Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
شعر
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 
ناقد من العصر

 

 

سخر البيانُ وتزدريه الأحرفُ

فإلام يعبث تارةً ويحرِّف؟

وعلام يجعل ذا البيان كباقلٍ

والعكس قسَّاً وهو نقدٌ منصف؟

وهو المشوِّه أن أردت حقيقةً

إمَا وإمَّا للبديع مغلِّف

هو من له في كلِّ يومٍ مبدأٌ

يرغي به وبكلِّ يومٍ موقف!

متذبذبٌ أخطاؤه لم تنقطع

هو دائماً متأسِّفٌ متأسف

كم ناقدٍ ما ناقداً بل فاقدٌ

لأصوله فيزلُّ فيه ويجحف

ما ثمَّ أصلٌ دون فرعٍ لو وعى

من ينكرنَّ جذوره ويطفِّف

عيبٌ على السَّاحات أن لم تقصه

عنها ليقترب الفهيم المرهف

أكذا غدا النقد المعاصر لعبةً

يلهو بها من لا يجيد فيسرف؟

يهذي به الداني ليصبح عالياً

ويؤيد الجافي ليخذل من وفوا

قالوا حداثيٌّ فقلتُ لهم وهل

نهج الحداثة للبلادة معلف؟

لمْ تنصفوا هدف الحداثة إنَّه

عشق الذكيِّ فكم أجاد وخوَّفوا

قالوا لعلمانيةٍ هو ينتمي

فأجبتُ لا متأسلمٌ لا.. متلف

لا يكره الإشماسَ إلا مشتكٍ

رمداً وإلاَّ أحمقٌ متعجرف

لغتي كوجه الشمس يحسن لونها

بشعاعها وبه تبين وتلطف

أو قلْ بأن الماءَ مثلُ صفائها

إن لم يعكر صفوه مستنكف

الناقدون هم القضاة فكم قضى

بالحكم جهلاً كم أضيم بمن هفوا

ولكم أضاف إلى المليح ملاحةً

وأزان بيت الشعر فهو مشرِّف

إن لم يكن نقد البيان مواكباً

لغة البيان فمن نقيضٍ يغرف

هل كلُّ من حمل المهنَّدَ.. ضيغم؟

أو كلَّ من صعد المنابر أحنف؟

فالنقد يا من تجهلون سبيله

ضربٌ من الإبداع عنكم يأنف

إن كان للنُّقاد وجهٌ مشرقٌ

فله بسوء الفهم وجه مُقرف

لا يستوي داعٍ لدرب فضيلةٍ

ومجانبٌ نحو الرذيلة يهتف

لِمَ ذا الهجوم على التراث وأهله؟

أو ماله هديٌ ومنه المصحف؟

ليس الحداثةُ منطقاً متآمراً

ضدَّ الأصيل وليس منها الأجوف

إنَّ الحداثة لا تريد مهرِّجاً

من غير وعيٍ من خبيثٍ ينزف

نعم الحداثة حلوةً توَّاقةً

للأصل منكرةً أناساً لم يفوا

شعر / منصور دماس مذكور


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة