|
العماري: الشعر هو الحلم فإذا تدخل الوعي فهو ليس بشعر
|
* الثقافية . ع.س.ق
يرى الدكتور فضل بن عمار العماري أستاذ الأدب بكلية الآداب، جامعة الملك سعود أنه بانقطاع الشفوية توقّف الشعر العربي، فالشعر العربي الغنائي بطبيعته، شفويّ المجال والخصوصية، وما برز أبو نواس والمتنبي وشوقي والجوهري، إلا لأن هؤلاء اعتمدوا على الذاكرة، فحفظوا كمّاً هائلاً من الأشعار، حتى تكوّنت لديهم الحاسة الإيقاعية، ووعوا النحو والتراكيب اللغوية، فصاغوا شعراً على غرار أشعار أسلافهم، وهذا ليس هو الشعر.
كان الشعر في المرحلة الشفويّة منذ الجاهلية حتى نهاية العصر الأموي، وعند الأعرابُ بُعيد ذلك شعر الجمهور وشعر الخاصة، لأن اللغة التي قيل فيها كانت لغة الحديث اليومية، فكان الناس يستمعون إليه في عكاظ والمربد، فينفعلون به وكان رسمياً أيضاً في مجالس الخلفاء والولاة، لكنه كلّ سواء، وأصبح من بعدهم شعر الخاصة، لأن اللغة غدت لغة الخطاب الرسمي، يتعلَّمها المرء تعلُّماً.
صنع أبو تمام شعراُ أُهدرت فيه الطاقات والمواهب فكان الموت البطيء.
الشعر هو الإبداع، وما دامت هناك عوائق، فليس هناك إبداع، ومجالات الكتابة المعاصرة هي القصة والرواية والمسرحية والمقالة والخاطرة (الشعر المنثور).. إلخ، على أن لا يفسد هذا الأدعياء. لا فرق بين الشعر النبطي والشعر الحميني والزجل.. إلخ، وبين الشعر الشفوي القديم، إنه تراث الأمة حقيقة وعلينا ألا نضخم الذات، لنجعله تراثاً تاريخياً ممتداً لهذه الأمة.
الشعر هو الحلم، فإذا تدخل الوعي، كيفما كان التّدخل، فهو ليس بشعر.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
