الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th July,2005 العدد : 113

الأثنين 27 ,جمادى الاولى 1426

حديقة الربيع
الدكتور غازي القصيبي مثير للجدل حتى في صمته وكان لقصيدته الأخيرة (حديقة الغروب) الكثير من الإثارة سواء في المجالس والديوانيات أو من قبل الكتاب والشعراء استحساناً ومعارضة بل إشفاقاً على صحته جراء تلك الرثائية الوداعية اليائسة المغرقة في التشاؤم والاستسلام (وهو من جمع المجد من أطرافه).
وقصيدتي هذه، أو محاولتي (حديقة الربيع) ما هي إلا تعبير شخصي عن حياتي الخاصة، وقد جاءت مغايرة للمقاطع اليائسة الواردة في (حديقة الغروب) التي أبقيت كثيراً من عباراتها إلا ما اضطرني إليه اختلاف المعنى، بل لقد ألزمت نفسي بكلمات قوافيها من أول قافية إلى آخرها، لذا لست أدري ماذا تسمى هذه المحاولة.. أهي معارضة؟ أم تضمين؟ أم تبديل معنى؟ أم هي ذلك كله؟
إحدى وسبعون ما مرتْ بإعصارِ
ولاسئمت ارتحالاً أيها الساري
وما مللت من الأسفار أعشقها
إني أفدّي بعمري بعض أسفارِ
وما تعبتُ من الأعداء زدتهمُ
حباً، أحالهمُ كالعود في النارِ
رفاق دربي مع الأصحاب قد رحلوا
للحيّ حبي وللأمواتِ أذكاري
بلى أتوق وأعطاني السُرى أملاً
يداعب القلب والأشعار أقداري
أيا رفيقة دربي عمرنا هبة
ومتعة العمر أشواق لأعمارِ
عشنا شباباً وحباً كلُه دَعةٌ
وما تغيرّتِ والأسفار سمّاري
أهديتني البنتَ والأولاد هم رغدي
من فضل ربي أعين الجائع العاري
البحر والبر أنفاسي ومملكتي
والغيم ساقيتي والأفق أشعاري
إن ساءلوكِ فقولي إن منهجَنا
أن ننصَر الحقَ في عزمٍ وإصرارِ
ما بارح القلب مذ حنّ الفؤاد لهُ
وظلّ يحمل في أضلاعهِ داري
وإن سئلتِ فقولي إنه رجلٌ
ما شاب سيرته بالذلِ والعارِ
قولي لهم عن مدى عزمي إلى هدفي
رغم القيودِ بأصفادِ وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الربيع زهت
كم في مباهجها من فاتنٍ ضارِ
الطير يصدحُ والأغصان راقصةٌ
والورد يضحك مفتوناً بآذارِ
دومي على العهد حُبُ الخير يجمعنا
عند اللقاء وفي العينين أخباري
وإن عثرت ففي المضمار متسعٌ
أكبو وأسبق من طورٍ لأطوارِ
ويابلاداً نذرتُ العمر أحضنها
من أجل عزّكِ أظعاني وإبحاري
تُرددُ البيد والشطآن أغنيتي
وتُرقِصُ الموجَ والبحارَ أسماري
إن ساءلوك فقولي صائمٌ قلمي
وقد نذرت لنشر العدل أفكاري
وإن سئلتِ فقولي إنه كَلِفٌ
دقات خافقه ألحان قيثاري
ياعالمَ الغيب ذنبي لايحيط بهِ
إلاكَ تعلمُ إعلاني وأسراري
(وأنت أدرى بإيمان مننت بهِ
عليّ ما خدشته كل أوزاري)
كلي يقينٌ بعفوٍ منك يشفع لي
(أيرتجى العفو إلا عند غفارِ؟)

إبراهيم عبدالله التركي (أبوقصي)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved