الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

الثقافية بين (خطين)..!
سهام القحطاني

(قبل البدء) أشكر كل القائمين على (المجلة الثقافية)
* قيمة الأشياء لا تظهر إلا بقدرة تحمّلها.. فللأشياء طاقة وقدرة تحمّل، وعندما نحمّلها فوق طاقتها تنهار، أو أقلّ من طاقتها تعجز على تقدير قيمة ذاتها، لذلك اظن ان (الثقافية حتى الآن مشروع ثقافي لم يعبر عن حمولات طاقته كما ينبغي ان يكون. فالشاسع أكثر امتدادا من منطقة الاشجار، وهذا ما يجعل الصورة خارج الإطار مختلفة للرائي..!
فإذا أردنا ان نقيس فارق التغير بين (ثقافية 24ه وثقافية 25ه) سنكتشف غياب التغير المنهجي الذي له اثر في تشكيل منعطف تحولي في حياة (الثقافية)، وهذا ما جعلها تكرر ذاتها بمرادف آخر، (اعتقد ذلك)، ولعلي أخمن أسباب غياب هذا التغير المنهجي ل(الثقافية)، وهي تخمينات احتمالات خطئها اقرب من احتمالات صوابها للحقيقة، وكل حقيقة خارج المركز تظل نسبية.
* وقوع الثقافية في منطقة ما بين الخطين، الخط الكلاسيكي، والخط الحداثي، وهي الى الخط الكلاسيكي أقرب منه الى الخط الحداثي بفضل ثلة الكتّاب التقليديين الذين يسيطرون على صفحات الملحق، باستثناء السيد (محمد جبر الحربي) الذي يبدو أنه اختار في نهاية الأمر الكتابة من فوق الخط البارد، والسيد (عبدالله السمطي) الصوت الحداثي الوحيد في المجلة الذي استطاع ان يعلن بعض الضجيج في أركان حجرة المسكوت عليه، ولا أنكر ان ملف البوهيميّة للسيد (الزهراني) كان مفاجأة لكثير من القراء، ونقطة تحسب في صالحه وصالح المجلة، والذي ارجو ألا يتوقفا عندها، ويحاولا ان ينطلقا منها الى وضع منهج مغاير في طبيعة القضايا الثقافية المطروحة في المجلة، تختلف عن السائد. وهذا امر مهم في اضفاء خاصية التميز للمجلة.
ولعل الوسطية بين (الخطين) الذي تتبعه (الثقافية) منهجا قصد منه القائمون على تحريرها فتح المجال لكافة التيارات دون تحزب، لكن يبدو ان الأمور تحركت فيما بعد عكس المراد، ولعل خلف الأفق ما نجهله. مع أنني استطيع القول من خلال تجربتي الكتابية في المجلة وقبلها في بعض الملاحق الثقافية، ان (الثقافية) تتميز بسقفية عالية من الحرية التي تسمح للكاتب بالطرح الجريء دون ان تقحم مقصّ رقيبها، إلا لإبطال (فتيل القنبلة)..! وهذا ما يزيد دهشتي لغياب الصوت الليبرالي في المجلة، في ضوء توافر هذه الحرية.
* انحسار (الثقافية) بين أربعة أو خمسة محررين، وهذا ما يجعل لغة الخبر الثقافي ذات نبرة مكررة ووجهة النظر نحو الموقف الثقافي ذات لون واحد. ولعل هذه الاشكالية لن تحل إلا بتوسيع دائرة عدد محرري (الثقافية) سواء داخل الرياض او خارجها.
* غياب المحررة الثقافية عن المجلة، وهذا سبب قد يكون رئيساً لغياب تغطية المنجز النسائي في المشاهد الثقافية المختلفة، داخل المجلة.
* غياب (الثقافية) عن متابعة المشاهد الثقافية والمواقف الثقافية خارج الرياض، وهذه ليست مشكلة الثقافية أقصد (الأقلمة) بل مشكلة كل الملاحق، فالقارئ المتابع لملحق واحد عليه ان يطلع على جميع فعاليات المشاهد الثقافية في مناطق المملكة وليس منطقته فقط، وقد يكون مسوغ ذلك قلة عدد محرري المجلة مع ان هناك أخبارا عن بعض المشاهد الثقافية في بعض مناطق المملكة عادة ما ينوه بها في صفحة (أقواس).
* اعتقد أن (الملف) يحتاج الى إعادة النظر في منهجته، مع ان هناك ملفات كانت مميزة مثل ملف الماغوط، ومؤتمر المثقفين، أما الملفات التي تتناول شخصيات، فأظن انها اصبحت تنحى منحى عرض ذكريات الكاتب مع صاحب الملف، وهذا أمر جميل، انسانية العلاقة، فهي جزء نابض بقيمة الثقافة الحقيقية، لكن احيانا تغلب الانسانية، وخاصة ونحن شعب مجامل من الدرجة الأولى، على موضوعية الكشف الحقيقي عن القيمة الثقافية لصاحب الملف ودوره في المنجز الثقافي الوطني. لذا ارى من الافضل عند تناول أي قيمة ثقافية ان يوكل لعدد من الكتاب مهمة قراءة بعض الاعمال الثقافية لصاحب الملف وعرضها، ليطلع القارئ على منجزاته الثقافية، وهو المهم والإثرائي.
* (غياب) المرأة من ملفات الثقافية، وأنا أقول غياب من باب حسن الظن ولا أقول (تجاهل)، فلدينا رائدات في مجالات الثقافة السعودية، سواء في الأدب أو الفن التشكيلي او في اي مجال الاجتماع او أي مجال إنساني، وعلى مستوى آخر، فالثقافية تتميز بجوانب متعددة.
* افساح المجال للرأي الآخر، حتى لو لمس النقد طاقم التحرير، وهذا بدوره يبني علاقة ثقة بين القارئ والقائمين على المجلة.
* استضافة الأقلام العربية المميزة التي حقيقة أثرت المجلة، مثل الرائع عبدالسلام العجيلي، والدكتور أحمد برقاوي.
* نضوج القسم التشكيلي في المجلة، فقد أثبت أنه قادر على التجديد الدائم وتغطية المناسبات المختلفة، فهو يقدم وجبة مفيدة وغنية سواء للمهتم بهذا الفن او متذوقه، فأنا شخصياً معجبة بالطريقة التي يقدم من خلالها هذا القسم، ومعجبة بزاويتي (صدى لون، وميض)، وأشكر القائمين عليها.
* المستوى الفني الرفيع لإخراج المجلة، بل واحسب ان البطل الحقيقي للمجلة هو المخرج الفنان، الذي يقدم لنا اسبوعيا تحفة فنية تبهرني ابتداء من رأس الغلاف، حتى أقدام الصفحة الأخيرة، فتحية شكر وتقدير للحس الراقي لمخرج المجلة.
* تتميز مجلة (الثقافية) بميزة مهمة، وهي ان طاقمها من الشباب، وهذا في ذاته، يعني انها بين أيدٍ ثائرة ومتمردة، وتسعى الى الخروج من بين الخطين، لكن من يقمع فوهة الثورة، ويسلسل أطراف التمرد؟؟ (سؤال بريء جداً)..!
* وأخيراً.. تظل الأشياء قادرة على النضج وتجاوز خطي الوصاية والقمع، كلما تحررت من سلطة تحديد (مواصفات الجودة) التي نستعمر بقانونها البشر والأفكار والأشياء..!
الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved