الارتواء اكتفاء.. ونحن ضد الاكتفاء
هدى بنت فهد المعجل *
|
(يؤرقني هاجس العمر) غازي القصيبي.
الكاريكاتير بين الحرية والتعقل.
المسرح قرار اجتماعي لم يكتمل.
المملكة الخامسة عالميا في المخطوطات.
هكذا.. كان يرقد (ظاظا).
كانت تلك عنوانات غلاف (المجلة الثقافية) ليوم الاثنين 30 من ذي الحجة 1423هـ، 3 من مارس 2003م العدد الأول، السنة الأولى.
وصورة للشاعر الروائي الوزير الدكتور: غازي بن عبدالرحمن القصيبي..!!.. فكيف سيظهر لنا غلاف العدد المئوي اليوم الاثنين 25 من صفر 1426هـ 4 من أبريل 2005م، حيث الغلاف بوابة تغري لولوج دهاليز القصر الشامخ.. أو التراجع حين عدم اهتمام (سيد القصر) بانتقاء بوابة تنم عن ذائقة فنية رفيعة وباذخة، وإن شمخ القصر!!.
العدد الأول أقبل بثقة وشمول وتنوع.. في لحظات كنا بأمسِّ الحاجة لملاحق ثقافية نرتشف رحيق عسلها.. ونتناول فواكهها ثمرة، ثمرة.. ونعب من نهر لبن وماء جار لا ينقطع أبدا.. لا لنرتوي!! بل لنظمأ..!! فالارتواء اكتفاء.. ونحن ضد الاكتفاء.. لأننا نرى في الطمع اتساع معدة الجوع.. ونراه رداء إن نزعناه شتاء جمدنا الصقيع.. أو صيفا احترقت، بسموم القيظ اللافح، أجسادنا.
احتضنا العدد الأول بما احتفظ بين قضبان أضلعه اللينة من نثر.. ونصوص قصصية.. وشعرية.. وقراءة نقدية.. وفنون تشكيلية.. ولقاءات.. وبعنوانات صفحاته: (الثالثة أقواس شعر فضاءات نصوص قضايا حوار تشكيل المنتدى كتب الملف مسرح ورقيات ذاكرة ومداخلات).
استمرت المجلة محتفظة ومتمسكة بعنوانات صفحاتها تلك.. ولم تؤثر على المحتوى السائر نحو التجدد والتطور (على استحياء واجف) عددا تلو العدد.. وتكفل المجلة بين عدة أعداد بتكريم رموز ثقافية مخضرمة، فاحتفظت لنفسها بميداليات السبق الصحفي الذهبية.. والفضية.. والبرونزية.
كان آخر عدد تصفحته قبل مكاشفتي هذه العدد (99).. لم يختلف كثيرا عن العدد الأول.. ولن يقلل عدم الاختلاف من مستوى المجلة، طالما أن طاقم التحرير تمكن من الحفاظ على مستوى الملف دون تناقص أو نكوص للخلف.. والتمسك بالمستوى منذ أول عدد صدر مكسب ونجاح بحد ذاته.. ومع العدد المئوي آن لنا أن نفصح عن بعض من أمانينا وتطلعاتنا المستقبلية المتواضعة.. والتي منها الرغبة في استكتاب من أمكن استكتابهم من مثقفي ومثقفات الوطن والخليج العربي البارزين الفاعلين.. للوقوف على نتاجهم وفكرهم وثقافتهم، وعدم حصر المجلة في نطاق أسماء وتيار ثقافي وفكري واحد.
انتقاء من النصوص القصصية والشعرية ما هو قمين بالنشر.. فلا يكون هدف التحرير ملء فراغ معطى دون إبداع يرضي غرور الفراغ قبل غرورنا!! بجانب إمتاعنا بما استجد من نصوص لمثقفين عرب وخليجيين.
أيضا نفتقد وجود أدباء قلمهم يقطر ثراء كجاسم الصحيح.. وناصر الجاسم.. وعبده خال.. وزينب حفني.. وهيفاء بيطار.. وغيرهم نجوع بهم ونعطش.
ثم والمجلة في عامها الثالث، ألا تود استبدال هندامها بهندام ثان أنق وغلاف سميك.. بحجم أصغر.. بالإضافة إلى ضم محتوى أعداد كل سنة في كتاب للحفظ والتأريخ.. وليسهل الرجوع إليه.. وماذا لو تكفل في كل عدد ناقد أكاديمي بقراءة النصوص المنشورة في عدد سابق لتتضح الصورة السليمة حين كتابة الأديب لنصوصه.
بوجه عام، ملامح الأعداد من (1) حتى (99) لم تختلف كثيرا.. ونسبة التجديد لا بأس بها.. فماذا لو أتى الاحتفال بالعدد المئوي استشرافا لنقلة ثقافية وأدبية وفكرية مبتكرة.. وإخراجاً للمجلة أروع وأميز.. وأسهل للفهرسة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
