الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

نبض لا حدود له
زياد عبدالكريم السالم
دأبت الجزيرة ضمن منهجها المحافظ طيلة العقود الماضية على تكريس الآباء الرسميين وفرض سلسلة من العلامات الميتة التي ما انزاحت أبداً عن مساحتها الشاسعة حتى تحت ضغط من كابدوا للإطاحة بها أثناء فترات الانفراج المؤقتة، تحديداً الفترة التي استكتبت فيها الجزيرة مجموعة من المبدعين الذين احترفوا إضاءة الهامش (محمد العلي، علي الدميني، جارالله الحميد، فهد العتيق، مع بقية السرب)، لكن تلك الفترة المشفوعة بالقائمة المضيئة لم تستمر نظراً للارتهان الكلي للوصاية الأبوية التي استمرت ممارسة الاستقواء بفصيل من الأكاديميين التقليديين ظانة أنهم بالضرورة يمتلكون مفاتيح المعرفة، بناء على هذه الرؤية التسطيحية وبعد مداولات عديدة وتخبطات لا تحصى، خرجت الجزيرة بمتحفها الملون ذي الحلة الزاهية إلى النور، ولا ريب أنها خطوة تستحق الإشادة لو لم تعتورها إعاقة لا نستنكرها في ظل هكذا ظروف.
غير أنني لست بصدد وضع العقابيل أمام مشروع في طور التشكل، ولا أزمع عرض خرائط مقترحة على قارئ ذي مرجعية مكتملة ومحددة سلفا. حسب الاعتقاد الوثوقي القائم على تقديس الماضوية بكافة أشكالها المتكلسة والتي لا تفتأ تحجب آفاق المستقبل. وللتدليل على هذه الحالة، ينبغي الإشارة إلى الأسماء الخاملة التي التقطتها مجلة الجزيرة ولم تتورع عن اطلاقها طيراً شائهاً في مشهد غير معافى.
إن مجلة الجزيرة الثقافية بحاجة إلى تغييرات راديكالية جذرية حتى تؤسس لوعي ورؤية ينتميان إلى المستقبل لا إلى الماضي، ألم يعرف فرويد الثقافة ب(مجموع الإنجازات الفكرية والحضارية التي تفصلنا عن أسلافنا البدائيين). وإذا كنا نتفق على مساحة مشتركة من محاورها الاختلاف والتعددية والحوار الناجع، فعلينا أن نفتح ملفاتنا بشفافية كاملة طالما أننا نسعى جاهدين لتقديم اضافات نوعية على مستوى المشهد الثقافي العربي، من خلال اجتراح الجسارات في طرح أسئلة صادمة لم تمتهن من قبل، أسئلة غير مسخرة لغائية نفعية. هكذا نستطيع تجاوز المربع الأول مسلحين بالإدارة الصادقة للدخول إلى مرحلة نعلن فيها القطيعة المعرفية مع ما سبق. ولعل وجود الناقد المسكون بروح التمرد محمد الدبيسي ضمن فريق المجلة كفيل بإحداث انقلاب أبيض يقودنا إلى ضفة نستكشف في مرآتها طفولتنا من جديد، مثل ذاك الإنقلاب المفاجئ الذي ارتكبه في نادي المدينة الأدبي، حينما استقطب نخبة من المثقفين الهامشيين في مسابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المؤسسات الثقافية، حيث أنه اعتمد خطة تكاملية وبرنامجا معدا بشكل منهجي، لذا أتمنى على مجلة الجزيرة أن تمنحه صلاحيات واسعة، فهو كفيل بإضاءة بيت الموتى، وجعله صالة نابضة يهطل فيها الرقص.
بناء على ما سبق، وللوصول إلى الضفة الأخرى، لا بد من البدء بنسف (جسر التنهدات) والاستعاضة عنه ب(جسر التطلعات) إلى المستقبل.
ألم يقل قاسم حداد ذات حوار عندما سئل عن مرجعياته الثقافية والإبداعية: إني أتعلم ممن جاؤوا بعدي. وهذا هو سر التجدد.
الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved