Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
الملف
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 

راشد المبارك
مرزوق بن تنباك

 

 

راشد المبارك: رجل تعرف الناس به وتعرف الناس عنده.

لك أن تصف أحداً بأنه أديب وشاعر وناقد، وتصف آخر بأنه حافظ وراوية ومجود وثالثاً بالفيلسوف المتأمل الناظر بالمقدمات والمراقب للعواقب، ورابعاً معمم وعارف بعلم الطبيعة ومحيط بها، وستجد شجاعاً في الرأي صُلب في المواقف قوي في قول ما يعتقد، وستجد صاحب رؤية مستغلة وبديهة حاضرة ومعرفة ترصد الأحداث وترتب النتائج على أسس من وعي متأمل في المقدمات، هذا في الجانب المعرفي الناجز.

أما في الجانب الاجتماعي فإنك واجد لطيف المعشر طيب السجية قريب إليك متى عرفته مهتم بك حيث كنت، وستجد الصديق الذي لا يغفل حقوق الصداقة، وفي الجانب الإنساني فستجد من يسخر مكانته في المجتمع وصلته بالناس وشفاعته عند من ينذرها لخدمة قضايا أهل الحاجات وحمل همومهم وإن لم يعرفهم ولا تربطه بهم إلا حاجتهم إليه.

أما إن أردت واحداً يجمع كل ما لدى هؤلاء فلن تجد إلا القليل النادر، ومع هذه القلة والندرة ستضع راشد المبارك في أول القائمة ولن تتردد لحظة إن كنت قد عرفته في مجلس أدب أو رواية شعر، أو في معترك رأي علمي أو فلسفة فكرية أو في قضية أمة وهموم مجتمع، ستجد أن هذه القضايا كلها شأنه الذي لا يفارقه لحظة ولا يشغله غيره عنه وإن كثرت المشاغل، وتلك صفة لا تجدها إلا في المعدن الأصيل الذي لا يستطيع الصبر عليه إلا من قويت نفسه وكبرت همته بمقدار حبه للناس وما جبل عليه الطبع وليس التطبع في معايشة للواقع بحس لا يحيد عن فضيلة العمل واستمرار الجهد من أجل هذه القيم التي توقده حماساً وانقطاعاً إليها مع ما تجلب لنفسه وراحته من عناء لا يحتمله إلا من رزق حب الفضيلة وحب الناس ومع ما في طبائع بعض الناس من الإهمال والنسيان عندما تشغلهم الحياة بأعبائها عن بعض الواجبات، فإن راشد المبارك لن يشغله شيء عن واحدة من كل ما أشرت إليه آنفاً ولن تجد له موقفاً يناقض سجية الكريم، عنده قد يعرف المرء زملاء في العمل وجيراناً في السكن ومعارف في الوطن، أما عندما يعرف راشداً فسيعرف الناس كلهم بالمعنى الحرفي للكلمة فبيته وندوته دارة دائمة للناس ولعلية القوم دعامتهم، وقلّما يصل الرياض مفكر أو أديب أو سياسي في الوطن العربي والإسلامي لا يكون له نزل في بيته وحضور في مجلسه وحديث في ندوته، وهذا ما يجعل المرء يعرف الناس به ويعرف الناس عنده.

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة