الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

الثقافية..والاحتفاء بالنصوص الإبداعية
خالد محمد الخضري *
في ظل الغياب الواضح للعناية بالنصوص الإبداعية، وفقدان الشهية الذي يعيشه القارئ المحلي حيال الإبداع، تظهر مجلة الجزيرة الثقافية لتؤسس لوعي ثقافي وذوقي، وتعمل على تنمية الذائقة الأدبية عندما تعنى بالنصوص الإبداعية، فقد لمسنا حرص القائمين عليها على الانتقائية حرصا على نمو الذوق العام، وألا يظل أسيرا لموجة التسطيح الذي يواجهه بشكل استهلاكي صباح، مساء في كافة الوسائل الإعلامية المرئية منها على وجه التحديد وإن كان هذا النمو الذي تعيشه مجلة ثقافية تصدر من جريدة يومية بشكل أسبوعي يعنى بهذا الجانب حتى على مستوى الإبداع الجديد والأقلام الواعدة فإن هذه الخطوة التي نحتفي بها وهي في عددها المئوي لتعد إطلالة لها أهميتها ودورها المهم في هذه المرحلة الحالية حيث غياب العناية بالإبداع على مستوى الصحافة المكتوبة سوى النزر اليسير منها، وفقدان العناية بهذا الجانب تماما في وسائل الإعلام الأخرى عدا العناية بالأدب الشعبي الذي ندرك أهميته، لكن ما يقدم في هذا الخصوص يميل إلى الجانب العامي الذي يعنى به السواد الأعظم من الناس وهذا في تصوري لا يكن أن يسهم في رقي المستوى الذوقي لدى عامة القراء والمتابعين.
ولو عدنا للصحافة المكتوبة، فنحن نلمس تقلص عنايتها واهتمامها بهذه الجوانب، وطي صفحة دورها في هذا الجانب منذ الثمانيينات الميلادية من القرن الماضي عندما نشبت ثورة الحداثة الأدبية في بلادنا وكان هناك حرب ضدها والتي أسهمت في ظهور الكثير من الأسماء الأدبية والنقدية في الساحة الأدبية، فكثير من أعلام الأدب السعودي الآن هم أبناء هذه المرحلة، ويدرك المتابعون أن كافة الذين ظهروا بعد ثورة الحداثة لم يتمكنوا من تأسيس أسماء قوية لها حضورها المحلي والعربي، كما فعل من سبقوهم من أبناء تلك المرحلة، هذا الشاهد أسوقه كي ألمح إلى الدور الذي نهضت به الصحافة المكتوبة إبان تلك الفترة فقد ظهرت الكثير من الأسماء الشعرية التي حققت نجومية لا تزال تعيش في ظلها حتى وقتنا الراهن، فأين الدور الذي تقوم به صحافتنا الأدبية الآن في صنع مثل هؤلاء النجوم سواء على المستوى الشعري أو النثري، نلحظ أنه لم يعد هناك الاحتفالية المطلوبة بالنص الإبداعي الجديد، ولم يعد للنصوص حضورها الفاعل في الصحافة المحلية، هل هي كما يقولون (القارئ عاوز كذا) وأن طغيان الجانب المادي واللهث وراء الإعلان التجاري حرم محبي الأدب والإبداع من الاستمتاع بقراءة نصوص إبداعية والاحتفاء بها عبر صحافتنا، هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن يطرح؟
وهذا ما يجعلنا نلتفت إلى الاهتمام الجميل الذي تحظى به النصوص الإبداعية الجديدة لهواة الأدب من أبناء هذا البلد عبر صفحتي مجلة الجزيرة الثقافية والتي نلمس أن الجانب الإعلاني ليس له وجوده في مشروع كهذا وربما هذا ما جعل مثل هذا المشروع يصمد أمام الركض الدؤوب الذي يشهده هذا العصر وأبناؤه نحو الربح السريع، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب، مع العلم بأن تحقيق المكاسب لا يتوقف عند تصاعد الأرصدة البنكية، وإنما يتجاوز ذلك إلى تصاعد الأرصدة الإنسانية في حسابنا جميعا كأشخاص.
أخيرا سعداء بما تطرحه المجلة الثقافية في جريدة الجزيرة عبر صفحات نصوص وعبر كافة صفحات المجلة الرائعة، ولكننا بحاجة إلى مزيد من العناية من القائمين عليها بالأدب النسائي، الذي يغيب في ظل الاهتمام في النشر للأسماء الرجالية، هل هذا تميز، أم عدم توفر للنص الإبداعي النسائي، وهل سنكتفي بنشر النصوص دون أن يكون هناك تعليقات عليها وحولها، إن التعليقات تسهم بشكل جيد في إظهار النص وفي إبراز كاتب النص، لماذا لا يكون هناك زاوية ولو صغيرة للتعليق على النصوص، وإعطاء بعض المبدعين الفرصة لتناول تلك النصوص بقراءات صغيرة ومختصرة لها، كي تعطي المجال للكاتب والمبدع من جيل الشباب مساحة من التأمل في نصه المنشور، النشر جافا في نظري لا يكفي.


* قاص وصحفي

الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved