البداية من العدد 100
علي زعلة
|
مئة عدد!! يا لهذا الوقت! إنه وقت يأكل الأشياء! هكذا ورد في قاموس السيد جونسون: (الوقت: آكل الأشياء). كأنه بالأمس فقط حين خرج علينا العدد الصفر من المجلة الثقافية، واليوم هو العدد المئة! ماذا تعني مئة عدد؟! ظلال كثيرة يلقيها هذا الإحصاء (100)، مئة أسبوع، ما يزيد على عامين من الجهد المتواصل والعمل الدؤوب والإيمان المتين بأهمية الرسالة التي تمارسها هذه المجلة، وإيمان بضرورة الخطاب الذي تحمله.
آلاف الأوراق، آلاف المواد التحريرية والصحافية، 100 عدد.. عيون تتسع قبالة شاشات الحواسيب، شماغ وعقال مهملان، قطرات من العرق الدبق تخرج في خيط رفيع من أعلى الرقبة متسربة خلال الظهر، قبل أن يمتصها قميص مجعد لصحفي مستغرق في الصياغة والتنسيق وقراءة الفاكسات والبريد الإلكتروني. ولكي نحول بين الوقت وعادته الأزلية في التهام الأشياء، يجب أن تكون ثمة وقفة، للمراجعة، للمساءلة، للتقويم، ومن ثم إتاحة وقت جديد يستثمر الأشياء ولا يأكلها، ينميها ولا يلتهمها!
شخصيا، فإن حكايتي مع الكتابة الصحافية تبتدئ من الصفحات الثقافية في الجزيرة، أيام كنت أكتب زاوية ثقافية صغيرة في الملحق الثقافي، وهنا أستجيب لإلحاح الصديقين الكريمين محمد الدبيسي وعبدالحفيظ الشمري بكل حب، وأسجل بضعة أفكار تحمل رؤيتي المتواضعة حول مسيرة هذه المجلة الدؤوبة، أوجزها في نقاط:
يحسب للمجلة اهتمامها بتقديم الملفات الصحافية لتكريم بعض رموز الحركة الثقافية المحلية، في زمن استبدت فيه قيم النكران والتجاهل لمن أسهم بحياته في مسيرة الثقافة المحلية.
من جهة أخرى يغيب عن صفحات المجلة بشكل واضح الأدب العالمي بأعماله وإصداراته ونصوصه المترجمة، مع أنه أصبح الوصول إلى ذلك متيسرا عبر الوسائل الحديثة، وإن لم تكن متابعة مستمرة فليس أقل من متابعة لأهم الأعمال والأخبار المترجمة الحديثة.
يجدر أيضا الاهتمام بنشر النصوص الإبداعية وبخاصة للشباب، وإتاحة مزيد من الصفحات لنشرها وإخراجها بشكل جمالي محفز على التواصل والاستمرار.
أخيرا أقترح العمل بنظام الدورات التحريرية المرحلية، والتجديد الدوري في التبويب، واستكتاب أقلام متنوعة في كل دورة تحريرية غير تلك التي تطالعنا بشكل أسبوعي.
في المنتهى، وبكل حب، أشد على أيدي الفريق الثقافي الذي يقف خلف هذه المجلة، وأهمس إليهم: (ربما تكون البداية الحقيقة أحيانا من العدد الـ100).
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
