عن «ثقافية» الجزيرة أحمد البوق
|
في مطلع الربيع يشق على القلب أن يتوحد بغير الربيع فكيف بربيعين: ربيع يترجم حضوره بتفتح الأزهار، وربيع يضج فيه أريج الكلمات، وبين قصيدتين يرتاح الشعراء على ملحق الجزيرة الثقافي، وبين مقالين يستعيد الكتاب والمثقفون تدفقهم بين صفحاته، وبين لوحتين تختلط الألوان لترسم تألقه.
ألا يكفي في ظل كل هذا الجدب أن يخصص ملحق للثقافة؟ أن لا يدب فيه فيروس الإعلانات، أن لا يفاجأ شاعر بإعلان عن علب السردين مكان قصيدته، وأن لا يفاجأ كاتب بإعلان عن آخر صرعات الأحذية في موقع مقاله، وأن لا يفاجأ أديب أو مثقف عن إعلان كريمات تبييض الوجه أو تسميره بين طيات لقاء معه، وأن لا يفاجأ رسام بإعلان عن مخطط عقاري مكان لوحته. ألا يكفي هذا الالتزام والاحترام ليلتزم المثقفون بقراءة الملحق وأن يحظى باحترام القراء، ألا يكفي ثلة من المبدعين تنزف حبرها كل أسبوع على صفحاته تكتب أحلامها وآلامها، ألا يكفي أن نقرأهم لنتوحد معهم؟ قد يبقى الملحق على خطاه أو يتغير.. فهل يستقر مبدع على حال؟! وليس من شيء أشبه بالإبداع من ماء النهر، فالماء الذي يتدفق أمامك غير الذي مضى والذي سيأتي. سيصب أخيراً في البحر ستجلو الشمس أغواره، سيتحول إلى بخار، يتكثف في السحاب، ثم يهطل أمطاراً، أو يعلق قطرات ندى على بتلات الأزهار. رجل مثلي كثير الأسفار (مكلف بفضاء الله يذرعه) يرتامح بين سفرتين في الجزيرة يتفيأ ظلال ملحقها الثقافي، يسند ظهره لأشجار الكلمات، ويستنشق عبق المعاني. هكذا أستعيد التوازن وأبدل سفر المكان بسفر المعنى تحية لكم أيها الأصدقاء الرائعون، وسلام عليكم أينما كنتم وكيفما كنتم.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|