الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

حديقة في ورق
شريفة الشملان
عندما اتصلت بي د. نجاة الصايغ (وعلاقتي بها قديمة منذ ندوة أقيمت بجمعية أم القرى بمكة المكرمة، ومن ثم جمعية طيبة النسائية بالمدينة المنورة ومازالت علاقتنا مكللة بالتقدير والاحترام) لتطلب مني الاطلاع على المجلة الثقافية لجريدة الجزيرة، يوم الاثنين قبل الماضي، وجدت مقال د. زهير كتبي مقالا صارخا وموجها وبه الكثير من الاتهامات، بعض الاتهامات مخيفة، وقبل أن أشطط كان المقال من جزءين ويتعلق بورقة وزير العمل، في مؤتمر المثقفين السعوديين الأول مضى أكثر من ستة أشهر في الجزء الأول كانت المقدمة التي كما قلت بها عنف أقر به الكاتب وهو لتحريك الساحة. ولم يأت به إضاءات على ورقة الوزير المعني بالهم الثقافي إلا على لمحات قليلة، ناقلا الأمر للجزء الثاني، وهذا ما جعلني أتابع الأمر لأقرأ المجلة الثقافية، وأتحاور هاتفيا مع الزميل القاص عبدالحفيظ الشمري، والذي سألني سؤالا صحفيا وأدبيا واضحا، عن رأيي بالمجلة الثقافية، وحرص على ذلك فرأيت أن من حق من تعب وعمل أن نقول كلمة الحق فيما قدم، وهي كلمة أكتبها لأعبر بها عن انطباعي عن هذه المجلة الملحقة بجريدة الجزيرة الجميلة، العدد هو 98 للسنة الثالثة. تصدر كل يوم إثنين، لوحة الغلاف جميلة وهي للفنان وجيه مدور. بعنوان الفجر، وعند محتوياتها، كان لابد أن أكمل الجزء الثاني من مقالة د. كتبي، حيث وضع الإنارة التي رآها كافية على ورقة الدكتور القصيبي حسب وجهة نظره. وربما وجهة نظر الكثير من المثقفين، وكنت أتمنى لو أتت في وقتها. وكانت جرأة كبيرة من المجلة أن تنشر الجزء الأول بما حمل.
عدت فيما بعد للمحتويات الأخرى، ولأنني ممن عرف شيخنا الشبيلي رحمه الله منذ نعومة أظفاري كما يقولون، ولم تكن المجالس تغفل عن ذكره ليس في بيتنا فقط بل في أغلب البيوت، عندما كان قنصلا في البصرة، ومن ثم رأيته وهو سفيرا في بغداد، وعرفت لماذا كل الناس تحب الشبيلي، حيث عندما يقال الشبيلي، فإن ذاك يعني محمد الحمد ذاته، وأبوسليمان كما يدعوه الأغلبية. كان ذاك مقال الأستاذ علوي الصافي، (هؤلاء مروا على جسر التنهدات)، ولي ملاحظة على عنوان الباب فجسر التنهدات معروف أنه جسر كان يقاد عبره المجرمون للإعدام، يقادون لحتفهم فيمرون وهم مثقلون بالحزن والسلاسل والألم والتنهد حسرات.
ولكن الشخصيات التي يأتي على ذكرها أستاذنا الصافي مرت على الحياة تاركة الطيب والعود باقياً في أثرها.
(المبدع يكسر القمم) المحاورة جميلة مع د. العواجي الذي يذكر بكل خير أن كان إبداعا أو عملا عندما كان وكيلا لوزارة الداخلية. وهذا الحوار وحده يحتاج له وقفات طويلة، فالحوار ممتع جدا، أشعر أن المحاورين استمتعوا بالحوار كما نستمتع نحن بقصائد د. العواجي.
وبما أنني لست قادرة على الإلمام بكل الأمور مع بعضها أترك الفن التشكيلي وجماله وما جاء به عبر (من الحقيبة التشكيلية) على أساس القوس لباريها. وأنتقل للإبداع القصصي، سلوى بومدين وقصتها القصيرة والمكثفة بالوقت ذاته (غبار مؤقت) جمال اللغة القصة يكاد يطغى على القصة حدثا وموضوعا تتكثف الأمور حتى تكاد تكون سوداء، لكن بطلة القصة تشق ذلك قرب النهاية لترسم نجمة، الضوء قادها للنصر عبر (غيمة هاربة فوق مركب ورقي) القصة تحتاج لقراءة متأنية وعميقة كعمقها وكثافتها. على كل أرى القصة مما نعتبره قصة قصيرة جدا.
صالح العمر (آه لو صبرت على قتيلك يا نهر) القصة وعظية تذكرنا بالقصص القديمة.
(حقول الخوف) لصالح أحمد القرني: القصة جميلة وتحوي الكثير من المتناقضات التي في تصادمها تحمل لنا حسا غريبا ومذاقا خاصا، لكنه يملأها بالإشارات الكثيرة التي تربك المتلقي وتضيع الفكرة الأساسية في القصة.
أعجبني جدا عرض الكتب الجديدة، وكنت أتمنى أن يوضع معها دور النشر داخل المملكة، إذ كثيرا ما نقرأ عن كتاب ولا نجده فنتجشم إحضاره من الخارج.
على كل أنا أمام حديقة جميلة، مختلفة ألوان حشائشها وزهورها، وأشواكها، لا يمكنني أن أتابع كل ما فيها، لكن جميع ما فيها يقول إن هناك جهداً كبيراً ومتابعة، وأيضا مغامرة للسباحة في بحيرة كثيرة هي عواصفها.
على كل لابد من شكر للمجتهدين في تحرير هذه المجلة والشكر موصول أيضا لقائد جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك.
ولابد لي أيضا أن أشكر د. نجاة الصايغ التي جعلتني أبحث عن المجلة، وللزميل القاص عبدالحفيظ الشمري الذي حفزني للكتابة.
الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved