الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

ما بعد المئة
عبدالرحمن السليمان
في مثل هذه المناسبة (المئوية) من عمر هذا الملحق الثقافي الهام في الساحة المحلية، هل أتحدث عن التاريخ وما حققته الصفحات التشكيلية في حركتنا الثقافية المحلية، أم عن ما هو مطلوب في مرحلة قادمة وهي مرحلة هامة بمعطياتها الجديدة وفي ظل انضمام فعاليات الساحة التشكيلية الى وزارة جديدة تخص الثقافة والإعلام؟
يأخذنا الحديث في هذا الجانب الى الدور الهام والأثر الذي تركه منذ عدده الأول، والفن التشكيلي في صحيفة الجزيرة وهو ما يعرفه معظم متابعي القول التشكيلي، يعود إلى أكثر من عقدين حققت فيها الصفحات دوراً تشجيعياً وإعلامياً لكثير من الفنانين والهواة، وكذلك للمؤسسات ذات الاهتمام التشكيلي، أرى أن الساحة التشكيلية بهذا الملحق وملاحق أخرى كتب لبعضها الاستمرار قد استضاءت بكثير من الآراء ووجهات النظر التي طرحها بعض الكتاب سواء المشرفين على الملاحق أو من خلال الفنانين أنفسهم والذين كانوا يطرحون وجهات نظرهم بحرية يتحرك فيها المحرر نفسه، أرى أن من أهم الطروحات التي نشرها هذا الملحق (الصفحات) هو تلك الملامسة المباشرة لأوضاع الساحة التكشيلية المحلية والتي هي في الواقع همنا جميعاً، فالحركة التشكيلية المحلية لم تزل تعاني من عديد الإشكاليات التي يتقاسمها الفنانون والمؤسسات ذات العلاقة، لقد وضع الزميل الفنان محمد المنيف يده على الجروح، ولا أقول جرحاً واحداً، عندما تناول بإسهاب واقع الفن التشكيلي المحلي، وهي ملامسة شفافة وصادقة، جاءت عفوية وبسيطة تعبر عن رأي عاش الساحة بكل إشكالاتها وعوائقها وكذا بكل ألقها ونجاحاتها.
الساحة التشكيلية الآن تعيش تحولا هاماً أرى من الأهمية الأخذ في الاعتبار مقدار ما يحققه الجانب الإعلامي فيها مع المتغيرات الدولية وبالتالي فإن الدور الذي يمكن أن تقوم به المطبوعات ذات العلاقة بالثقافة على وجه الخصوص هو دور مضاعف، وأرى أن صوتنا التشكيلي الخافت علينا العمل لإيصاله الى الشريحة الأعرض من الناس ومن الفنانين ومن المثقفين أيضا، ليس فقط على المستوى المحلي بل وعلى المستوى العربي على الأقل لأن النظرة إلى حركتنا التشكيلية لم تزل قاصرة، وان بدا نوع من التحرك على مستوى الخارج إلا ان ذلك لا يكفي، فالحاجة ضرورية لتكثيف هذا التحرك وان يمتد الدور الى المؤسسات الخاصة لنثبت مقدار وعينا بأهمية الثقافة في حياتنا العامة، ولأن الدور الثقافي يتفوق على جوانب أخرى عديدة لإظهار الصورة التي نريد أن يرانا عليها الآخرون.
هي صورة الوعي الممهور بالأصالة والتحرك وفق مكتسباتنا الحضارية، ومن هنا فإن دور الجهاز الإعلامي هو ايصال هذا الجانب الى العالم وهنا فإن إستراتيجية العمل المهني في هذا الإطار لا بد أن تتخذ صفة المواكبة والانحياز الى ما هو إبداعي وجديد، ويعبر عن العصر والزمان والحضارة، أرى انه علينا أن نعمل لزمننا ونسعى لإيصال ثقافتنا التي تحمل قدرتنا على العمل المواكب لكل المستجدات فالعقل السعودي لا يقل قدرة ولا وعيا عن أية عقلية اخرى سواء في المجال الثقافي بكل تفريعاته أو غيره من المجالات الإنسانية الأخرى على وجه العموم.
أتمنى أن تحقق الصفحات التشكيلية سواء في الجزيرة أو في غيرها خلال الفترة القادمة طموحات ساحتنا التشكيلية بفنانيها وبمؤسساتها ذات العلاقة، وان ندفع بعطاء مبدعينا الى الأمام، أن نؤكد على مقدار الخطورة التي يمكن أن يتركها اهمالنا للعطاءات الابداعية والمجيدة، أن نضع نصب اعيننا أن الساحة ليست بحاجة إلى أي من المجاملات الزائدة والعبارات الرنانة، وان نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا قبل الآخرين، أن تنبني ثقة بين المحرر أو الناقد وبين الفنانين والهواة وكذلك المؤسسات ذات العلاقة، وان يدرك بعض ممارسي الفن أن الأمر ليس بتلك السهولة التي يرون أنفسهم فيها وعلاقتهم بها .. ختاماً ان نضع نصب أعيننا جميعاً هدفاً هو خدمة ساحتنا وفنانينا وثقافتنا وبالتالي وطننا ليستمر صوته عاليا على كل المستويات.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved