الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

الشعرة بين (الصحافة) و(الثقافة)
أحمد عدنان *
ربما يتذكر المتابع، الرسالة التي نشرت في العدد الثاني أو الثالث من (الجزيرة الثقافية)، التي أرسلتها باسم رئيس التحرير مهنئا على الإضافة القشيبة التي أهدتها (الجزيرة) الأم لقرائها من جهة، وللساحة الثقافية الشاكية من قلة المنابر الحية من جهة أخرى.
اليوم، وبعد مرور 100 عدد، اجدني من موقع المحب والزميل، اكتب عن (الثقافية) تماهيا بين التصور المثال، وبين الواقع الماثل بجهود أبنائها إبراهيم التركي ومحمد الدبيسي، ودعوني اعترف بدءا.. لا توجد فوارق مزعجة. ومع هذا فإننا حين نتحدث عن الصحافة الثقافية، في العالم العربي على وجه العموم، وفي المشهد السعودي على وجه الخصوص، تبرز الشعرة الفاصلة بين (الصحافة) و(الثقافة)، ويسقط القائمون على الملاحق أو الصفحات الثقافية، في فخ تقديم العمل الصحفي الذي يرضي أهل المهنة ويستوعبه العامة، أو الاكتفاء بنشر مجموعة من الأوراق الثقافية المبوبة فننال رضى زملاء الإبداع والنقد، في (الثقافية) حضرت الصحافة على استحياء، وانتصرت الثقافة بصخب، لتكسب (الثقافية) قلبك مثقفا، وتكتفي بطلب الود صحافيا وكفى!
الإخراج في (الثقافية) عمل إبداعي يضاهي ما يخطه أدباؤها فيها، وتكوين (الدبيسي) لوحة أسبوعية يكتبها عن شخصية يحبها شخصيا أو نتاجا أو كليهما، فيجبرك على الذوبان معها من منظاره، ولعل الملفات التي تأسرنا كل شهر مع أديب قدير أو ناقد فذ، هي العلامة الفارقة للمطبوعة الوليدة، وان طالب البعض أن تكون تلك العلامة، أكثر منهجية وتنوعا بين المناطق المختلفة للبلاد، ولا يفوتني في السياق نفسه أن احيي (الثقافية) على الوفاء الاحتفاء السنوي بعبد الله عبد الجبار ومحمد العلي، وهم المغيبون عن المطبوعات الصادرة على مقربة منهم!
لا شك أن النص الإبداعي بحاجة إلى حضور اكبر، أما الشباب الباحثون عن رنة اكثر تسامحا واتساعا للحوار والتفكير، لم يجدوا الاهتمام الكافي من (الثقافية)، وهذا يجرني للحديث عن هوية (الثقافية)، لا شك أن التنوير، هو المبدأ الأساس الذي قامت عليه (الثقافية)، ولكن الملاحظ أنه تنوير يتحرك في إطار المتاح دون الطموح إلى كسب فضاءات ابرح للتعبير عن المبدأ.
ربما لن تكون الملحوظة الأخيرة عيبا، لو عرفنا انه ثمة قطبين للتغيير قطب السيل الذي يجرف الأبيض واليابس وقطب النهر الذي يتحرك بهدوء حتى يصل للمصب دون ضوضاء أو خسائر!
التأكيد على مسألة الشباب، وقضية التنوير، هو تأكيد على المستقبل، وعلى المصالحة بين القديم والحديث، وبين الماضي والحاضر، و(الثقافية) مؤهلة لأداء مثل هكذا دور


* صحفي سعودي
wddahaladab@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved