الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 5th May,2003 العدد : 10

الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

نقاد عبدالله الغذامي:
قليل من المنهج.. كثير من الجدل.. شح في السؤال
عبدالله السمطي

عبدالله الغذامي تجربة نقدية لها قسماتها وتحولاتها النوعية الملموسة حين نقول ذلك إنما نومئ الى هذا المشروع المعرفي المتحرك الذي تخلقت بواكيره في أفق الشعر حيث حمزة شحاتة هذا الشاعر الذي ابتكره الغذامي من جديد عبر التفكيك وعبر المفاهيم البنيوية التي مارسها على شعره، وحيث الشعر المعاصر «الحديث» الذي وهب الغذامي اسئلة مغايرة وفضاءات مختلفة ومنحه قسطاً كبيراً من تأملاته تجلت في «تشريح النص» والموقف من الحداثة، والكتابة ضد الكتابة، والقصيدة والنص المضاد.
كما بزغت تحولات هذا المشروع وأوطاده المعرفية في المرأة واللغة وثقافة الوهم ثم النقد الثقافي. هذه البواكير وتلك التحولات قابلتها متابعات متعددة جمة في صيرورة الساحة الأدبية في المملكة وخارجها، فشغل الغذامي الناس كثيراً، وطُرحت آراء ودراسات ومقالات ومتابعات وصلت الى 608 مواد ما بين حوار ومقالة ودراسة فيما يشير كتاب «الغذامي الناقد» الذي صدر عن سلسلة كتاب الرياض في العام 2002م.
لقد حاز الغذامي على قدر كبير من المتابعة، ربما لم ينل ناقد من النقاد هذه الكثافة النقدية المتابعة والتي تمثل «مادة ثقافية دسمة» لقراءة افكار ورؤى وبنى معرفية تمثل العقدين الأخيرين في الساحة السعودية. هذه المادة تمثل آراء نقاد وأدباء وشعراء وكتاب زوايا وصحفيين، وهي بذلك تتشكل في إطار متنوع وكثيف. وتقرأ تجربة الغذامي من خلال منظورين:
الأول: نقدي معرفي، يهدف الى مساءلة كتابات الغذامي منهجياً وتحديد الآليات والمفاهيم التي تميز عمله النقدي.
الثاني: ثقافي عام، تغلب عليه الرؤية الانطباعية التي تسود حين يكون عدم الفهم، والتعجل، وايثار السماع على القراءة والتأمل غالبا.
في المنظور الأول نجد ان نقاد الغذامي ينقسمون الى قسمين: نقاد اكاديميون ونقاد يمارسون النقد الاكاديمي. وقليل منهم من نفذ الى مكامن التجربة الغذامية خاصة في المشاريع البحثية التي كتبت غن الغذامي من قبل نقاد مغاربة، ومن لدن بعض المشاركين في الحلقة البحثية حول مشروع الغذامي الثقافي التي عقدت في البحرين في شهر مايو 2001م او في ملتقى النص بنادي جدة الأدبي الثقافي في شهر اكتوبر 2000م فضلا عن الدراسات الواردة في كتاب «الغذامي الناقد» التي كتبها عدد من الدارسين والباحثين.
في المنظور الثاني نجد ان التصميم والانطباعية سواء كانت احتفاء أم هجاء، مدحاً ام قدحاً هما السبيل الذي سلكه نفر كبير ممن تناولوا كتابات الغذامي. وجاءت هذه الكتابات على الأغلب من أناسٍ لا علاقة لهم بالنقد الأدبي وتحولاته منذ «محاكاة» ارسطو الى اليوم، ولا علاقة لهم كبيرة بالتباينات الكبرى او الصغرى او التوافقات البارزة بين نظريات الأدب والنقد التي ظهرت في سياق الفكر النقدي العالمي. وهؤلاء بالطبع لم يمارسوا او يجربوا قراءة النصوص النقدية لدى الغذامي بالمناهج نفسها التي مارسها هو. مما جعل كتاباتهم مجرد حالة ثقافية هشة لا تقدم ولا تؤخر، وتفقد مصداقيتها من سطرها الأول. ومن ينظر الى ملاحق كتاب «الغذامي الناقد» التي تقدم ببليوجرافيا لما كتب عن الغذامي سيدرك ان اغلب هذه الكتابات تعميمية انطباعية لا تلوذ بمنهج ولا تعتصم بمفهوم. لأنها كتابات من أجل الجدل السلبي، من أجل الحضور فحسب، لا من أجل تأسيس بنية جدلية ايجابية تفضي إلى نتائج قيمية محددة، وتعبر الى سؤال جديد وجارف.
الغذامي ظاهرة نقدية حية ومتحركة، لكن القراءات التي كتبت حولها في وعيها المنهجي مازالت تحتاج الى تراكم كثيف وتعدد متسائل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved