Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
الملف
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 
الأحدية
د. عبد الله بن أحمد قصاد العمري*

 

 

اسمه راشد المبارك وله من اسمه نصيب، فهو راشد ومبارك كما أحسبه والله حسيبه. عرفته منذ سنوات من خلال منزله العامر وأحديته الرائعة. هو لا يعرفني قطعاً وبالتالي ستكون شهادتي فيه غير مجروحة. أحضر أحديته كلما أحسست أن الموضوع المطروح فيها يهمني وأني سأستفيد شيئاً جديداً يتناسب مع ثقافتي وميولي، وأكتفي بالسماع فقط إلى الملقي وإلى المداخلين باعتبار غيري سيكفيني المؤونة في ذلك.

وتظهر شخصية الدكتور راشد المبارك على تلك الأحدية بما يضفيه عليها من أدبه الجم وخلقه الدمث، يستضيف فيها من شتى الأطياف والتخصصات، ويجمع فيها بين المتحدثين في علوم الشريعة وعلوم اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية والبحتة والطب وعلم النفس، والشعر، وشؤون المسلمين في العالم، وما يهم الأقليات والتيارات الفكرية والأدبية بأنواعها. وتتاح الفرصة لمن يريد المداخلة أو التعليق في جو أدبي راقٍ بعيداً عن التجريح أو الاتهام. وللدكتور راشد المبارك فضل التدخل والتوجيه عندما تشذ فكرة أو تشطح عبارة أو تظهر جفوة. فإذا تكلم كأنه المعلم في فصله ينصت إليه الجميع ويستفيد منه الجميع وكأنه قد أخذ من كل فن بطرف فيوفي الفكرة حقها بأسلوب هادئ رزين وبلغة سليمة من الأخطاء وبمعلومات تدهش الحاضرين حتى أنك تود في بعض الأمسيات أنه كان هو المتحدث الرسمي عن الموضوع المطروح لا قصوراً في الملقي ولكن لقدرة الدكتور راشد على الإبهار في ذلك الفن.

إني والحضور نستمتع بحديث الدكتور في مجالات الأدب شعره ونثره كما نستمتع به في حديثه عن مجالات العلوم البحتة، كما ذلك في مجالات حقوق الإنسان وقضايا المسلمين، كما ذلك في شؤون الحياة الأخرى المتعددة.

إنك تجلس معه فتقول -لما حباه الله من التواضع والخلق- لن يتحدث في شيء فإذا تكلم تحدث عن كل شيء مما يعيد إلى الذاكرة عباقرة الأمة السالفين الذين كانوا يبحرون في كل بحر من بحور العلم والمعرفة وفي كل منها يجيدون التجديف وإدارة دفة السفينة.

إن الوفاء بحق الدكتور راشد المبارك لا يقال في عجالة كهذه ولكنها رؤية محب وخاطرة صديق وفيٍّ وإن لم يعرفه صديقه تمام المعرفة.

متع الله الدكتور راشد المبارك بالصحة والعافية وزاده شرفاً إلى شرفه.

*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة