Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
الملف
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 

العقل الراشد
د. إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

 

 

** لا تحتاجُ لأن تعرفه كي تألفه، غير أنك تحتاج إلى أن تقرأه لتدرك عمقه، وتستمع إليه لتتبين مبدئيته..!

** تأخُذ قضاياه -حيث يؤمن بها- مدىً معرفياً ذا إطار ومسار، لا يقبلُ المهادنة حوله أو التنازل عنه، ولديه مقدرةٌ على أن يجعل مخالفه يعيد التفكير في مواقفه ؛ فأبو بسام هادئ، متريّث، مثلما ممتلئ، متمكن، يملك المقدرة على الإقناع كما الإبداع مع الإمتاع ..!

** تعشق المتنبي لدرجة لا ترى معه شاعراً، ثم تستمع إلى (الدكتور) فتعيد النظر، وكأنك لم تمرّ (بالصاحب وأصحابه) ممن حاولوا ألا يبقوا لأبي الطيِّب ذكراً ولا شكراً، وتخرجُ متأملاً إمكانات رجل قادر على أن يُحيِّدك قليلاً فلا تندفع في تضادٍ تصادمي مع رؤيته المتناقضة مع رؤاك إذ تعرف يقيناً أنه يُمارس اقتناعاتِه دون إملاءات خارجية أو دوافع ذاتية غير موضوعية مثلما صنع حُسّاد عظيم الشعر العربي، ولا يهمنا،بعد، إن رأوه مرتزقاً، وصولياً ؛ فلنا شعره ولاشأن لنا بشعيره..!

** هذا فيما نظنّ أن لنا فيه موقفاً أو توقفاً حتى إذا حاضر في الدائرة العلميّة والفلسفيّة أجاد وأفاد، ووجدنا معه قوانين نيوتن الثلاثة في الحركة وقانونه في الجاذبية وقوانين الحركة الحراريّة، تتحول إلى نتاج فكري قابلٍ للقياس والتجربة والمجادلة خارج دوائر الفيزيائيين، وهذه واحدة من أهم الإضاءات التي تشير إلى التحول المنهجي في الفهم والإدراك والوعي الإنساني الذي قاد العالم إلى العلم وخلّف من شاء اجتراراً أو ناح على طلل..!

** ميزة أبي بسام أنه قارئ متعمِّق في التراث الفلسفي الإسلامي، ولا يعنيه (توماس الأكويني) بقدر ما يحيل إلى (أبي الوليد بن رشد)، كما لا يقف عند كوبر نيكوس وغاليليو وفولتير وديكارت وهيغل وآدم سميث وروسّو دون أن يقرأ معها (العقل المنطلق) في تماهٍ تراثي وحداثي، ومع إيمان بأن التأريخ سلاسل متصلة لا تعودُ إلى الوراء بل تقود الموجة أخرى، ويكتمل الطريق بطرق، ويتقدم العالم إلى مستوياتٍ تصاعدية جديدة لا تأذن بالالتفات وتفكر في الآتي من الوثبات..!

** هكذا فهم صاحبكم أبا بسام، أو اقتنع بفهمه، ليبقى هذا الرجل جديراً بدراسات ربما يفتح الملف نوافذ إليها..!

* العقل هو الحل..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة