الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 5th January,2004 العدد : 42

الأثنين 13 ,ذو القعدة 1424

حدود المحبة
حمد بن أحمد العسعوس*

حديث الصحافة عن الرواد والرموز، يعد من أبرز مظاهر الوفاء لهؤلاء.. وإذا جاء الحديث عنهم في حياتهم، فذلك أبلغ، وأصدق، وأجدى من الحديث عنهم بعد رحيلهم.
لأن الحديث عنهم، وهم أحياء، تتيح لهم فرصة الاستماع لآراء الآخرين فيهم، ويشعرهم بمكانتهم، وبتقييم الناس لما قدموه في حياتهم من أعمال جليلة.
ولقد خطت جريدة الجزيرة خطوات رائدة في هذا الاتجاه السليم، وأصدرت العديد من الملاحق المخصصة للحديث عن روادنا، ورموزنا الأحياء أطال الله في أعمارهم وبارك فيهم. وها نحن في «الجزيرة» اليوم نحتفي بأحد أولئك الرموز والرواد الأحياء.. ألا وهو الرجل الانسان الأستاذ فهد العلي العريفي حفظه الله ورعاه .
قد يتصور الأستاذ فهد ان معرفتي به معرفة محدودة، قد لا تؤهلني للكتابة عنه.. وهذا تصور صحيح، فلقاءاتي بسعادته محدودة، قد لا تتجاوز ثلاثة لقاءات خاطفة.
ولكن مثل هؤلاء الرموز الوطنية، لا يحتاج الانسان الى الكثير من العناء لمعرفتهم، فهم ملء السمع والبصر، وحديث الناس في المجالس، تعطر سيرهم تلك المجالس، كما تعطرها سير النبلاء في الأمم والشعوب الأخرى.
الشيخ فهد العلي العريفي أيها السادة أحد أولئك النبلاء الذين يستحقون التقدير والوفاء، ويجدر الحديث عنهم وعن مواقفهم، وتضحياتهم، ونجاحاتهم، وأن تروى سيرهم للأجيال، لأخذ العبر، واستلهام الدروس منها.
فهد العريفي.. رائد من رواد الصحافة السعودية، أمضى أكثر من نصف قرن وهويعطي للصحافة جُلَّ وقته وجهده، ويسهم في بنائها وتطويرها، ويمدها بمقالاته وآرائه ومشاركاته التي تتميز بالاخلاص وبالوطنية وبالتجرد من الأهواء، والأطماع الشخصية.
فهد.. يكتب باخلاص، وبروح، وبمشاعر صادقة، وبحس انساني دفاق، الأمر الذي يجبرك على احترام قلمه، وعلى متابعته.. حتي عندما يكتب عن موضوعات صغيرة، لا تهمك في قليل ولا كثير.
ولقد ظل على مدى خمسين سنة أو أكثر وهو يحافظ على قوة الطرح، وعلى رشاقة اللغة، وسلاسة الأسلوب، وهذه صفة لا يمتلكها إلا كاتب متميز.
***
ويعد الشيخ/ فهد العلي العريفي أحد وجهاء وأعيان منطقة حائل.. ويبدو أنه يحب هذه المنطقة حُبّاً جَمَّا.. وحينما أهديت له مجموعتي الشعرية «بعض الفصول» أشاد بها في زاويته بمجلة «اليمامة»، واستشهد بأبيات من قصيدة «حائل والمليحة» التي تضمنتها المجموعة. ومن مظاهر محبته لتلك المنطقة أنه دائم الإثارة لقضاياها ومطالبها واحتياجاتها في كتاباته.
كما أنني لمست أنه يحفظ تاريخ المنطقة، ويجيد رواية التفاصيل الدقيقة عن تاريخها وتاريخ عوائلها وأمرائها وشعرائها.
وكم أتمنى لو أن الشيخ فهد قد بادر الى تحويل ذلك التاريخ الشفهي الى تاريخ مكتوب.. لأنه بذلك سوف يقدم خدمة كبيرة لأبناء المنطقة، وللباحثين في تاريخها وجغرافيتها وتاريخ عوائلها.
***
بقي جانب ثالث وبارز في حياة الشيخ الوجيه/ فهد العريفي، وهو الجانب الانساني.. فقد سمعت عنه يحفظه الله أنه يبذل الكثير من الجهد والوقت في سبيل خدمة المحتاجين، وتسهيل أمورهم وقضاء حاجاتهم لدى المسؤولين والجهات الرسمية.
وهذا الجانب هو ما يميز سيرة الرجل ويتوجها ويرفعها الى مستوى سير النبلاء.. وهذا ليس بغريب على رجل ينتمي الى منطقة كانت ولا تزال مضرب المثل في الطيبة والكرم والأريحية.
فتحية وفاء.. وتقدير.. وإجلال لهذا الرجل الذي أعطانا الكثير.. وما زلنا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمتعه بالصحة والعافية.. لكي يعطي أكثر لوطنه ومواطنيه. حفظه الله ورعاه.


* مساعد مدير عام إدارة الدراسات
مجلس الشورى

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
وراقيات
مداخلات
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved