الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th December,2006 العدد : 179

الأثنين 13 ,ذو القعدة 1427

حديث من الماضي
عبد الرحمن محمد الشويعر

ليس حديثي عن الدكتور الأكاديمي إبراهيم الزيد حديثي عن الزميل إبراهيم في المرحلة المتوسطة والثانوية، وهي مرحلة الطفولة والشباب، وهي أصعب وأخطر المراحل ولكنها لم تكن بالنسبة لنا في ذلك الوقت بهذه الخطورة. فقد عشنا معاً مجموعة من الطلاب في الطائف المأنوس نقوم بكل مهام الرجل الكبير الذي يخدم نفسه في المنزل والشارع والمدرسة لا معين ولا مراقب إلا الله.
كان الزميل إبراهيم يكبرنا في الصف وليس في العمر لذلك كان قدوة في كثير من الأمور وأهمها اختيار الكتب وتحبيب القراءة لبقية الزملاء الساكنين في بيت واحد يؤثر بعضهم على بعض كان من رواد مكتبة الكمال في الطائف ومكتبة الثقافة والمكتبات الأخرى، فإذا اشترى كتاباً تجدنا نقلّده ونوفر في المصاريف من أجل اقتناء ذلك الكتاب لثقتنا بحسن الاختيار وجودته.
كان حازماً مع بعض الزملاء من أقاربه الساكنين معنا في المنزل فلا يترك فرصة إلا ويحثهم فيها على المذاكرة وطلب العلم وتذكيرهم بالمستقبل، وأعتقد أن هذا الحزم منه ومن بقية الزملاء كبار السن معنا أعطى المنزل مناعة وحماية من أي سلوك شاذ كمزاولة التدخين أو السهر كما يحدث لأي شباب في مرحلة المراهقة، هذا مع عدم مراقبة من الأب أو الأم أو أي شخص آخر لكن الصحبة الطيِّبة والقدوة الحسنة من الأسرة التي عاشها الطفل في أيامه الأولى من حياته حصّنته من أي انحراف وغرست فيه حب الاستقامة والذكر الحسن. كان يقرض الشعر في صغره ولم نستغرب ذلك لأننا نعرف أن أكثر أقاربه شعراء والشعر إضافة إلى أنه موهبة فهو وراثة أيضاً.
الزميل إبراهيم كان جاداً لا يؤمن بأنصاف الحلول ولعل القصة التالية تؤكّد ما أقول:
في ذلك الوقت كنا نسكن في قروى وكانت تبعد عن سوق الطائف قليلاً مما حتّم علينا امتلاك (سيكل) من أجل شراء حاجيات المنزل والأخ إبراهيم أحدنا كان يملك سيكلاً - همبر تك - وهمبر إحدى الماركات وكلمة تك تعني أن كفر السيكل رفيع وهذا يجعله سريعاً وسهل الحركة لكن لا يقوده إلا ماهر. وكان أحد أقاربه يحاول دائماً الركوب على السيكل خلف الأخ إبراهيم وهذا يثقل المركبة ويصعب قيادتها خاصة إذا كان الإنسان متجهاً لأمر يستعجله. وفي أحد الأيام أصر هذا القريب على الركوب رغم معارضة إبراهيم وحاول ثنيه وإنزاله إلا أنه رفض ولحق به وركب، كان إبراهيم ماهراً بخلاف الراكب في الخلف حينما وجد أنه لا مفر ممن ركب في الخلف أسرع إبراهيم في قيادته للسيكل ثم قفز وترك السيكل وما يحمله في الخلف ليستقر مع راكبه في تلة من الرماد الذي كان الخباز في ذلك الوقت يجمعه أمام مخبزه ليتخلص منه فيما بعد لذا لم يفكر قريبه هذا بالركوب خلفه مرة أخرى. ألم أقل لكم إنه لا يؤمن بأنصاف الحلول.. أعادك الله لنا متمتعاً بالصحة والعافية والسعادة يا أبا خالد!! وأقول ما قال طاووس حينما دخل على مريض يعوده فقال المريض ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن فقال طاووس ادع لنفسك فإن الله يجيب المضطر إذا دعاه.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved