الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th September,2006 العدد : 169

الأثنين 11 ,شعبان 1427

أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصر
تحرير: لطفي حداد
بيروت: دار صادر 2006
أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصر عمل موسوعي كبير يتألف من عدة أجزاء، الجزء الأول خصصه الكاتب للشعر وقد ضم تسعة وستين شاعرا من مختلف الدول العربية ممن يعيشون خارج الدول العربية لأسباب مختلفة، أما الجزء الثاني المخصص للنثر فقد شمل تسعة وأربعين قاصاً وروائياً مع مختارات أدبية (فصص قصيرة، أو مقاطع من روايات)، كما ضم هذا الجزء بعض المقالات النقدية. يقع الكتاب الأول في 510 صفحات والثاني في 580 صفحة، كلاهما من القطع الكبير.
وهذا الجزء الذي نعرض له اليوم، هو الجزء الثالث في سلسلة الأجزاء المتتابعة وهو يأتي ليكمل العمل الموسوعي الخاص بالأدب العربي المكتوب خارج الوطن العربي، وما أغزره.
وفي مقدمة هذا الإصدار، يعرض لطفي حداد لمحتويات الأجزاء الصادرة من الموسوعة، وذلك على النحو التالي: (شمل الجزآن الأولان أكثر من مئة وعشرين كاتباً عربياً يعيشون في الخارج بين أوروبا وأمريكا وأستراليا، لكنهما جاءا ناقصين، لصعوبة التواصل مع بعض الأدباء، ورغبتي في الحفاظ (داخل العمل) على نسيج من الأدب المهجري متجانسا ومتنوعا في الوقت نفسه، فلا تطغى فئة على أخرى، أو تيار فكري أو أدبي على آخر، كذلك سعي أن أضم كتاباً من جميع البلاد العربية، وكل الأجيال، والجنسين.
هذا الجزء (الثالث) يكمل الأولين، ليصل عدد الأدباء إلى المئتين تقريباً. لا أزعم أنني شملت كل من يكتب خارج الوطن العربي، ولا أقول إنني حصرت جميع الأصوات والأقلام، لأن الهدف من هذا العمل الأنثولوجي كما تدل التسمية هو جمع مختارات أدبية تعبّر عن حضور أدبي معين في زمن ما من تاريخ أدب ما.
ربما استطعت أن أصور عبر كثير من القصائد والقصص ومقاطع الروايات ظاهرة أدبية جديدة نضجت في العقود الأربعة الماضية، حتى صارت لافتة للنظر رغم تهميشها، ومثيرة للاهتمام رغم ابتعادها الجغرافي، واختلاف همومها عن الوطن الأم.
في هذا الجزء عددٌ أكبر من أدباء الجيل الجديد، وهم ظاهرة مدهشة لأن معظمهم لا يفكّر في العودة إلى البلاد العربية، كما أن كثيراً منهم قد تأقلم على الحياة الغربية (خصوصاً في أوروبا)، بل إن بعضهم بدأ الكتابة باللغة الجديدة كالهولندية والإسبانية والإنجليزية.
السؤال هنا: هل سيضعف الأدب العربي في الخارج ويذوب في البوتقة الغربية نتيجة الابتعاد عن الجذور، حين يتكلم الجيل الثاني أو الثالث لغة البلد الجديد كما حدث في المهجر الأميركي! أم أن الثقافة العربية ستعطي الحضارات المجاورة والثقافات المختلفة فرادتها وتراثها الراقي، وتتبادل معها غنى الأدب وفيض الثقافة دون الذوبان أو الانحلال والضياع.
اهتم الجزء الرابع بالأدب العربي الأمريكي المعاصر المكتوب باللغة الإنجليزية، وقد صدر قبل هذا الجزء (الثالث) لأسباب فنية. سيكون الجزء الخامس (قيد التحضير حالياً) حول الأدب العربي في المهجر الأميركي في النصف الأول من القرن العشرين (أيام جبران والريحاني) مع تسليط الضوء على كثير من الأدباء الذين لا يعرفهم الدارسون والمهتمون إلا قليلاً.
وهناك حلم أن يكون الجزء السادس حول الأدب العربي الفرنسي أي المكتوب باللغة الفرنسية وهو غزير وناضج ومهم عالمياً).
جاء في مقدمة الجزء الثالث:
(هل يمكن أن يكون المنفى جميلاً كما يقول إدوارد سعيد؟. كيف يستطيع المثقف أن يعيش التناقض كل يوم في حياته؟، وهل ينعكس ذلك على الأدب المكتوب في المنفى!
بعض الأدباء تأقلموا في أرضهم الجديدة ورأوا فيها (أرض ميعاد) على الأقل فكرياً وأدبياً.
أما الآخرون فما يزالون يصارعون أحلامهم ويعتركون في صومعاتهم مع الحظ الخائن، والزمن التافه. هل يمكن أن يتحول الأديب المنفيّ من الفشل إلى النجاح، ومن العزلة إلى الانفتاح، ومن المنفى البارد إلى الوطن العالمي!).
الكاتب المنفيّ لا يعيش في وطن، إنه يرتحل نحو وطن، ويعيش الكلمة كوطن.. إنه يفهم الانتماء كحاجة طفولية ويتخطاه، لكنه يبقى يحب أن يعود إلى حارته يوماً ويسهر على عتبات بيته. إنه يظن أن نبوة اللحظة الحاضرة هي الانفتاح على الثقافات المتعددة وقلوب الآخرين، إنه يحلم بالحرية ليل نهار، ويسافر إلى أرض ميعاده في العيون الصادقة.
إنه الإنسان بضياعه وفرحه وصدقه ومغامرته وجبروته وهزيمته ولوعته وحضارته!! هذه بعض هواجس الأديب المنفي!!..).
(... يغلب الطابع الإنساني (كالحنين ومحبة الوطن)، والقيم الفاضلة (كالحرية والانفتاح على الآخر)، على الأدب المهجري منذ نشأته في بداية القرن العشرين وحتى اليوم، رغم تغير التوزع الجغرافي للأدب وبروز الوجه العراقي بشكل واضح.
فإذا كان الأدب المهجري في السابق في القارة الأمريكية بشكل غالب وبألسنة لبنانية وسورية، فإنه حاليًا يتمركز في أوربا وبأغلبية عراقية.
هذا الأدب المهجري الحالي هو أدب منفتح على الثقافات الأخرى وناضج ومتحرر ومتفاعل مع الحضارات المجاورة.
ورغم غلبة السريالية في الشعر إلا أن هناك الكثير من التأثر بالرومانسية الفرنسية، والكلاسيكية العربية. أغلب الشعراء المهجريين الحاليين يكتبون نوعًا من القصيدة النثرية، وبعضهم يكتب قصائد موزونة (قصيدة التفعيلة)، ونادرون من حافظوا على القصيدة العمودية.
أما الروائيون فما يزالون يكتبون عن الوطن والحنين، وعن المنفى والعزلة، وعن الحرب والموت والفشل، وقد تطور هذا الشكل الأدبي كثيرًا عن بدايات القرن العشرين وصار يزاحم بقوة الأشكال الأخرى خاصة الشعر. فالرواية العربية المهجرية شكل أدبي جديد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين بشكل أساسي. أما قبل ذلك فكان هناك محاولات بسيطة ومتواضعة مثل رواية (من المهد إلى اللحد) لأنطون شكور الذي كان يقيم في البرازيل، ورواية نظير زيتون (ذنوب الآباء)، ورواية (في سبيل الحرية) لإلياس قنصل، وبعض المسرحيات مثل مسرحية (الآباء والبنون) لميخائيل نعيمة ومسرحية (ابن حامد) لفوزي المعلوف.
يقع الكتاب في (400) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved