الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

علها تكون آخر مرة أستكتب فيها
محمد حبيبي *
وودت، في البدء، لو كان تقييم تجربة (مجلة الجزيرة الثقافية) مبنياً على استطلاع، أو استفتاء مكون من عدة أسئلة تتناول كافة المواد المنشورة بالملحق.
لأن ذلك أجدى بتصوري من الكتابة الإنشائية التي لن تبرأ في أي حال من الأحوال من المجاملة.
استناداً إلى قول الشاعر :
(ودارهم ما دمت في ديارهم
وجارهم ما دمت في جوارهم)
فمن شأن هذا الاستطلاع أن يقيم الزوايا والأعمدة، والموضوعات، وفق مستويات جودتها، ووفائها بالغرض المنشود منها، أو حتى عدم أهمية بعض المواد
لن أنهج نهج المجاملة (على الأقل لأن الكتابة هنا ليست مدفوعة المقابل).
رغم أن مثل هذه المحاور الصحفية، هي وحدها من يخرج الملحق من رتابة المواد (المتوقع ظهورها سلفاً) هذه المواد التي ليس بها نكهة العمل الصحفي مطلقاً.
ثمة زوايا وأعمدة أشبه بمستوطنات مزاجية وذوائقية ل(كتابها)، ولا يدرى متى ستنعم بالاستقلال من هذا الاحتلال الدائم.
والنقطة الأخرى، أن تكريم بعض الشخصيات الأدبية، الذي يتم بتكريس جانب كبير من صفحات المجلة للحديث عن هذه الشخصيات وهو أمر يُحمد للملحق كفكرة ينهض على مقدار كبير من العشوائية.
عشوائية الاختيار التي ليس لها مقاييس محددة، وعشوائية الاستكتاب.
وتبدو المسألة أحياناً كثيرة أشبه بموضوع (تعبير) عن شخصية محتفى بها، تتناوب الأقلام في تمجيدها دون أن تخرج بمعلومة مفيدة وجديدة من ذلك الكم من المقالات والصفحات وسيكون هذا العمل (مرجعاً علمياً مهما) لو دعمت هذه الكتابات بإعداد جيد ينهض على عدد من الجوانب من أهمها:
1 لقاء حيّ مع الشخصية (المكرمة)، يكون فيه المحاور قد استعد جيداً للحوار التفصيلي (الذي يقدم جديداً) عن نتاج الشخصية وليس على طريقة الحوارات التي أغلب أسئلتها مجانية ومكرورة كسيطرة الرواية مقابل انحسار الشعر وشرعية قصيدة النثر ...إلخ هذه الاسطوانة المملة.
2 التعرف على البحوث الجامعية (الرسائل العلمية لطلاب وطالبات الدراسات العليا) المنجزة عن الشخصية، واستكتاب أصحابها، لأن أغلبهم من غير المعروفين، فهؤلاء سيقدمون عصارة تعبهم على دراسة نتاج الشخصية لسنوات.
إلى جانب الاستعانة بمراكز البحوث، التي تقدم عشرات العناوين المطروقة في الموضوع الواحد وما أكثرها ولكم يستاء القارئ المختص من أحدهم أكثر من مرة وهو يقدم لاسمه بأعلى الألقاب في الوقت الذي يقدم فيه أوهى كتابة إنشائية عن الشخصية المحتفى بها، وكل معلوماته التي قدمها (تعداد نتاج الشخصية كمّيّاً)، وحديث عام، يمكن استنساخه دون أدنى تغيير في مناسبات أخرى.
خلو الملحق من القضايا الجوهرية، التي ينبغي مناقشتها بغية التوصل إلى حلول لها، أو على الأقل وضعها تحت المجهر.
مقابل المبالغة في طرح قضايا (غير مهمة) تطرح على حلقات كالقضية التي طرحت مؤخراَ عن (البوهيمية).
فما شأن كقارئ بالتعرف على البوهيمي (وهو الشخص غير المنضبط وغير المنظم حياتياً واجتماعياً) حتى وإن كان مبدعاً.، وكم بوهيمياً لدينا ؟!! لتقدم القضية، وكأن شأننا الثقافي قد عولجت كل جوانبه ولم تبق سوى هذه القضية المطروحة كأمر مسلم به.
هل انتهينا من طرح مسائل (انحسار الجماهيرية عن الأنشطة الثقافية المنبرية)، و(أنهينا مسألة سوء توزيع الكتاب لدينا)، و(عدم وجود مؤسسة طباعة وتوزيع جيدة تقطع سفر الكتب للخارج)، (وقضية الرقابة الجاهلة)، أعني جهل مندوبي الإعلام بالمنافذ والمطارات، الذين يصادرون كتباً، تعبنا في البحث عنها، ويقلبون صفحاتها في معيارية انتقاء حبات البيض ما بين سليم وفاسد... وقضية (مناهج الأدب المعاصر الفقيرة في مناهج كلياتنا وجامعاتنا وطرق تدريسها العقيمة، التي لم تعترف حتى الآن بتدريس الرواية مثلا، والتي تدرس الأدب المعاصر من خلال نماذج لأعلام معظمهم متوفون)، وكثير من القضايا الأخرى.
ثمة أمور أخرى ككثرة الزوايا في الصفحة الواحدة، حتى ليخال من كثرة تداخل الألوان وأشكال الأعمدة والزوايا أنك أمام لوحة تشكيلية، قلة تقديم تغطيات لأهم المناشط الثقافية المقامة في المؤسسات الثقافية، التي لا يعفي الملحق من النهوض بها، لكونه أسبوعياً، فالتغطية المختصة الموسعة مهمة، تلك أبرز السلبيات التي أمكن تذكرها، على أن ذلك لا يلغي، أو يقلل من الإيجابيات الكثيرة التي سيكون تعدادها نقضاً لما صدرت به هذه المقالة، والأهم من ذلك كله، أن يثبت الملحق سنوات، وسنوات، وأن يقاوم عوامل التعرية، والتصحر الأدبي والثقافي، وأن يكون قابلاً للتجديد والتطوير.
وآخر ما يمكن قوله : هو : كان الله في عون القائمين عليه وعلى تعنت بعضنا.


* شاعر وأكاديمي مختص في الأدب السعودي

الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved