الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th September,2006 العدد : 169

الأثنين 11 ,شعبان 1427

الأندية والتشكيل الجديد
التحدي يكمن في تحريك الأحجار على رقعة الشطرنج
* الثقافية علي بن سعد القحطاني:
الإشكالية لا تكمن في دخول زيد أو خروج عمرو من التشكيلات الإدارية الجديدة لأعضاء مجالس الأندية الأدبية بقدر ما تكمن في تفعيل الحِراك الثقافي للبلاد، وقد بدأت التغييرات بتقديم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين وأعضاء مجلس الإدارة استقالتهم الجماعية من النادي الأدبي بجدة فأوجس المشهد الثقافي خيفة، وكانت تلك الاستقالة بمثابة (الصدمة) فالأندية الأخرى رأت في تصرف (عبد الفتاح أبو مدين) تصرفاً فردياً لا يمثلهم وبدؤوا كعادة شنشنة أعرفها من أخزم في تهويل الأزمات وتضخيم الأمور وتحريك الواسطات ومخاطبة من بيده شأن قبل أن تدركهم رياح التغيير وتضايق أحدهم وقال: هل جزائي بعد أن قمت بخدمة النادي طيلة عشرين سنة أن أُقال وراح يكيل الاتهامات للأجيال ويتهمها بالسفه والطيش والحمق.. وأن الحكمة والأناة مقتصرة على (الشيوخ) دون سفهائهم ولم يتبق إلا أن يكتب النادي باسمه ويجعله إرثاً يتعاقب في نسله وذريته من بعده.. وكانت (المجلة الثقافية) من السباقين إلى إثارة هذا الموضوع قبل سنتين فحصلت مشادة من الأدباء وصار هناك أخذ وأرد وتحدثوا عن الفساد الإداري وضياع الذمم في بعض تلك الأندية وكانت من الطرائف التي تُروى أن أحدهم قام بترميم بيته ومزرعته من مخصصات النادي وأن الثاني يقوم بحلاقة ذقنه ويتشبب بتصبيغ شاربه وشعيرات رأسه الأشيب كل صباح وأن ثالثهم يقوم باستغلال مكتبه ويشغل موظفيه بكتابة وتصحيح وطباعة بروفات مقالاته التي تنشر في الصحف اليومية وأن.... ولو كانت شهرزاد بيننا لسجلت في سفرها (ألف ليلة وليلة).. ألف قصة أخرى من تلك الممارسات ولكي نكون موضوعيين ومنهجيين نسرد تلك القصص كأخبار بني إسرائيل لا نقطع بصحتها ولا نجزم ببطلانها وأصحابنا بريئون مما يقال براءة الذئب من دم يوسف!! وما تلك الأخبار إلا حديث وشاة وحكي صحفي فقط لا غير! ومن العجب في أمر تلك الاستقالات أن الذي عمل واجتهد يقدم استقالته عن طواعية من أمره فيما تقاعس الآخرون وأرجو سدلهم ونستثني من هؤلاء المخلصين الذين راحوا يعملون بصمت بعيداً عن الأضواء ولا يمكن أن نغمض أجفاننا عن إنجازاتهم.
كانت الساحة الثقافية طيلة الستة الأشهر الماضية مشغولة بتبديل أحجار على رقعة الشطرنج وإعادة توزيع الأدوار والعمل على ترميم البيوت الثقافية وبدأت رياح التغيير تشمل الأندية الأدبية الأخرى في كل من الرياض والطائف ومكة والمدينة والقصيم وكانت هناك أصوات تندد بمبدأ التعيين وتطالب بمبدأ (الانتخابات) على غرار ما جرى في الدورة الأولى لمجلس إدارة النادي الثقافي الأدبي بجدة وكان هناك من غضب خصوصاً عندما لم ير اسمه من بين أعضاء مجلس الإدارة الجديدة فراح يولول ويطبطب مع بلبل الأصمعي صوت صفير البلبل.. هيج قلب الثمل.
وأجاب مسؤولو الثقافة بأنه يستحيل تعيين مثقفي المدينة الذين تربو أعدادهم عن المائة في المقاعد المخصصة لأعضاء مجالس الإدارة التي لا تتسع إلا لعشرة، هناك أصوات غالبية تبارك هذا التغيير ويطمح هؤلاء إلى دخول المرأة وزيادة الأعضاء في الدورات القادمة.
التحدي الأكبر الذي تواجهه تلك المجالس الجديدة لا يكمن في خروج زيد وغياب عمرو بقدر ما يواجهه هؤلاء الذين كانوا غاضبين بالأمس يطالبون بالتغيير وضخ دماء جديدة في الجسد الثقافي وأصبحوا في هذا اليوم مختارين كأعضاء في المجالس بأن لا يخيبوا آمال من اختارهم وأن يستفيدوا من أخطاء المجالس السابقة وأن يبذلوا كل ما بوسعهم من أجل الرقي وخدمة الشأن الثقافي، ويكمن التحدي الأكبر على هؤلاء المختارين في تحقيق ما كانوا يطالبون به بالأمس من طموحات وآمال وظننا بهم أنهم قادرون على تحقيق البعض وما لا يدرك جله لا يترك كله.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved