الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 5th April,2004 العدد : 53

الأثنين 15 ,صفر 1425

بين مسافر والناصر .. مطر الذكرى

غاب مبدعنا الأستاذ عبدالله بن محمد الناصر زمناً في (لندن) خلال عمله ملحقاً ثقافياً..
فأشجت ذكريات (الرياض) و(الدرعية) ولقاءات شاعرنا الكبير (مسافر) أحمد صالح الصالح بصديقه أبي عبدالعزيز وحواراتهما حول شؤون اليوم وآمال الغد.. لتمطر الذكرى نصاً جميلاً كتبه مسافر لصديقه العزيز الأستاذ عبدالله الناصر وحصلت عليه (الثقافية)..
حبيبنا.. مطرُ الذكرى فتحت له
قلباً بحبكَ لا ينفكُّ يأتمرُ
غسلْتهُ بمعين الحبِّ فاغترفتْ
منه الصبايا وأصحاب له كُثُرُ
ذكراك يا صاحبي فيحاءُ مورقَةٌ
طابت ظلالاً وطاب الغصن والثمر
ذكراك (نَبْتًةُ سيف) أوْقَرَتْ رطباً
فأَريْها الشهد لا سوء ولا كدر
ذكراك (بَرْحِيَّةٌ) لذَّتْ لآكلها
كأنها في الشفاه الراح والسَّكَر
ذكراك (جُوْريَّةٌ) تاه (الوصيل) بها
على الربى عطرها زاكٍ ومنتشر
حبيبَنَا.. يا أبا عبدالعزيز متى
يضمنا في (الرياض) المنتدى العطر
متى تعود مساءات تُجَمِّعنَا
رقَّ الحديث بها والشعر والسمر
ما بين (تبراك) أو في (رامةٍ) ولدى
(وادي الوصيل) يصيخ السمع والبصر
أما (العليا) فقد أوحشتها زمناً
والشوق بين حنايا الصدر يستعر
حَنِيْننا يا صديقي لا يغادرنا
ونحن في زحمة الأحداث ننتظر
لكم تحدَّثْتُ عن ذكراك مبتهجاً
فآنَسَتْ كل من غابوا ومن حضروا
عفواً صديقي لك العُتْبَى ومعذرةً
حاشاكَ تهجر أو حاشاك من هجروا
ما حَدَّثَ القلبُ يوماً عن أحبَّتِهِ
إلا تكن بين من في القلب قد وقروا
أيام (لندن) لا تُنْسى مجالسُها
وليل (تبراك) والأصحاب قد سهروا
وللأحاديث فيما بيننا لغة
يسمو بها الشعر أو ترقى بها الفِكَرُ
والآن يا صاحبي ماتت قصائدنا
على الشفاه فلا أُنْسٌ ولا وَتَرُ
الجرح أكبر مِنَّا من مواجعنا
آلامنا زمنٌ بالحزن ينتحر
يا صاحبي.. ضاقت الدنيا بما رحبت
بحالنا ودمانا بيننا هدر
تسوقنا الأمم الأخرى لمذبحنا
ونحن نحْمّدُ فوق النطع من نَحَرُوا
يا صاحبي.. (لاصلاحٌ) هزَّ نخوتنا
ولا أفاق بنا (سعدٌ) ولا (عمرُ)
فلَيلُنا ساهرُ اللذاتِ آثمها
وصبحنا بدم الأحقاد ينفجر
قبائلٌ فَرَّقَ الضُّلالُ غايَتَها
فمسَّها الضُّرُّ واستشرى بها الخَوَرُ
حبيبنا .. أحرفى في الحلق يابسة
ماذا أقول.. وماذا بعد أدَّكر؟؟
المسلمون يتامى الأرض مزقَهُمْ
حُكْمُ الطواغيت والمكر الذي مكروا
يا صاحبي.. أي مجدٍ سوف نَصْنَعُهُ
ونحن في ركب من خانوا ومن غدروا
حبيبنا.. يا أبا عبدالعزيز غداً
سيمكر الله ما لا يمكر البشر
وتُشْرق الأرض بالإيمان ثانية
(فليس يُعْبَدُ طاغوت ولا حجر)
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved