Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
الملف
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 

البُعد الفلسفي في شخصية راشد المبارك
علي بن سعد القحطاني

 

 

اختزل الفيلسوف الجزائري المفكر المعروف الدكتور محمد أركون تاريخ الفلسفة في شخصية ابن رشد عندما أشار في إحدى محاضراته الثقافية إلى أن الفلسفة توقفت بوفاة العالم الجليل ابن رشد الحفيد المتوفي عام 1198م ولم تُعنَ الساحة الثقافية بالفلسفة منذ ذاك الحين حتى وقتنا المعاصر، مع العلم أنه ما زالت تدرس أفكار ابن رشد وأطروحاته العلمية في كثير من صروح العلم والجامعات بالغرب.

ومن بين الذين تظهر الأبعاد الفلسفية بجلاء ووضوح في أطروحاتهم العلمية في ساحتنا المحلية الدكتور راشد المبارك الذي يلقب بابن رشد الصغير، وأحيانا يوصم بأنه (مصطفى محمود). والدكتور المبارك من أوائل الأكاديميين السعوديين الذين تخصصوا في علم (كيمياء الكم) الذي يعرف بأنه كيمياء الكم أو فيزياء الكم أو آلية الكم بصفة عامة، وهو فرع من الرياضيات يعالج الجسيمات الدقيقة جدا وهي جسيمات ذرية وما داخل الذرة من نواة. نشأ المبارك في أسرة علمية عرفت بانشغالها بعلم الشريعة واللغة والأدب منذ 300 سنة، له ولع واهتمام وشغف بالفكر والفلسفة وتتلخص رؤيته الأخيرة في كون الفلسفة هي عطاء العقل بأوجه نشاطه عن الكون والحياة، ويؤكد دائما في محاضراته التجانس والتعالق ما بين الفلسفة والعلم، ويرى أن الصلة بين الفلسفة والعلم بدأت منذ كتاب بيكون الجديد الذي هدم من خلاله الفلسفة اليونانية. تتسم ذاكرة الدكتور راشد المبارك بالموسوعية ويغلب على أسلوبه الطابع العلمي من إيراد المعلومات وذكر الحقائق. صدر للدكتور المبارك في السنتين الماضيتين كتابان، أحدهما: كتاب (التطرف خبز عالمي) والآخر (أوراق من دفاتر لم تقرأ).

والكتاب الأخير صدرت الطبعة الأولى منه في القاهرة عام 1995م وقامت بتوزيعه مكتبة مدبولي هناك إلا أن هذا الكتاب - كما جاء في المقدمة - نشر ولم ينتشر، فقد اختفى من الأسواق بعد ثلاثة أو أربعة شهور من ظهوره ثم أعيد طباعته للمرة الثانية خلال العام المنصرم، من أهم فصول الكتاب: (من صور الجذوة والخمود في فكر المسلمين)، و(المتنبي ليس شاعرا) و(الفريضة الواجبة الغائبة) وقد قام بتقديم الكتاب فضيلة الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله.

وتعتبر أحدية راشد المبارك من الصالونات الثقافية المهمة في ساحتنا المحلية بل وعلى امتداد وطننا العربي، وما يميز هذا الصالون هو ديمومته واستمراره في الحدث الثقافي؛ إذ بدأت الأحدية إصدار جدول بالفعاليات الثقافية المقامة طيلة العام الدراسي توضح فيه من خلال التواريخ عناوين الندوات وأسماء المحاضرات، وتتسم تلك الأحدية بثرائها المعرفي وتنوعها واحتفائها بالرأي الآخر ومدى اتساع دائرة الحوار فيها.

وكم بودنا ونحن نحتفي بهذا الصالون المبارك في عامه السادس والعشرين أن تحتذي بعض الصالونات الأخرى حذو هذا الصالون من حيث الديمومة وتفعيل الحراك الثقافي بالأوراق المهمة واستضافة ذوي الرأي والفكر المستنير.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة