الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 4th October,2004 العدد : 79

الأثنين 20 ,شعبان 1425

مطالعات
د. محمد حبيبي في ديوانه الجديد: (أُطفئُ فانوس قلبي) إشارات سديمية عابرة
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* (أُطفئُ فانوس قلبي) ديوان شعري
* د. محمد حبيبي
*نادي جازان الأدبي 1424هـ 2003م.
* يقع ديوان في نحو (76صفحة) من القطع الصغير.
***
صدرت للشاعر الدكتور محمد حبيبي مجموعة شعرية وسمها بعنوان (أُطفئُ فانوس قلبي) عن نادي جازان الأدبي، واشتملت هذه المجموعة الشعرية على العديد من القصائد القصيرة جداً.. تلك التي برع فيها الشاعر حبيبي وتفنن، لنراه وقد قدم برقياته السريعة إلى القارئ على نحو يعكس رغبته في إيصال المراد بأقصر السبل.. فالمراد هنا هو ذلك العناء اليومي الذي أصبح هو المحرك الرئيسي لحياتنا.. فمن الحلم في حفلة البداية إلى الشقة وإلى الجدار الذي يأسر صور الأحبة الذين اصبحت ملامحهم حيادية.. إلى موضوعات أخرى أكثر حميمية وأقرب إلى فصول حكاية الإنسان البسيط إذ تتحد قصيدة (وسام) بعنصر السرد الزاهي الذي ربطه الشاعر في مسارب الحكاية حيث أشار الى فرحة الطفل (وسام) بسريره ومكتبته وخزانة ملابسه وربطها في سياق تاريخ بحكايته مع أبيه و(دولابه) الأول.
اشتعال الديوان.. ملامح الوجه البريئة
يوقظ الشاعر محمد حبيبي في قارئ ديوانه رغبة دفينة تتمثل في دأبه الجاد على نبش الذاكرة واستخراج تلك الوجوه والأحداث والحكايات وصقلها بدربة شعرية مميزة لتقول القصيدة ما لديها عن هؤلاء الذين يسكنون الذاكرة ويقيمون على طريق النسيان من أمثال احمد، وعلي حبيبي، وصالحة، الفتاة في قصيدة
ياسمين، ووجوه بريئة أخرى حاول الشاعر أن يستعيد بعض تلك الاشتعالات حتى أتت القصائد فريدة في وصفها لحالة البساطة التي عاشها الإنسان وارتبط فيها الشاعر ارتباطاً قوياً صنع منها هذه المشاهد الجميلة والرائعة لتشتعل في الذهن جماليات الحكاية التي يمكن لنا أن نسترجعها لعلها تجعلنا أكثر أماناً وأقل قلقاً من الزمان ماضيه وحاضره وآتيه..
الشاعر محمد حبيبي ومن خلال هذا الديوان المميز في شكله ومضمونه يجعلنا أقرب إلى ما يرومه، فها هي برقياته الشعرية التي عنونها
بـ(منمنمات الغبار) تخرج إلى القارئ مغلفة بمحض المودة الخالصة.. تلك التي تعكس علاقة (الشاعر الإنسان بمن حوله)، فحينما يرى الناس في قصيدة (ياسمين) يصلّون من أجل قدوم الغيم، خطرت له فكرة الصلاة من أجل اكتمال القمر، فيما جاءت قصيدة ( المطر) طفولية بسيطة تطرح أسئلة قديمة جداً لا يقولها عادة إلا الأطفال.
يذهب ديوان (أُطفئُ فانوس قلبي) دائماً إلى مواطن الحياة الأولى.. تلك التي لا تحمل غم الحاضر وجنون الآتي.. فقط بضع كليمات تطرز الديوان بمعان صقيلة مرتبة تفضي إلى الذاكرة لتستجلب المزيد من الصور والحكايات المؤثرة.
قصائد الضمدي حبيبي تجسد مهابة الطفولة، وتكشف عمق اشكالية واقعنا.. إلا أن الديوان وبأمانة انصرف إلى الخير والجمال بشكل واضح فلم يحاول أن يقدم لنا ملمحاً غليظاً من ملامح الماضي.. لقد أشفق علينا الشاعر وجعلنا في دائرة الحلم نتجول وعلى مراتع الصبا نطوف غير عابئين، أو آبهين بما كان من الفقد والعوز الطفولي في أيام خالية، فها هو الحديث الحالم يعيدنا إلى القصيدة الأولى في الديوان:
(نحلم.. نحلم..
ن ح ل م، نحلم، ن ح ل م، نحلم..
في الصبح نحمل أحلامنا لنحففها
وكي لا تطير بعيداً
نثبتها بمشابك
المشابك محض كلام) (الديوان ص 9).
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved