(11) أيلول..انتهى الدرس..أيها الأغبياء
سهام القحطاني
|
* كيف تبدأ اللحظة التاريخية .. بصرخة اكتشاف (يوركا) .. أم بصرخة انفجار.. أهي تشبه فجعة اكتشاف أن حديقة التفاح المفجرة كان تحتها بركان يختبئ، أو فرحة الاكتشاف، أننا ما نزال قادرين على زراعة أرض الانفجار ذاتها بحدائق أخرى للتفاح.. أهي فعل بنائي أو فعل تحولي، أم كلتاهما تضمينا لخلاصة تلك اللحظة فالإنسانية لا تتقدم إلا عبر الأدوار التاريخية فلحظة التاريخ ليست دائما حالة تشوه.. بل أحياناً تمنحنا مزيداً من اللمعان (أو هكذا أحسب) .
* التناقض قيمة الاستمرار، فالنار والكهرباء والقنبلة الذرية وتفجر الثورات وسقوط الطغاة وأحداث 11 من أيلول لحظات غيرت التاريخ.. شوهته حينا.. ومنحته جمال الحضارة والمعرفة أحياناً كثيرة، والأمر لا يعني تناقضاً بقدر ما هو تراتبية تعين الإنسان على تأمل الحياة ومعرفة الذات وممارسة التحدي، إنها تشبه سيمفونيات بيتهوفن الخالدة التي منحت العالم بعض الدفء والسعادة. إنه الإحساس ذاته الذي كان يشعر به وهو يسمع أجراس الكنيسة قبل أن يصم.. فخلف السحب المتراكمة نقطة ضوء، عدم مشاهدتنا لها.. لا تعني عدميتها.
* كثير ما يعني تمسكنا بالماضي أننا نركض نحو الأسفل ونحن راكعون نحفر قبوراً تتناسب مع أحجامنا ونتأمل العالم من خلالها ونصفق للموتى من الجبناء والقتلة.. إنها صورة تتجاوز البعد اللاهوتي لتعلمنا مقادير التحدي مع الذات لنزرع الأرض ذاتها بعد الحريق بحدائق التفاح.. ليظل الحادي عشر من أيلول درسا لذوي الاحتياجات الخاصة فقط فالتاريخ مخلوق أيديولوجي.
* من أشلاء أحداث الحادي عشر من أيلول انطلقت فلسفة الخير والشر، التي يدار بها العالم اليوم وفق التقسيم اللاهوتي للمعلم الأكبر، (محور الشر الذي ابتكرها الذين يكتبون لبوش الخطابات تعد شراً بحد ذاتها، لأنه إذا أردت أن تخويف الناس فانك تحدثهم عن الشر) تشومسكي أنها طريقة فضلى للطغاة تعلمناها أول الأمر من الحجاج بن يوسف قبل السيد (دبليو بوش) فالطغاة يتشابهون أيها السادة.
فالظلم وسيلة الأمان والطغيان هدف للحرية.. كما قلت في المفتتح (لا تبحث عن أصل الحقيقة بل اصنع منها دافعاً) .. إنها فلسفة معلمنا الأكبر التي يجب أن نؤمن بها.. نسمعها جيداً وننفذها جيداً ونشرب السم طواعية فبيدي لا بيد عمرو.. إن كنت تستطيع أن تدافع عن بقايا فتات الكرامة الإنسانية التي تدخرها ليتغذى عليك نمل السكر بعد موتك.. (فمن لم يكن معي فهو ضدي) .
* لحظة تكسر دائرة الزمن من صنع الإنسان بمعية الشيطان أو الشيطان بمساعدة الإنسان فهما من يمنحانها أهدافها وغاياتها ووسائلها.. فتش أولاً عن الشيطان.. قبل أن تتقابل مع اللحظة التاريخية (أو هكذا أظن).
* كيف نقرأ أحداث الحادي عشر من أيلول.. أبمنهج أن للحقيقة وجها واحدا يكفي.. أو بمنهج الحقيقة وأشياء أخرى.. أو بمنهج الحقيقة تختلف عن الصدق true lies أكاذيب حقيقية.. أم أننا ما نزال نقرأها خارج الذات وخارج النص وخارج اللغة بل وخارج محيط الكرة الأرضية ولم نَعِ بعد مقولة المعلم الأكبر انتهى الدرس أيها الأغبياء.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
