب 238)، وقد تعبت من العد (وضاع الحساب)، فتوقفت اليوم، لأستأنف احصاء بيقتها فيما بعد، وإن عبارة (ضاع الحساب) ذكرتني ببيتين لشاعر ظريف وَعَد (زوجته) بعشر قبلات، ولكنه قال:

سألتها التقبيل من خدها

عشرا ومازاد يكون احتساب

فمذ تلاقينا وقبلتها

غلطت في العدّ وضاع الحساب

وتذكرت أيضا أبيات ابن المقفع منها هذا البيت:

وصاحب البيت يطلب الكراء

وليس في البيت سوى البيت

5 - (الفلاكة والمفلوكون) لأحمد الدلجي طبع عام 1413هـ، في بيروت صفحاته 152 قال مؤلفه إنه تلقى لفظة (المفلوك) من أفاضل العجم، ويريدون بها: الرجل غير المحظوظ، المهمَل (بفتح الميم الثانية) في الناس لإملاقه وفقره، وجاء بتسعة فصول في تفصيل ذلك، أما العاشر فهو في تراجم العلماء الذين تقلصت عنهم دنياهم، ولم يحضوا منها بطائل، وذكر منهم 134 مفلوكا، مع تراجمهم وأولاه فصلا في أشعار المفكولين.

ولعلي - في مقال قادم - أستعرض الكتب الثلاثة التي جاء ذكرها في مقدمة هذا المقال، إضافة إلى كتاب (الذين أدركتهم حرفة الأدب) لمؤلفه طاهر أبو فاشا وهل حرفة بكسر الحاء أم بضمها، وكذلك سأستعرض ملفاً في مكتبتي عنوانه (حياة الأديب) وأعرج على ما قاله الأستاذ حمد القاضي عن نفس الموضوع في زاويته (جداول) بجريدة الجزيرة (الأم) يوم السبت 14-11- 1428هـ،

ومن المؤكد أنه يوجد - بين ظهرانينا - من أدركتهم حرفة الأدب من الشعراء والأدباء والمثقفين والكتّاب والصحفيين وغيرهم, لا يعلم أحد عن معاناتهم شيئاً, وهم لا يظهرون ذلك, ولا يسألون الناس إلحافا, ويعيشون بالكفاف.

وأعرف أحدهم -ولا غيبة لمجهول - عليه قروض لأحد أصدقائه, وأكد لي أنه يذهب الآن بين فينة وأخرى للبنك الذي يتسلّم راتبه التقاعدي على راتبه خرج (ولم يعد), والله المستعان.

مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة الرياض - البير


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة