تَقَاسِيْمُ الشَّوَاطِئ شعر: عيسى جرابا
|
إلى الشاعر محمد جبر الحربي مع التحية...
سكنَ البحرُ...
فما عادَ لهُ مدٌّ وجزرُ!
لم يعدْ ثمةَ إلا موجةٌ هائمةٌ
يقذفُها الشوقُ...
فتنداحُ...
وما ثمةَ شاطئْ
سكنَ البحرُ...
وقد صرصرتِ الريح
وألقتْ شبكاً من صلفٍ
يمتدُّ في هيئةِ تابوتٍ
على صدرِ ضريح
إنما البحرُ...
رقيقُ الطبعِ هادئْ
لم تثرْهُ الريحُ حينَ اقتلعتْ
صومعةَ الصمتِ
ومحرابَ السكونْ
(ثورةُ البحرِ جنونْ)
هكذا قالتْ لهُ الريحُ...
وراحتْ تطفئُ الشكَّ
وتجتثُّ الظنونْ
(ليس في الثورةِ عيشٌ
وارفُ الأنسامِ هانئْ)
سكنَ البحرُ...
ولكنْ موجةٌ هائمةٌ
عاودتِ الركضَ تُناغيها
تقاسيمُ البدايةْ
فأثارتْ هَدأْةَ البحرِ
وما عادَ يرى إلا تفاصيلَ الوشايةْ
صاحَ كالمسعورِ:
إن الأمرَ طارئْ...
ومضى يلهثُ... حتى ذابَ
في مستنقعِ الإثمِ
وأوحالِ الغوايةْ
وعيونُ الريحِ تمتدُّ...
إلى ما لا نهايةْ
حيثُ شرقٌ
ناعمُ الأحضانِ دافئْ
مالتِ الشمسُ...
وأعطتْ للظلامْ
فرصةَ العيشِ بأمنٍ وسلامْ
والخفافيشُ تنادَوا
تُنضجُ الخطوةَ نيْرانُ انتقامْ
وبأقداحِ التجني...
رشفُوا نخبَ الخطايا
فاستحلُّوا ما تبقى
من بقايا القِيمِ الغراءِ
واستلقَوا...
على نعشِ المبادئْ
مالتِ الشمسُ...وغابتْ...
والمساءاتُ بلونِ الشفقِ المكلومِ
ضاقتْ بالتسابيحِ التي شعتْ
على
ثغرِ القنوتْ
والفراشاتُ على رقصِ المصابيحِ
تهاوتْ... تحضنُ الضوءَ...
وتبني من نسيجِ الحلُمِ الواهي
كبيتِ العنكبوتْ
وسكونُ الريحِ يغري بانسلالٍ
تُجتلى فيهِ اللآلئْ
أيُّهذا البحرُ
أنتَ
الحبْرُ
أنتَ القلمُ المسكونُ بالنَّزْفِ
وأنتَ الأملُ المصلوبُ
في أجفانِ ريح
وثبتْ تلتقمُ الخفقةَ
إنْ وشَّحها بالنورِ فجرُ
أيَّهذا البحرُ
فيمَ الخوفُ...؟ لا تسكنْ...
ودعْ لحنَ اصطفاقِ الموجِ
يُورقْ...
في خريفٍ ما بهِ إلا دُمىً حيرى
وأشباحٌ سكارى
ووجوهٌ...
في مرايا الليلِ...
تبدو كالنحوتْ
كلُّ شيءٍ سوفَ يفنى
الليالي... والأماني
واحتراقُ العمرِ
في طيِّ السكوتُ
وستبقى موجةٌ هائمةٌ
ما نسيتْ شاطئَها
حتى ولو غيَّرتِ الريحُ
تقاسيمَ الشواطئْ
Abohani1400@yahoo.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|