Culture Magazine Monday  05/03/2007 G Issue 189
قضايا
الأثنين 15 ,صفر 1428   العدد  189
 
الأندية الأدبية بعد مرور عام..لم ينجح أحد!! «22»

 

 
*الثقافية منيرة المشخص:

لم يستوعب الكثيرون مساحة المشاركة ولكنهم الآن بدءوا فعليّا في طرح برامجهم، وستنفذ تباعاً، وستشهد الفترة القصيرة القادمة خطوات باتجاه توسيع نطاق اللجان، وتفعيل دور المرأة كاملاً وتوسيع لجنتها عبر الانتخابات وإحداث قسم نسائي كامل يباشر العمل باستمرار وليس فقط في المناسبات.. إضافة إلى إطلاق موقع النادي على الشبكة الدوليّة بعد تحديثه، إضافة إلى الخدمات المقدمة بصفة مستمرة لرواد النادي والمكتبة.. وأخيراً أستطيع أن أؤكد أن إجابتي على هذا السؤال بعد عام من الآن ستكون إجابة شافية، أو لا يكون هناك داع لطرحه أصلاً إن شاء الله.

المليحان:

وحول نفس الموضوع قال رئيس نادي المنطقة الشرقية جبير المليحان حيث تطرق إلى أبرز الأنشطة التي قاموا بها منذ تولى الإدارة منصبها سواء ما نفذ منها أو ما سينفذ مستقبلا حيث قال: سأتحدث عن مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الذي تسلم مهام عمله في 1131427هـ.

بدأنا أول عمل لنا في لقاء موسع مع مثقفات ومثقفي المنطقة الشرقية، حيث تم الإعلان عن جائزة سمو الأمير محمد بن فهد الثقافية.. كانت حصيلة اللقاء آمالا عريضة وتطلعات كبيرة.

بدأنا حسب الإمكانيات المتوفرة لنا (أعني وجود مشروعات ولجان ومبنى وميزانية وقاعدة بيانات.... الخ )، كانت المهمة صعبة.. لكن بتكاتف الجميع تم دعوة مثقفات المنطقة وأديباتها، ولأول مرة دخلت المثقفات مقر النادي، وانتخبن بأنفسهن اللجنة النسائية التي تواصلت اجتماعاتها، وبدأت تأخذ مسارا متصاعدا من الفعاليات (تشارك اللجنة النسائية الآن بمعدل فعالية واحدة كل شهر)، وحيث إن النادي يستخدم مبنى مستأجرا.. فقد تم إعداد صالة للرجال ربطت بصالة النساء عبر دائرة تلفزيونية حديثة.. كما تم تشكيل لجنة الفعاليات لجنة النشر لجنة المبنى (المقر الدائم) لجنة ثقافة الطفل لجنة اللوائح والأنظمة، وتفرع من هذه اللجان مجموعة من الجماعات أغلب أعضائها من الشباب.. كما تم اعتماد عدة مشروعات منها: مركز الترجمة من العربية وإليها (خمس لغات)، مؤتمر اليوم الواحد.. وقد تم رفع هذين المشروعين إلى معالي الوزير لاعتماد ميزانيتهما.. كما خطط لمهرجاني (القصة والشعر) لمدة ثلاثة أيام لكل منهما.

وهناك مشروع (فيلم) حيث تم تحديد أسماء ستة من الرواد في المنطقة لتوثيق حياتهم وإنجازاتهم سينمائيا.

كما تم التعاقد مع مكتب هندسي لتصميم مبنى جديد للنادي في الأرض المملوكة له، ونتوقع أن ينتهي خلال عامين إن شاء الله.

ويواصل المليحان حديثة قائلاً: الزائر للنادي اليوم يجد أن يوم السبت مخصص لجماعتي السرد والشعر بالتناوب، وفي كل أسبوعين يتم عرض فيلم ثقافي منتقى، ويعقد مركز الترجمة ورشه ومحاضراته مساء كل اثنين، ويقيم ملتقى الثلاثاء فعالية أدبية أو ثقافية باستمرار..

كما تم إدخال خدمة التصفح المجاني للشبكة العنكبوتية بسرعة عالية في جميع غرف المبنى بما في ذلك مكتبة النادي حيث خصص يومان للسيدات.

وقد تم حتى الآن إجازة ستة كتب (قصة وشعر) للشباب، ويجري العمل لإصدار مجلة (دارين) الثقافية بمحتوى وشكل جدي، حيث عهد مجلس الإدارة إلى مجموعة من الشباب مسؤولية إدارتها وتحريرها.

كما سنعلن قريبا عن الموقع الإلكتروني للنادي والذي سيكون وسيلة للتواصل مع أصدقائنا.. إضافة إلى استخدام رسائل الجوال للدعوة لأنشطة النادي.

وقد عقدت إدارة النادي اجتماعها الثاني مع مثقفات ومثقفي المنطقة مساء يوم 1111428هـ، وجرى تقييم المرحلة القصيرة السابقة بكل صراحة وبشفافية جميلة.

الحرز:

من جانبه طالب محمد الحرز بفهم وظائف المؤسسات الثقافية وعدم الاستعجال بالتغيير السريع وقال: بالنسبة لي من غير الموضوعي ولا المنطقي المطالبة في الفترة الراهنة، وقد مضى على تغيير أعضاء الأندية الأدبية قرابة السنة، بتغييرات جذرية أو حتى بإصلاحات تطال ما تراكم من أخطاء حول كيفية صناعة الثقافة من خلال مؤسسات ثقافية.

المسألة لا تمس الشخص المثقف بقدر ما تمس وضعية المؤسسات داخل المجتمع والدولة.

هنا المسألة في تصوري التي ينبغي أن يدور الحديث حولها وكذلك ينبغي تحليلها بطريقة أو بأخرى.

ربما كان المثقف حالما بطبعه يستعجل التغيير والتحول دون أن يربط نظرته الاستعجالية بنظرة إشكالية تكون أكثر عمقا في فهم وظائف المؤسسات الثقافية وحقيقة دورها في المجتمع، ومقدار أثرها عليه.

ويواصل حديثة قائلا: هذا شرط موضوعي لا يمكن تجاوزه طالما كنا نثير مثل هذه المسائل.

بالتأكيد الوقت عامل مهم ولا سبيل للوصول إلى التغيير إذا لم نراع مسألة الوقت.

لكن المرحلة السابقة تحتاج منا إلى تقييم ودراسة للوقوف على الأخطاء التي وقعت فيها الأندية الأدبية، وبالتالي تفاديها أو تجاوزها في المرحلة الراهنة أو المستقبلية، وبدون هذه الخطوة أو المكاشفة يصعب علينا استثمار تجارب هؤلاء الذين قضوا ردحا من الزمن داخل هذه الأندية، مهما قيل عن فداحة أخطاء تجارب هؤلاء، أو ما تركوه من آثار سلبية على الثقافة في المملكة.

لكنهم في حقيقة الأمر كونوا تجربة من خلال الممارسة، ولا يمكن بالتالي التغاضي عنها مهما اختلفنا معهم في التوجهات والرؤى والقناعات.

الهاجس الأكبر ينبغي أن يصب في هذا التوجه، لا أن نحسب الدقائق والساعات والأيام وكأننا نهدف من وراء ذلك إلى تراكم إنجاز كمي لا نوعي.

الأول مطلوب لكن الفرز واكتساب التجربة يأتي بالتأني والتأمل والاحتكاك بتجارب المجتمعات الأخرى في بناء مؤسسات ثقافية فاعلة، وهذا في تقديري يتطلب قدرا من الحوارات واللقاءات التي ينبغي ألا تقتصر على النخبة المثقفة فقط، بل ينبغي أن تشمل جميع القوى الفاعلة في المجتمع التي يمكنها من خلال استقطابها وانخراطها في العمل الثقافي أن تشكل قناة بين المؤسسة الثقافية من جهة وأبناء المجتمع بجميع تنوعاتهم الثقافية والإثينية والقبلية والمناطقية من جهة أخرى، وتأسيس مثل هذه القناة هي من أعظم المهمات التي تضطلع بها أي مؤسسة ثقافية داخل أي مجتمع، وهذا ما نفتقده بالتحديد.

أما النظر إلى المؤسسة الثقافية باعتبارها مجرد آليات للقيام بأنشطة ثقافية وإبداعية وعمل ندوات ومهرجانات فقط وكأن هذه الأنشطة مجرد إطار تكميلي لما يفرزه المجتمع من ثقافة سائدة وليس لما يطمح إليه من ثقافة مستقبلية.

هذه النظرة في تصوري للأسف هي إحدى أهم التصورات التي أدت في التجربة السابقة لأعضاء الأندية الأدبية إلى قلة الإنتاج والفاعلية من جهة تأثيرها على فئات المجتمع.

والتحدي الأكبر للأعضاء الجدد هو البحث عن رؤى وتصورات وإيجاد الوسائل والطرق الأكثر نجاحاً للوصول إلى المجتمع واستقطاب شبابه من خلال ثقافة معاصرة تستجيب لهمومه وتلبي احتياجاته النفسية والروحية والوطنية والمادية، وتعبر بالتالي عن كيانه أو ذاته التي تنزع نحو الانطواء ضمن هوية تعطي لوجوده قيمة.

هذه القيمة لا ينبغي تركها تتشكل خارج إطار الفعل الثقافي الذي ينبغي أن تبادر إليه مؤسساتنا الثقافية لأن مدارسنا أو جامعاتنا بوصفها مؤسسة لم تستطع أن تنهض بهذا الدور للأسف، بل رأينا النتيجة التالية: الفعل الثقافي كونه لم يكن فاعلا ضمن تاريخ هذه المؤسسات فإن الطالب الشاب الذي يتخرج منها تكون هويته ثم قيمته وثيقة الصلة بقبيلته أو طائفته، ويكون بالتالي أمينا على تعاليمها بامتياز.

فهل الأندية الأدبية وحتى الجمعيات الثقافية قادرة على القيام بمثل هذه المهمة ؟ هذا هو السؤال المحوري الذي ينبغي الانطلاق منه للنظر إلى جميع الإشكالات التي تعصف بثقافتنا المحلية في لحظتها الراهنة.

الدرعان:

ونختم الآراء برفض من رئيس نادي الجوف عبد الرحمن الدرعان بتعميم الحولية على تولى أعضاء مجالس الأندية لمناصبهم حيث قال: أولا اسمحي لي أن أصحح الفرضية الواردة في السؤال حول مرور عام على تولي أعضاء الأندية الأدبية الجديدة فهذه معلومة ليست دقيقة.

إن بعض المجالس الجديدة في الأندية لم يمض على تشكيلها سوى أسابيع أو أشهر كنادي الباحة ونادي الجوف مثلا.

السؤال بهذه الصيغة لا ينطلق من معلومات بقدر ما يعيد طرح أحكام عمومية عدا عن كونه يضع جميع الأندية على تباين ظروفها على حد سواء وفي معادلة غير منصفة تشير إلى علاقة تكرار بين المجالس الجديدة والقديمة دون الإشارة إلى غياب التراكم لدى الأجيال الجديدة من الأندية وبالتحديد نادي الجوف الذي لم يمض على تأسيسه أصلاً سوى أربع سنوات وهي فترة تأسيس اعتراها الكثير من الصعوبات الإدارية والفنية بالإضافة إلى الافتقار إلى التراكم وحيرة البدايات وبالتالي فإن الإشارة إليه من هذه الزاوية تعني أننا بحكم ما طرأ من تجديد نتصدى لمرحلة تأسيس جديدة وهو ما لم يحدث في الأندية العريقة التي توفرت على خبرة طويلة.

ويؤكد على أنه ليس كل الأندية قد كانت راكدة في السابق وذلك بقوله: بيد أنني أرجو ألا نضع الأندية جميعها في سلة واحدة حتى عندما نتحدث عن فترة زمنية ماضية لأن بعض الأندية كانت نشطة ومواكبة لما يدور في الشارع الثقافي وساهمت بشكل فاعل في تحريك الرواكد ولعلي أستشهد بجهود نادي جدة الثقافي في الثمانينيات على سبيل المثال لكن ظروفا تضامنت لإعاقة المسيرة.

هذا بالتأكيد ليس من موقع الدفاع ولا التبرير للمستقبل على الإطلاق.

إن المؤسسة الثقافية تواجه تحديات مركبة وبالتالي فإن مقاربتها بالنقد والمساءلة أمر مبهج يجعلنا مطمئنين ويقظين.

لا أحد في مقدوره أن يعد بالنجاح لكن من يرصد نشاط الأندية خلال هذه الفترة القصيرة سوف يرى مشهدا مختلفا وغير مألوف بدأ يتشكل وثمة الكثير من الشواهد التي تبشر بالأجمل في المستقبل.

ويختم الدرعان رأيه على تهميش دور المثقفة نوعا ما حيث قال: شخصيا أتفق معك على أن ما نالته المرأة المثقفة أقل بكثير مما تستحقه وأتمنى ألا يطول انتظار مشاركتها في إدارة الأندية.

ولا شك في أن استمرار عقوقها بهذه الفظاعة متولد في الأساس عن ثقافة أحادية ذكورية شاملة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة