إضاءة متحف د.نايف الجهني*
|
حينما تتسع الفضاءات للمبدع وتشتعل حواسه ركضاً خلف أمانيه.. تتورد لغته وينهمر الوعي بدوره على ذاكرته، فتبتل كما لو كانت غصناً طرياً يحمل طراوة كل هذا الكون، خاصة إذا أتاحت له الجهات ركضاً أنيقاً واشتعالاً يربطه بما حوله ويجعل رؤاه أكثر التصاقاً بالحياة والناس.. وهذا ما حدث حينما تلقينا أول قطرة من مجلتنا الثقافية ذات العبق المتفرد.. والنشر العابر إلى الأفق كغصن شيح.. في هذا الفضاء الذي اتسع لطرح أحلامنا وأصواتنا وتفاصيل منجزاتنا الإبداعية.. قرأنا الذي نريد.. والتجاوز الذي نريد، والحداثة التي تنفض عن أفواهنا غبار الكلمات المتشابهة.
فلهذا الجهد الكثيف.. أن يكثف روعته ولهذا العمل الواعي أن يسقط وعيه على كل المساحات ويخرجنا من نفق السير على آلية ثقافية واحدة والارتهان للحظة.. لا تمد للسماء سوى أطياف العتمة.
من هنا أتمنى.. كغيري من المثقفين أن نحتفي بمشهدنا الواعي هذا بوعي الصادقين.. ونجرد الأقلام من أغماد الرضا بالعادي.. رغم أنها تحمل الكثير من الأشياء غير العادية.. فالأمر مجرد حلم..!!
فرغم صغر حجمها وعدم اتساعها أكثر للمزيد من الركض المجنون اللا منتهي، ورغم تركيزها على تفاصيل معينة.. وأسماء معينة، ومشاهد متكررة أو مكرورة؟
إلا أنها كانت في نظر من يحلم بمنطقية واسعة وكافية في الوقت الذي ظلت فيه بنظر من يحلم باللا محدود واللا منطقي واللا مشروط واللا مؤطر.. بحاجة إلى امتداد جرئ.. واتساع يمنح العشب فرحته أن يكفن الجفاف بالخضرة والموت بالأنفاس الجريئة..
أتمنى أن تكون هذه الواجهة أقرب إلى النظرة الثانية كي تخلق لنا الاتساع الذي نريد والتفرد المستقبل بعينين مبتهجتين بالفطرة.. خاصة عندما وجدنا هذا التزاوج الأنيق بين ما هو إبداعي شعري قصصي، وبين ما هو إبداعي نقدي تنظيري.. فتح لنا أبواب الحضور في المشهد وصاغ لنا الألوان فصيحة وناطقة بالهم الثقافي الذي عشناه وما زلنا.. فالمجلة الثقافية بكل صورها وزواياها ونوافذها وأبوابها وحدائق اللغة الطازجة بها.. تبث في أوردتنا نبضاً لا حدود لها.. واستنطقت حماسنا تجاه الساحة الثقافية.. لنقول إنها المنبر الذي يمكنه أن يحملنا إلى فصول شاسعة أكثر.. وطرقات تأخذنا إلى أعالي الرؤيا.. والرؤية معاً.
* شاعر وأكاديمي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|