الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th April,2005 العدد : 100

الأثنين 25 ,صفر 1426

المئوية المتفردة
د. علي بن محمد الرباعي
عندما خرجت هذه الدرة (الخربزية اللون) من رحم الجزيرة (الأزرق) ذات صباح تراهن الرفاق على استمراريتها من أفولها! ولم تشأ أن تطيل عليهم لحظات الترقب وساعات الانتظار، فقد كانت الكلمة لها حين نمت تحفها مشاعر تتأرجح بين القلق والرضا، قلق على الحلم الجميل، ورضا عن ملامح البدايات، وكبر الوليد بثقة وترعرع بين أحضان المبدعين بطمأنينة لينمو بهم ولهم، هذه هي الثقافية التي طالما تطلعنا إليها وترقبنا بشوق ظهورها، جاءت على مستوى الأماني حين لم تعترف بالشللية المعتادة!! ولم تغرم بالأصوات الناعمة على حساب الخشن من الأقلام؟! منحت بدايات الشباب فرصة فمكنتهم من إيصال حصاد الأنامل لجوع العيون!! وربطتهم برباط فكري مقدس لينشأ جيل جديد يتربى في أحضانها ليرد الوفاء للجزيرة بأكملها، نجحت في غرس المودة عن بعد!! وبناء الثقة بجد لم تعتمد على اللامع من الأسماء، ولم تطرب للمتبرج من القول!! ولدت الثقافية كالفاتن الطروب تشعر كل معجب أنها كتبت له إلا أنها تتأبى على الكل لأنها أم، أو ابنة الجميع لا تؤيد الاحتكار ولا تفضل التحزب، لذا فقد أغرمت بها من أول نظرة، وعلقتها من تواصل مرة!! وحدثتني النفس الطموح أن أراودها بأبيات اعتورها الخجل في أدراجي وكان أن قبلت الاقتراح وإن أودى بها وبي للافتضاح وبعثت مشاركتي الشعرية الأولى لأجدها بعد أسبوع ترفل متبخترة في ميدان (النصوص) ولم أكن ساعتئذ قد عرفت سعيد الدحية ولا شرفت بإبراهيم التركي ولا تواصلت مع عبدالحفيظ الشمري!! وسررت بهذا الاحتفاء بمشاركة من (نكرة)!! قبل أن يتقدم الخطو للتتلمذ على الأساتذة في الثقافية.
عرفت حينها أن الجماعة مختلفون، فهم لا يقيمون النصوص باسم صاحبها ولا يهتمون بمركز ولا مقام باعثها فالناس عند هؤلاء القوم سواسية والإبداع يفرض نفسه وكما يتعلق الغر بضرع الحنو غدوت أرمق ببصر وبصيرة الانتظار هطول الفاتنة صبيحة كل اثنين وكم جرعنا الموزع من غصص ونحن نترقب الواعدة الجميلة فلا تصل!! لنتذكر الشاعر المتحرق شوقا وهو يقول:
ما أنت والوعد الذي تعدينني إلا كبرق سحابة لم تمطرِ
ومرت سنة وكانت دوحتنا تخضر وأفياؤها تمتد وجناها يطيب وجاوزت مرحلة لتبدأ أخرى كانت فيها سفينتنا تمخر العباب وتتخطى الأثباج بثقة واقتدار وها هي ذي تقترب من عامها الثالث وهي تحتفظ بنضارة الشباب وملامح الفتنة وعلى وجناتها نتصفح خارطة وطن وجغرافية بلاد هي نحن ونحن هي.. لم تتنكر لمن يسكن جبال الجنوب ولم تبخل على شيخ يقطن الشمال ولم ترفض إطلالة القادمين من ساحل الشرق أو ضفاف الغرب.. إنها الميناء والمرسى الذي لا ينسى رواده ومرتاديه، تحفة النوارس البيضاء من كل جانب.
كلنا هنا وكلها لنا«الثقافية»، من ينتمي لنجد ومن ينتسب للأحساء أو حائل تتقاطر الأحرف عذوبة من صوب القصيم وتمتد الجمل شموخا من جازان غدونا بها أحبة من تبوك لعسير ومن الباحة لعرعر ومن الطائف للقطيف أربعة وعشرون صفحة بها نبض الحرمين ونسائم البحر والخليج، لغة جديدة ومتجددة، ونهر نرجو خلوده طاب نبعه فطاب مذاقه واتسع مخرجه فاتسع مصبه، معها شمخت بأستاذي علي العمير وتهجيت صومعة البواردي وتخطيت الخطر على جسر الصافي وصعدت الجبال متشبثا بيد عبدالله الفيفي واستعدت وجه صديقي صالح زياد، وحسبي بهذا من مكسب به أفاخر وأجاهر!! هنا ترتقي بمحمد الدبيسي وتلتقي بالرصيص والمنيف والقحطاني والخربوش ونساء لا تحضرني أسماؤهن إلا أن عبير بوحهن يملأ أرجاء الوطن أريجا وحسنا، يا أعمدة الثقافية إن كنتم شارفتهم على بلوغ القمة فذاك في عرف الطموح من أبجدياته، ويبقى الأشق والأشقى وهو (آلية المحافظة على القمة) وأنتم أهل لها لقد سعدنا بكم وأنتم تفتحون الملفات الساخنة وتقاربون البؤر الحرجة ولا زال الجسد المليء بالاحتقان يئن على أمل يحدوه بزيارة المشرط لينفس عنه والمواضيع الشائكة لم ولن تنتهي، ومبضع الجراح خير شاف بإذن الله.. مئة عدد عشتم مثلها بل ضعفها والحاديان سلامة وصواب.
الصفحة الرئيسة
المئوي
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved