الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th July,2005 العدد : 113

الأثنين 27 ,جمادى الاولى 1426

معجم موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان
أمسك: قبض، لكن بينهما العموم والخصوص من وجه، والإمساك تقدّم، وأمسك قبض لكن مع حرص على الممسوك، مسكه: قبضه هذا من وجه حسن، وقبض عليه هذا من وجه آخر، وأمسك الطريدة أبلغ من (قبض عليها)؛ إذ الأول أشهر وأصح في لفظ المطروح. وجاء في الذكر الحكيم: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}. وأمسك ليس هو الإمساك إلا من وجه هو بين الشَّد والقبض. وأمسك قبض لكن على (المفاجأة). وبكسر السين هو ما مضى من الزمن قبل يومك، قال الشاعر: (والأمس قبله)، وهذا مما أُخذ على زهير؛ لأنه كرر.
أمكر: على وزن أفعل، وهو من المكر، وهو عمل العقل للإضرار، وغالباً إنما يكون من المركزي والجبار، ويكون من (ذوي عدم) الوضوح في الحياة. والمكر هو من المكرة، وهو الدوران حول الذات أو الهوى أو المصلحة، ولا بدَّ من مقابل هذا، وهو إيقاع الأذى بلطفٍ وخفةٍ مع شدة بالطرف المقابل. وقد وجدت ثلاثة لا يقع عليهم المكر: الأنبياء عليهم السلام، والضعفاء، والمُساء إليهم؛ فهم منصورون وإن وقعوا في مكرٍ ما، قال سبحانه: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. وإذا مكر جبار أو عاتٍ أخذه الله على تخوُّف ثم أخذه، وهنا لا يفلته، قال سبحانه وتعالى: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، و{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ}، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ}. وليس من صفات الله جل وعلا المكر، لكن المكر هنا جاء من باب المقابلة، فتنبَّه لهذا.
أزيز: من الأزِّ، تقول: أزَّ وأزَّهُ وأزَّزَهُ ومأزوز وآزٌّ، وهو الصوت أو الحس. والأزُّ: صوت فيه ثِقَلٌ خفيف، وهو إنما يكون في الطير والحشر من دواب الأرض، وقد يطلق على صوت الريح، وتجري عليه (الحركات كلها): الرفع والنصب والجر. والأزُّ كما يكون صوتاً يكون كذلك حركة شديدة باطشة، وجاء في المنزَّل الكريم: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}. وقلتُ في بيت لي قديم عام 1403 هـ: (أزيز العلم يا له من بواحٍ....). والمأزوز: المحرك بشدة من خوف، وذلك بفتح الراء بالبناء على المفعول.
أعدم: العين والدال والميم إذا أُجمعت بنسق متراصٍّ أوحى ذلك بالمحو، وليس الإزالة، فلا يُقال: أعدمت الرِّيحُ الأشجار، بل نسفت الريح الأشجار. وعدمتُ الشيء الشيء بمعنى فقدته، وما هو جار ليس كذلك؛ لأن النقد يعني وجود الشيء ثم فقده بعد ذلك، لكن ما حيلة (فاقد الشيء)، فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا كحال كثير من أدباء ومثقَّفي ونقَّاد هذا العصر المقلق الذين دمجوا الشعبي والعامي والدخيل والمولد في اللغة التي لن تتأثر بتقليد أو سفه أو غزو مركز مريض لعل بعض القوم يقوم به.
والعدم أصله عدم الوجود حالاً، ولهذا فكلمة إعدام مولدة هجينة، لكنها غزت واستمرأها الكثيرون ودونوها، فيُقال: (أُعدم فلان)، يعني قُتل بسبب جنايةٍ بحدٍّ ما أو قصاصٍ ما أو تعزير ما من مجتهد مطلق، وهذا خطأ فادح. والإعدام سمعت مَن قال: أعدم الورق، أعدم الكتب، والصواب: أتلف الورق، وأتلف الكتب، بمعنى (حرقها) بحيث لا يبقى لها أثر، وإن كان هذا اللفظ واسعاً. وقول الصحابي الجليل حسان: (عدمنا خيلنا إن لم تروها): فقدانها، قال ذلك يهجو كفار قريش وسفيان بن الحارث في قصيدة عالية، وسفيان أسلم رضي الله تعالى عنه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved